| المهندس جادالله فرحات* |
هذا الفن الذي دخل المغرب على يد الفاتحين العرب، بجانب العديد من الفنون الأخرى متأثرين بفن القاشاني الفارسي الذي لا يزال نراه يكسو القباب والمدارس الإسلامية بمدن إيران وخاصة أصفهان، إلا أن فن الزليج تم تطويره في المغرب العربي والأندلس حتى اختفت التأثيرات الفارسية، وأصبح هذا الفن المتفرد للمنطقة، ومع مرور الزمن بدأ فن الزليج يندثر في المنطقة سواء في اسبانيا أو سيفيل ليحل محطة صناعة الخزف الميكانيكية، إلا أن المغرب استطاعت أن تحافظ على هذه الحرفة بأسلوبها التقليدي اليدوي ويرجع الفضل في ذلك بالدرجة الأولى إلى اهتمام الملك الحسن الثاني بالحفاظ على الحرف الفنية التقليدية منذ توليه الحكم، حيث أمر بإنشاء مدرسة خاصة لتعليم فن الزليج على يد الحرفيين القدامى كما أمر بترميم وإحياء جميع القصور الملكية القائمة واستخدام الزليج في جميع المباني العامة التي تقيمها الدولة من مساجد ومدارس ومحاكم وصالات كبار الزوار، الأمر الذي ساعد على إحياء هذا الفن الإسلامي الراقي وتطويره وتصديره إلى المدن الأخرى خارج المغرب.
وموطن هذا الفن هو بلاد المغرب وبخاصة مدينة (فاس) وأصلة ينحدر من الفسيفساء البيزنطية، غير أن الزليج فن أكثر تخصصاً للفن الحرفي وتقتضي صناعته مهارة فائقة.
ويصنع الزليج أساساً من الطين المحروق والذي يطلى بالمينا التي تضفي عليه الملمس الناعم وتكسبه ألواناً زاهية ذات رونق خاص وتتنوع هذه الألوان ما بين الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأخضر والأزرق والعسلى والتي يتم تثبيتها بحرق الزليج مرة أخرى في درجة حرارة تبلغ 800 درجة مئوية ويتم ذلك بطرق فنية تحفظ للألوان خصائصها.
وتختلف قطع الزليج في إشكالها وأنواعها وأبرز الأنواع هو زليج فاس وزليج تطوان، أما زليج فاي فهو أصل الزليج لأنه يعتمد على نحت الأشكال الزخرفية المكونة للوحة الجدارية.
وذلك يتطلب دقة كبيرة في النحت ومهارة في التجميع حتى يخرج لنا تحفة فنية لا يشوبها شائبة، وبالتالي فان تكلفته تكون عالية ويستخدم في القصور والمساجد، وهناك زليج تطوان وهو عبارة عن مربعات «1 × 1» ترسم عليها الاشكال وتجمع وهي أبسط من طريقة البازل المتبعة في زليج فاس وهو أيضا يطلي بالمينا قبل حرقه، وهناك نوع ثالث من الزليج ولكنه يستخدم في الكتابات ويعرف بالزليج المقشر، حيث يقشر من على المربعات والتي تكون غالباً سوداء اللون ويتطلب ذلك مهارة فائقة من الصانع.
والزليج يستخدم في أشكال زخرفيه لانهائية فعلي سبيل المثال لا الحصر :
تكسية العقود والأفاريز والأعمدة عمل لوحات جدارية بها نجمات متعددة الأفرع التي قد تصل إلى مئات الأفرع وتشكيلات أخرى تكسية النافورات والمصاطب، الكتابة الزخرفية المورقة بالإضافة لعمل الأرضيات في الأماكن الراقية والقصور.
ويتم وضع الزليج أو البجماط على رسومات دقيقة ترسم على الحوائط أو الأرضيات لتحديد الشكل الذي ستكون عليه هذه القطع بعد تركيبها وهي ترص مقلوبة بالنسبة للوح الجدارية، ثم بعد تمام لصق اللوحة يتم رفعها ولصقها على الحائط بواسطة كلابات قوية ولكن للقيام بالعمليات الدقيقة مثل اللحامات أو تزيين الأعمدة فان الصانع يلجأ إلى طريقة قديمة تسمى (فرس) وتقتضي أن يتم التجميع على الوجه الصحيح وعلى الجدار ذاته.
وبالنسبة للأعمدة الدائرية الأسطوانية فان جذع العمود يزين بزخارف متكررة بلا انقطاع يكسر شكلها المستدير، فان كان العمود مربع فيحمل على كل وجه إفريزا يبرز هذا الوجه وتكون زوايا العمود متكسرة انكساراً خفيفاً ما يقلل من حدة الأضلاع.
ويصل بنا هذا الفن لذروة جماله وتطوره كما يظهر في قصر أغادير بالمملكة العربية المغربية وفي مطار الملك خالد وفي الكثير من المنشآت الأخرى التي استعانت به ليزين واجهاتها ومداخلها وعناصرها الداخلية في تناغم رائع بين الألوان والتشكيلات المستوحاة من الفنون الإسلامية.
ولم يقتصر الزليج على الشرق فقط بل امتد سحره ليبهر الغرب وفنانيه ومعمارية أيضاً... ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (فزولي ألوم) ثم بل أشار الهولندي، الذي تأثروا بهذا الفن ونقلوا عنه العديد من أعمالهم وافتخروا بأن أصل هذه الأعمال في فنون الزليج التي رأوها في غرناطة وجدير بالذكر أن تشير هنا لدخول الكمبيوتر لهذا المجال فأنتج تشكيلات أخرى حديثة تم تطبيقها ما ساعد على نشر الزليج بتكلفة أقل.
