|إعداد: د. أحمد سامح|
العمرة هي زيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك من إحرام وطواف بالكعبة وسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير.
وعن فضل عمرة رمضان فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة معي».
ونتناول من منظور طبي ورؤية علمية إيماناً منا بعظمة الدين الإسلامي واعجازه العلمي بأنه دين ودنيا فسنجد أن في جميع أداء فرائض الإسلام فوائد صحية نفسية وجسدية تعود على المسلم بالنفع والأجر والثواب والصحة والشفاء.
ولقد تناولنا بالتفصيل فوائد صوم رمضان الصحية النفسية والجسدية وقبلها تناولنا المكاسب الصحية لأداء فريضة الحج، وسنتناول بالتفصيل فوائد أداء فريضة الزكاة الصحية لمؤديها ولمستحقيها وللمجتمع.
ونتناول اليوم فوائد أداء العمرة فنجد أن ارتداء ملابس الاحرام تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتقوية الإرادة والشعور بالمساواة بين البشر فيكون في ذلك تطهير للقلوب من الأحقاد والضغينة التي هي أم الأمراض النفسية.
وكذلك الشعور بالغفران يجعل النفس البشرية مطمئنة فتكون بعيدة عن الأمراض النفسية والعصبية.
ومناسك العمرة من طواف وسعي وهرولة تحتاج أن يعد المسلم نفسه لأداء هذه المناسك وذلك برفع مستوى لياقته الصحية.
ونلقي الضوء على فوائد ماء زمزم الصحية ومكوناته التي تتطابق مع مكونات المحاليل الطبية فيكـون علاجاً ربانياً مجانياً.

في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يُقبل المسلمين على أداء العمرة التي هي زيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك من إحرام وطواف بالكعبة وسعي بين الصفا والمروة والتقصير.
ومن رؤية طبية علمية، ومن خلال خبرتنا في الصحافة الطبية وجدنا ان في أداء مناسك العمرة فوائد صحية عظيمة جسدية ونفسية.

رفع مستوى اللياقة الصحية
الاستعداد لتأدية مناسك العمرة يرفع مستوى اللياقة الصحية والبدنية للمسلم، فهو تدريب للتغلب على المشقات والتضحية بالراحة والدعة، وفي ذلك تربية للمسلم على أن يكون في وضع استعداد لمواجهة الشدائد والصبر على المكاره ومواجهة الحياة كما فطرها الله بأزهارها وأشواكها، بشهدها ومُرها.
وبذلك يقوى المسلم على مقاومة رغبات النفس في التطلع لحياة الدعة والرفاهية والخمول.

الإحرام تدريب على الطاعة والالتزام
لباس الاحرام فيه راحة للجسد ويشعر المعتمر بالمساواة بين البشر وانهم متساوون أمام رب العالمين فلا ينفع الإنسان إلا عمله الصالح.
وفي لباس الاحرام تذكير للإنسان «بالكفن» الذي يُرسخ في وجدانه أنه لا ينفع الإنسان سلطانه وثروته وجاهه وأولاده، وهذا الشعور يخفف على الإنسان إحساسه بالإخفاق والفشل في تحقيق مآربه الدنيوية والذي يولد الحقد والضغينة في القلوب وهما أم الأمراض النفسية.
وفي الالتزام بالاحرام وأداء المناسك تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتقوية الارادة وتنميتها، وبذلك تكون في مأمن من الاصابة بالأمراض النفسية لأن النفس المطمئنة التي تملك الإرادة القوية لا تُصاب بالأمراض النفسية.

أداء المناسك شفاء لأمراض العصر
في تأدية المناسك من طواف وسعي اختبار للياقة الصحية والبدنية للمعتمر ليكتشف مدى ما لحق به من أمراض العصر التي نعاني منها. ففي الطواف حول الكعبة المشرفة يهرول المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى «وهو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى».
وكذلك في السعي بين الصفا والمروة يهرول المعتمر ما بين العلمين الأخضرين.
فقد يشعر البعض بألم المفاصل ومعاناة النهجان والخفقان نتيجة إصابة هذه المفاصل بالخشونة وزيادة الوزن وإذا كانت الحالة متقدمة يشعر بألم في الصدر وهذا إنذار بأن يهتم بصحته ويجري فحوص على القلب والشرايين ومعرفة مستوى السكر والكوليسترول في الدم.

