العيد مفردة جميلة تضفي على النفس الراحة والطمأنينة، ويأتي عيد الفطر السعيد بعد شهر رمضان المبارك الذي أخلص فيه المؤمنون عبادتهم وابتهلوا إلى بارئهم بالخير والسداد وتحقيق الأمل.
ونحن عزيزي القارئ في رحاب عيد الفطر المبارك فماذا عسانا أن نتذكر من ذكريات جميلة سلفت مع تصرم العقود... كنا قديما نحتفي بالعيد منذ طلوع الشمس حيث يذهب الآباء لأداء صلاة العيد، وتعكف الأمهات على إعداد (ريوق) العيد، ذلك الطعام الشهي الذي أُعد بأياد طاهرات، فهذا الحليب المخلوط بالزعفران، وتفوح منه رائحة الهيل، وهذا الخبز المصفط والدرابيل المعد إعداداً طيباً تشتاق النفس إلى أن تشمه لأنه صُنع بأيد طيبة، وعندما يأتي المصلون بعد أداء صلاة العيد يجتمع أفراد الأسرة حول سفرة العيد وكل يبادل الآخر التحيات والتبريكات، ويناول الأب الأبناء العيدية وهم في بشر وسرور، حيث تفتح الدواوين ويتزاور الأقرباء وأبناء الفريج لتبادل التهاني، ويذهب الصغار إلى الحواري والبرايح في الفرجان حيث يلعبون في ألعاب بسيطة أُعدت لهذه المناسبة، وصاحب الديرفة ينطق (هذي زيادة للولد).
ما أجملها من أيام تصرمت فماذا عسانا عزيزي القارئ أن نشعر في أيام العيد الآن؟
انها أصوات مدوية للهواتف النقالة، وكذلك رسائل وكأننا في دول نائية لا يستطيع بعضنا أن يأتي ليبارك لأبيه، أو أمه، ولأخيه، أو أخته في حلول العيد السعيد، ربما بعضهم ترك أمه أو أباه في دار المسنين ولم يشعر انه في يوم عيد، وإنما الواجب يفرض عليه أن يرعى والديه لله درهما، ماذا عسانا أن نقول لأبوينا اللذين هم على قيد الحياة لهم بإذن الله طول البقاء، وللذين رحلوا إلى الله الرحمة والمغفرة والرضوان.
عزيزي القارئ، لا نملك في هذا اليوم المبارك إلا أن نبتهل إلى الباري العلي القدير أن يجعل الخير متدفقاً في ربوع هذه الديرة الحبيبة، ويجعل أهلها نسيجا واحدا متشابكا وجسما واحدا إذا اشتكى عضو منه تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى، وندعو الكريم القدير أن يُلبس جميع المرضى الذين كانوا يقطنون معي في «مستشفى الرازي» خلال شهر رمضان المبارك، بل جميع المرضى أينما كانوا أثواب الصحة والسلامة والعافية.
إن ربي ولي ذلك والقادر عليه، عساكم من عواده يا أهل الديرة، وعيدكم مبارك.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي