في تصريحات مثيرة هي الأولى من نوعها، أعلن السفير العراقي في لبنان الشقيق السيد جواد الحائري أنه وبعد سقوط نظام صدام وتسلمه مبنى السفارة العراقية وجد كميات كبيرة من المواد السمية، أي السامة ووجد أجهزة الاغتيالات على شكل أقلام صغيرة وأسلحة متنوعة، وحتى أسلحة ثقيلة كانت قد اخرجت من مبنى السفارة قبل دخوله اليها. وأضاف ان محطة المخابرات العراقية في السفارة أخطر محطة للمخابرات، إذ كانت تشرف على محطات المخابرات العراقية كافة، في الدول العربية وفي دول أوروبا الشرقية وكان السفير قد أدلى بتصريحاته تلك الى قناة الحرة - عراق الفضائية.المعروف ان المخابرات العراقية قد قتلت الكثير من المعارضين العراقيين، ابتداء من الشهيد خالد العراقي، وانتهاء بشيخ قبيلة تميم الشهيد طالب السهيل التميمي والد النائبة في البرلمان العراقي صفية طالب السهيل، ولاحقت السيد مهدي الحكيم الى السودان لتغتاله هناك.وبالفعل فقد كانت السفارات العراقية عبارة عن مقرات للاعتقال والتعذيب والخطف والابتزاز وشراء الضمائر والذمم الفاسدة، وكان مجرد ذكر السفارة العراقية كافيا لاثارة الرعب فقط كانت كالأخطبوط وكالدولة المستقلة داخل الدول الأخرى.ممارسات السفارات العراقية في عهد النظام السابق أغرب من الخيال، اما اليوم فقد اختلف الوضع بشكل جذري وجوهري، فالمواطن العراقي يدخل الى سفارته فيشعر بالامان والاطمئنان ويلقى الاحترام والمعاملة الودية، بل ويستطيع انتقاد السفارة وأداء موظفيها ويتحاور معهم بلطف.أصبح المواطن العراقي يفتخر بسفاراته ويزهو بها، وهذا لم يحصل منذ تأسيس الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي، تدخل الى السفارة وتنجز معاملتك حسب الاصول من دون ان يسألك أحد عن مذهبك ودينك وطائفتك وقوميتك، انما انت عراقي وبس.المطلوب الآن ملاحقة عناصر محطات المخابرات تلك، والكشف عن عناصرها الملطخة أياديها بدماء خيرة أبناء شعبنا وتقديمهم للقضاء وتعويض ضحاياهم وأسرهم عما لحق بهم من اضرار مادية ومعنوية، فهم سيظلون مصدر خطر كبير ما داموا طلقاء يسرحون ويمرحون ويبذخون بأموال شعبنا الطائلة التي كانت تحت تصرفهم يفعلون بها ما يشاؤون.
حميد المالكي
كاتب عراقيhamedalmalky@yahoo.com