لبيك اللهم لبيك العلاج النفسي والروحي
لبيك اللهم لبيك فيها راحة للنفس القلقة وتهدئة للأعصاب المتوترة ومناجاة لله سبحانه وتعالى تشعر المسلم بالقوة والتماسك والاستقرار النفسي وتفرج عن أزمات الصدر النفسية وكروبها.
وشعور المعتمر بأنه بين يدي الله فيغفر ذنوبه التي أثقلت كاهله وأرهقت نفسه بالمعاناة والندم على ارتكاب المعاصي والذنوب فينشرح صدر المسلم بالغفران فتحل الطمأنينة والسعادة محل القلق والخوف والندم والحزن.
وبذلك يعود المسلم بنفس مطمئنة بعد أداء مناسك العمرة ليكتسب مناعة ضد الأمراض النفسية والعصبية فكما يقول علماء الطب النفسي «النفس المطمئنة تملك الوقاية من الأمراض العصبية والنفسية».
كذلك الشعور بالغفران والاستقرار العاطفي ثبت أنه يقوي عمل جهاز المناعة الذي يتأثر كثيراً بالحالة النفسية، فالسعادة والرضا والشعور بالطمأنينة تقوي المناعة.
أما الشعور بالندم والقلق والاحباط فيضعف عمل جهاز المناعة ويصاب الإنسان بالأمراض المعدية وتنقسم الخلايا الشاذة من دون كابح من جهاز المناعة فتتكون الأورام وتنشأ السرطانات.
كذلك الشعور بالسعادة والغفران يقيان النفس الإنسانية من القلق والتوتر والانفعال والأمراض النفسية وبذلك يكون في مأمن من الاصابة بالأمراض النفسجسمانية، أي الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي مثل نوبات القولون العصبي وزيادة حدة قرحة المعدة والاثنى عشر ونوبات الربو وزيادة حدة الأمراض الجلدية والصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم والكوليسترول والأمراض المناعية والروماتيزمية ونوبات الذبحة الصدرية.

الاستشفاء بماء زمزم
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر الغفاري عن ماء زمزم وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة وليس له طعام غيره «انه طعام طعم» وزاد غير مسلم باسناده «وشفاء سقم» أي شفاء من السقم.
وروى ابن ماجة عن جابر عن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «زمزم لما شُرب له» وعاشت عليه السيدة هاجر وسيدنا إسماعيل عليهما السلام فأغناهما عن الطعام والشراب.

مكونات ماء زمزم
تقول الدراسات الطبية والأبحاث العلمية والتحاليل الطبية الحديثة ان ماء زمزم لا يعرف في الدنيا ماء له مثل هذه الخواص حيث يكثر فيه ملح البوتاسيوم والكالسيوم والكلور وحامض الكبريتيك وحامض الازوتيك.
أما المقادير فهي كما جاء بالتحاليل الكيميائية بالمليغرامات في اللتر الواحد كما يلي:
- قلويات 263
- كلوريدات 786
- ماغنسيوم 130.7
- صوديوم 501.6
- بوتاسيوم 30
- نشادر 0.10
- نشادر عضوي 0.66
- حديد 0.15
- كربونات 365
- كبريتات 190
- كمية من الأملاح الذائبة 1620
- المونيوم لا يوجد
- رصاص لا يوجد

الفوائد الصحية لماء زمزم
أوضحت الدراسات الطبية والأبحاث العلمية الحديثة ان هذه النسب وكمية الأملاح الموجودة في ماء زمزم هي بالضبط النسب نفسها الموجودة في المحاليل الطبية المعالجة لحالات هبوط ضغط الدم «Hypatension»، وهبوط الدورة الدموية ومعالجة الجفاف والانهاك الحراري الذي ينتج عنه فقدان الماء والأملاح الحيوية بسبب التعرق الغزير.
وتستخدم الأملاح الحيوية في علاج الجفاف «Dehydration» الناتج عن التقيؤ المستمر والاسهال الشديد، فتعيد الحيوية للإنسان وتعوضه عما يفقد وكأن الله سبحانه وتعالى خلق هذه المياه المباركة لتكون وقاية للحجاج والمعتمرين من الجفاف الذي ينتج عن التعرق الشديد.
وكذلك وقاية من حدوث هبوط في الدورة الدموية وأيضاً الحماية من الاصابة بالانهاك الحراري الذي قد يودي بحياة الإنسان نتيجة فقدان السوائل والأملاح الحيوية عند التعرض للحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والتعرق الغزير.
لقد أراد الله عز وجل أن يكون ماء زمزم علاجاً ربانياً مجانياً وخاليا من الجراثيم والكيماويات الضارة للمعتمرين والحجاج لبيت الله الحرام. الرسول الكريم صام الأيام
 
