بعد أحداث 11 سبتمبر حصلت نقلة نوعية في الإجراءات الأمنية بمختلف مطارات دول العالم التي تعاني من أعمال تخريب أو احتمال تحركات إرهابية!تتحرك الدول حماية لبلادها والعباد الذين يعيشون على أرضها «ومن خاف سلم»، كما يقول المثل الدارج.نحن في الكويت وبعد جرائم عدة أبطالها رجال ونساء يتم إبعادهم عن الكويت ويغيرون جوازاتهم ويعودون مرة أخرى ليرتكبوا جرائمهم ذاتها أو أشد قسوة!إن جرائم القتل، المخدرات، السرقة وغيرها من الجرائم التي تؤثر في استقرار الأمن الوطني بحاجة إلى إجراءات وقائية تحد من تلك الجرائم وتمنع احتمال محاولة المجرمين الدخول إلى البلاد بنفسيات شيطانية.وكأجراء وقائي، ولو أنه جاء متأخراً، صرح الوزير الشيخ جابر الخالد بأن وزارة الداخلية ستطبق نظام البصمة على المنافذ لكشف مزدوجي الجنسية، رغم أن خطر مرتكبي الجرائم سالفة الذكر أكثر وقعاً على النسيج الاجتماعي.نتمنى من وزارة الداخلية تطبيق نظام البصمة، وتحديداً بصمة العين الدقيقة، والتي بإمكانها كشف هوية صاحبها حتى وإن غير جوازه أو حتى تلاعب ببصمة أصابعه، كما هو مطبق في الأردن والولايات المتحدة.إن وزارة الداخلية وعدت على لسان وزير داخليتها الشيخ جابر الخالد بتطبيق نظام البصمة، ورؤيتنا الشخصية الفنية البحتة هنا محددة في طلب الحرص على تطبيق نظام بصمة عالي الجودة والدقة، لتجنيب الوطن والمواطنين والمقيمين حوادث رسمها جناة لا رحمة في قلوبهم والشر كامن في أنفسهم من دون رادع، وغياب الحماية الأمنية المشددة في منافذ الدولة كان عاملاً مساعداً في استمرارية العبث بأمن البلاد، ناهيك عن ضعاف النفوس من رموز الفساد! إذا كانت البلاد في طور التحول إلى مركز مالي عالمي فإن الهاجس الأمني أول ما ينبغي بحثه في ظل عبث الأقزام من مجرمين ومفسدين.وزارة الداخلية مطالبة ببحث جميع الجوانب التي شهدت تقصيراً، وبالتحديد العلاقة بين المخافر وأمن المناطق السكنية والتركيبة الأمنية التي تحتاج إلى مراجعة فورية، وقد يساعد المحافظون من خلال لقاءات دورية مع المواطنين في معرفة مسببات القصور الأمني من منظور المواطنين. بعض المنتمين إلى جهاز الشرطة من المخلصين بحاجة إلى من يستمع إلى شكواهم، فالعامل النفسي هو المحرك الأساسي والداعم الرئيسي لنشر الاستقرار بين أفراده، خصوصاً في ظل غياب الولاء للمنشأة تحت تأثير الواسطة والمحسوبية في التنقلات وخلافه.إذا كانت وزارة الداخلية تبحث عن حلول فإننا نعتقد أن الحل الأول في اختيار الكفاءات والقيام بعمليه تدوير بين المسؤولين من رؤساء مخافر ومديرين ووكلاء مساعدين بشكل دوري، كي يتمكن القائمون على هذا الجهاز الحساس من كشف خفايا الأمور ومنح الأفراد أحقية في عرض تصوراتهم عن سبب القصور الحاصل في المنظومة الأمنية وبكل حيادية على أمل ألا يتدخل النواب وغيرهم للحفاظ على مصلحة البلاد والعباد.وللعلم هذا الأمر ليس قاصراً على وزارة الداخلية، بل جميع الوزارات بحاجة إلى التدوير الصحي الذي يمكننا من كشف حالة الولاء الحقيقية للموظفين العاملين، فلا يوجد ولاء لمسؤول بل ولاء للمنشأة ومصلحة العمل فيها هي الأساس.وإلى أن يخرج نظام البصمة إلى حيز الوجود الفعلي ندعو الله أن يحفظ البلاد والعباد وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان... والله المستعان

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com