وقع نظري على خبرين وتمنيت تطبيق ما ورد فيهما على أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية للمصلحة العامة...
الأول جاء في («رويترز العربية» 4 سبتمبر) حول استقالة وزير الخارجية الكوري الجنوبي يوميونج هوان بعد اتهامات بالمحسوبية لتعيين الوزارة لابنته بدوام كامل، والخبر الثاني نشرته (جريدة «الشرق الأوسط» يوم الأحد 4 سبتمبر) مفاده أن النائب العام المصري يطلب رفع الحصانة عن 14 نائباً في مجلسي الشعب والشورى في قضية نواب العلاج على نفقة الدولة.
فكم هو طيب لو نفضنا الغبار عن ثقافتنا الراعية لأوجه الفساد سواء بوعي أو من دون وعي، ولكن المحصلة تشير إلى أخطاء كان يفترض أن نصححها من خلال البحث في تفاصيلها، خاصة وأن بعضها منشور على صدر صفحات الصحف اليومية، وما تنشره المدونات أكثر وبتفاصيل مملة وتعليقات بعضها يستحق المتابعة.
فالوزير الدكتور فاضل صفر نشر عنه في جزئية التوظيف، ناهيك عن عنتر أبو فطيرة، وقضية محطة مشرف، ويخرج لنا الوزير حفظه الله ورعاه بخبر انجاز 26 في المئة من خطة التنمية، ووزراء غيره، خصوصاً وزيري الداخلية والمالية، أثير حول أدائهما الكثير، والنواب في قضية العلاج حدث ولا حرج، إضافة إلى تدخلهم في التعيين، ونستغرب صمت الوكلاء والوزراء عنهم!
نسميها واسطة، محسوبية، أو أي مسمى آخر، تبقى في آخر المطاف أخطاء في الإجراءات قد يكون من بينها تجاوزات، والغريب أن كل مواطن عادي معرض للمساءلة ولكن من يبحث في تجاوزات النواب والوزراء؟ لا يجرؤ مسؤول على كشف تلك التجاوزات خوفاً من ردود الأفعال طبعاً!
إننا نعيش زمنا غريبا، يقدم الوزراء استقالاتهم، والنواب يحاسبون من حولنا، إلا «ربعنا» فهم خارج الممارسات القويمة التي تحصل في مجتمعات حول عالم أصبحت فيه البلدان تعيش في قرية واحدة، وتقارير الفساد ومعدل الشفافية عن الدول تنشر بشكل دوري، ولكننا لا نتحرك!
ينادون بالشفافية وتطبيق القانون والعدالة، ونجد ما يمارس على أرض الواقع مخالف لما يقولون... إننا في مركب له أكثر من ربان، والكل أصبح في وضع القيادي الذي يعمل بالسليم ويترك «القرعة ترعى» كما يقولون!
المراد... إذا كنا نبحث عن غد أفضل فنحن مطالبون بتطبيق ما نقوله ومحاسبة المخطئ قد وجب تفعيلها، وأي مسؤول «ما يقص الحق من نفسه» لابد من تنحيته، وإذا كنا نعترف بالأخطاء ولا نتحرك فهذا يعني إننا مشاركون في استمرار حالة تفشي الفساد ومساهمون في تدني الأوضاع. على أي حال، نحن نبسط وجهة نظرنا لعل وعسى أن نستفيق من غفلتنا والله المستعان!


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com