لنتحدث بشكل صريح دون مجاملات، وكفانا انخداعاً بما يردده بعضهم من نصوص الدستور، والذي ينص في المادة السادسة منه على أن «نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور». منذ متى بربكم؟
منذ متى كانت الأمة مصدر السلطات جميعاً، وهل البرلمانات في العالم تمثل شعوبها حقيقة، وما دور المال في اللعبة السياسية، وهل يمكن أن تكون إرادة الأمة مزورة، وبالتالي لا يكون المجلس المنتخب معبراً عن صوت الشارع ونبضه، وهل الأمة تمارس دورها الأساسي بوضوح حسب نص المادة السادسة المذكور آنفاً، أم أنها اكتفت بممثليها في البرلمان، وتركت لهم الحبل على الغارب بعد ذلك، ولا توجد هناك آلية واضحة لمحاسبتهم وتقييمهم إلا كل أربعة أعوام؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أراقب المشهد السياسي، وأشاهد ما يدور في دهاليزه، وألحظ أن هذه المادة باتت ساقطة من الدستور بحكم العرف والواقع والممارسة، لأن الواقع يؤكد أن المال أصبح مصدر السلطات جميعا وهو سيد الموقف.نعود لاختيار الأمة لممثليها في البرلمان، هل جميع المخرجات الحالية والسابقة كانت تمثل الشعب؟ أبداً، لقد كانت تمثل نفسها، وتجمع وتبني لنفسها، حتى إذا ما وصلت إلى ما تريد أدارت للشعب ظهر المجن، وطعنته على حين غرّة، وجلس الشعب حينها يبكي ويندب حظه، ويبحث عن آخرين ليتعلق بهم، علّهم يفتحون باب المغارة، الذي لا يُفتح إلا بكلمة سرية.
إن المنسف السياسي له تاريخ عريق في الكويت من خلال التلقين والممارسة التي تنتقل من جيل إلى آخر، آخذة أشكالاً وصوراً شتى حسب الزمان والمكان والأشخاص، فالمناصب، والعلاج في الخارج، والتوظيف، والوساطات للنواب والناشطين السياسيين صورة من صور المنسف السياسي التي رفعت أقواماً لا وزن لهم في المجتمع، ولا فكر ولا ثقافة سوى أنهم محسوبون على فلان أو علان.
هناك منسف المشاريع العملاقة أيضاً، وهو نوع قديم تم تجديده وترميمه، وهذا المنسف بات مخدراً لتيارات سياسية بأكلمها، بعد أن كانت وقود المعارضة في البرلمان، فألجموا فمها، وعقدوا لسانها، وقيدوا يديها، فلا عادت تنطق، ولا تتكلم، ولا ترى، إلا بعد ان تتلفت ناحية صاحب المنسف، فإن هز رأسه بالموافقة، وإلا فالصمت منجاة.
وإن كان ثمة منسف، فهناك أيضا سيف، فالإعلام سيف بات يستخدمه سياسيونا بكثرة، يشغلونا به عن القضايا المهمة، ويوجهون الأنظار لها، ويرهبون به خصومهم السياسيين، ويزورون به الحقائق، دون مراعاة لضمير أو مهنية أو احترام للذات، ولنا عودة لمنهجية السيف إن كان في العمر بقية، وعيدكم مبارك مقدماً.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com
منذ متى كانت الأمة مصدر السلطات جميعاً، وهل البرلمانات في العالم تمثل شعوبها حقيقة، وما دور المال في اللعبة السياسية، وهل يمكن أن تكون إرادة الأمة مزورة، وبالتالي لا يكون المجلس المنتخب معبراً عن صوت الشارع ونبضه، وهل الأمة تمارس دورها الأساسي بوضوح حسب نص المادة السادسة المذكور آنفاً، أم أنها اكتفت بممثليها في البرلمان، وتركت لهم الحبل على الغارب بعد ذلك، ولا توجد هناك آلية واضحة لمحاسبتهم وتقييمهم إلا كل أربعة أعوام؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أراقب المشهد السياسي، وأشاهد ما يدور في دهاليزه، وألحظ أن هذه المادة باتت ساقطة من الدستور بحكم العرف والواقع والممارسة، لأن الواقع يؤكد أن المال أصبح مصدر السلطات جميعا وهو سيد الموقف.نعود لاختيار الأمة لممثليها في البرلمان، هل جميع المخرجات الحالية والسابقة كانت تمثل الشعب؟ أبداً، لقد كانت تمثل نفسها، وتجمع وتبني لنفسها، حتى إذا ما وصلت إلى ما تريد أدارت للشعب ظهر المجن، وطعنته على حين غرّة، وجلس الشعب حينها يبكي ويندب حظه، ويبحث عن آخرين ليتعلق بهم، علّهم يفتحون باب المغارة، الذي لا يُفتح إلا بكلمة سرية.
إن المنسف السياسي له تاريخ عريق في الكويت من خلال التلقين والممارسة التي تنتقل من جيل إلى آخر، آخذة أشكالاً وصوراً شتى حسب الزمان والمكان والأشخاص، فالمناصب، والعلاج في الخارج، والتوظيف، والوساطات للنواب والناشطين السياسيين صورة من صور المنسف السياسي التي رفعت أقواماً لا وزن لهم في المجتمع، ولا فكر ولا ثقافة سوى أنهم محسوبون على فلان أو علان.
هناك منسف المشاريع العملاقة أيضاً، وهو نوع قديم تم تجديده وترميمه، وهذا المنسف بات مخدراً لتيارات سياسية بأكلمها، بعد أن كانت وقود المعارضة في البرلمان، فألجموا فمها، وعقدوا لسانها، وقيدوا يديها، فلا عادت تنطق، ولا تتكلم، ولا ترى، إلا بعد ان تتلفت ناحية صاحب المنسف، فإن هز رأسه بالموافقة، وإلا فالصمت منجاة.
وإن كان ثمة منسف، فهناك أيضا سيف، فالإعلام سيف بات يستخدمه سياسيونا بكثرة، يشغلونا به عن القضايا المهمة، ويوجهون الأنظار لها، ويرهبون به خصومهم السياسيين، ويزورون به الحقائق، دون مراعاة لضمير أو مهنية أو احترام للذات، ولنا عودة لمنهجية السيف إن كان في العمر بقية، وعيدكم مبارك مقدماً.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com