* إمام وخطيب
هذا الفن الذي دخل المغرب على يد الفاتحين العرب، بجانب العديد من الفنون الأخرى متأثرين بفن القاشاني الفارسي الذي لا يزال نراه يكسو القباب والمدارس الإسلامية بمدن إيران وخاصة أصفهان، إلا أن فن الزليج تم تطويره في المغرب العربي والأندلس حتى اختفت التأثيرات الفارسية، وأصبح هذا الفن المتفرد للمنطقة، ومع مرور الزمن بدأ فن الزليج يندثر في المنطقة سواء في اسبانيا أو سيفيل ليحل محطة صناعة الخزف الميكانيكية، إلا أن المغرب استطاعت أن تحافظ على هذه الحرفة بأسلوبها التقليدي اليدوي ويرجع الفضل في ذلك بالدرجة الأولى إلى اهتمام الملك الحسن الثاني بالحفاظ على الحرف الفنية التقليدية منذ توليه الحكم، حيث أمر بإنشاء مدرسة خاصة لتعليم فن الزليج على يد الحرفيين القدامى كما أمر بترميم وإحياء جميع القصور الملكية القائمة واستخدام الزليج في جميع المباني العامة التي تقيمها الدولة من مساجد ومدارس ومحاكم وصالات كبار الزوار، الأمر الذي ساعد على إحياء هذا الفن الإسلامي الراقي وتطويره وتصديره إلى المدن الأخرى خارج المغرب.
وموطن هذا الفن هو بلاد المغرب وبخاصة مدينة (فاس) وأصلة ينحدر من الفسيفساء البيزنطية، غير أن الزليج فن أكثر تخصصاً للفن الحرفي وتقتضي صناعته مهارة فائقة.
ويصنع الزليج أساساً من الطين المحروق والذي يطلى بالمينا التي تضفي عليه الملمس الناعم وتكسبه ألواناً زاهية ذات رونق خاص وتتنوع هذه الألوان ما بين الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأخضر والأزرق والعسلى والتي يتم تثبيتها بحرق الزليج مرة أخرى في درجة حرارة تبلغ 800 درجة مئوية ويتم ذلك بطرق فنية تحفظ للألوان خصائصها.
وتختلف قطع الزليج في إشكالها وأنواعها وأبرز الأنواع هو زليج فاس وزليج تطوان، أما زليج فاي فهو أصل الزليج لأنه يعتمد على نحت الأشكال الزخرفية المكونة للوحة الجدارية.
وذلك يتطلب دقة كبيرة في النحت ومهارة في التجميع حتى يخرج لنا تحفة فنية لا يشوبها شائبة، وبالتالي فان تكلفته تكون عالية ويستخدم في القصور والمساجد، وهناك زليج تطوان وهو عبارة عن مربعات «1 × 1» ترسم عليها الاشكال وتجمع وهي أبسط من طريقة البازل المتبعة في زليج فاس وهو أيضا يطلي بالمينا قبل حرقه، وهناك نوع ثالث من الزليج ولكنه يستخدم في الكتابات ويعرف بالزليج المقشر، حيث يقشر من على المربعات والتي تكون غالباً سوداء اللون ويتطلب ذلك مهارة فائقة من الصانع.
والزليج يستخدم في أشكال زخرفيه لانهائية فعلي سبيل المثال لا الحصر :
تكسية العقود والأفاريز والأعمدة عمل لوحات جدارية بها نجمات متعددة الأفرع التي قد تصل إلى مئات الأفرع وتشكيلات أخرى تكسية النافورات والمصاطب، الكتابة الزخرفية المورقة بالإضافة لعمل الأرضيات في الأماكن الراقية والقصور.
ويتم وضع الزليج أو البجماط على رسومات دقيقة ترسم على الحوائط أو الأرضيات لتحديد الشكل الذي ستكون عليه هذه القطع بعد تركيبها وهي ترص مقلوبة بالنسبة للوح الجدارية، ثم بعد تمام لصق اللوحة يتم رفعها ولصقها على الحائط بواسطة كلابات قوية ولكن للقيام بالعمليات الدقيقة مثل اللحامات أو تزيين الأعمدة فان الصانع يلجأ إلى طريقة قديمة تسمى (فرس) وتقتضي أن يتم التجميع على الوجه الصحيح وعلى الجدار ذاته.
وبالنسبة للأعمدة الدائرية الأسطوانية فان جذع العمود يزين بزخارف متكررة بلا انقطاع يكسر شكلها المستدير، فان كان العمود مربع فيحمل على كل وجه إفريزا يبرز هذا الوجه وتكون زوايا العمود متكسرة انكساراً خفيفاً ما يقلل من حدة الأضلاع.
ويصل بنا هذا الفن لذروة جماله وتطوره كما يظهر في قصر أغادير بالمملكة العربية المغربية وفي مطار الملك خالد وفي الكثير من المنشآت الأخرى التي استعانت به ليزين واجهاتها ومداخلها وعناصرها الداخلية في تناغم رائع بين الألوان والتشكيلات المستوحاة من الفنون الإسلامية.
ولم يقتصر الزليج على الشرق فقط بل امتد سحره ليبهر الغرب وفنانيه ومعمارية أيضاً... ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (فزولي ألوم) ثم بل أشار الهولندي، الذي تأثروا بهذا الفن ونقلوا عنه العديد من أعمالهم وافتخروا بأن أصل هذه الأعمال في فنون الزليج التي رأوها في غرناطة وجدير بالذكر أن تشير هنا لدخول الكمبيوتر لهذا المجال فأنتج تشكيلات أخرى حديثة تم تطبيقها ما ساعد على نشر الزليج بتكلفة أقل.
* إمام وخطيب