13 - 14 - 15 من كل شهر عربي

الفوائد الصحية لصيام الأيام البيض

دلت الاحاديث النبوية ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يصوم الايام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي.
وسميت بالبيض لان لياليها بيضاء من شدة ضوء القمر عند اكتماله.
وقد ظهرت في الاعوام الاخيرة ابحاث علمية كثيرة مفادها ان القمر عندما يكون بدرا اي في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة.
ويقول الدكتور ليبر عالم النفس بولاية ميامي الاميركية: «ان هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاص بينه وبين مدمني الكحول والذين يرتكبون العدوان وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي».
ويشرح ليبر نظريته قائلا: «ان جسم الانسان مثل سطح الارض يتكون ثمانين في المئة منه من الماء والبقية من المواد الصلبة»، ومن ثم يعتقد ان قوة الجاذبية القمرية التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات تسبب ايضا هذا المد في اجسامنا عندما يبلغ القمر اوج اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
ويقول بعض من العلماء ان للقمر عند اكتماله تأثيرا على السلوك الانساني وجعله اكثر اضطرابا وميلا للعنف ويؤثر على الحالة النفسية والمزاجية والعقلية للانسان والسبب في ذلك ما يلي:
> حالة المد وزيادة الدم التي ذكرها الاقدمون والتي يشهد لها وجود حالة المد في اعلى مستواها عند اكتمال القمر.
وبما ان جسم الانسان مكون من الماء اساسا «اربعة اخماس الجسم ماء» فإن وجود المد وارتفاع هذه المياه داخل اجسامنا تدفع الى هذا الهيجان.
وهذا مشاهد ومعروف عند النساء إذ تبلغ زيادة السوائل في جسمهن مداها قبيل الدورة الشهرية ما يسبب نوعا من التوتر واضطراب السلوك ويسمى ذلك «توتر ما قبل الدورة» ثم يخف التوتر عند حدوث الحيض.
> تأثير القوى الكهرومغناطيسية وقوى الجاذبية عند اشتدادها في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري على الجهاز العصبي ولهذا فإن تأثير القمر عند اكتماله على السلوك الانسان يصبح مفهوما.
ولقد تناولنا بالشرح طوال شهر رمضان المبارك في «الراي» كلينك و«الراي» الصحي فوائد الصوم الفسيولوجي والانساني والجسدي والنفسي عندما يكون صومنا اقرب للصوم بالمفهوم الايماني الاسلامي ووجدنا ان الصوم يخلص النفس من الهموم والجسد من السموم وهو صيانة وتجديد لخلايا الجسم ويعمل على التوازن النفسي واستعادة الهدوء العاطفي وانه افضل وسيلة لمقاومة التوتر والانفعال والميل إلى العنف والاندفاع واكتساب صفاء النفس والحكمة والقريحة المتميزة.
كذلك سنوضح بشيء من التفصيل فوائد الزكاة الصحية لمؤديها ولمستحقيها وللمجتمع استنادا للحقائق العلمية والابحاث الطبية والدراسات الصحية.
 
«ألا بذكر الله تطمئن القلوب»

ختم القرآن...
علاج للتوتر العصبي والاكتئاب


تلاوة القرآن وختم المصحف الشريف في شهر رمضان المبارك له اجر عظيم من المولى عز وجل وجعل الله سبحانه وتعالى الشفاء والعلاج في تلاوته «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».
فالقلوب المطمئنة لا تصاب بالامراض النفسية المنتشرة الآن بفعل طبيعة حياة العصر مثل القلق والتوتر والاكتئاب.
فهذه المعاناة النفسية من انفعال وتوتر ترهق النفس البشرية وتضر بصحة الجسد نظرا لتأثير هرمونات التوتر على اجهزة جسم الانسان وأصبح معروفا الامراض التي تلحق بنا بسبب زيادة افراز هذه التوترات.
ولقد اثبت الطب الحديث بتقنياته وأجهزته المتطورة الاثر النفسي المهدئ للقرآن الكريم فقد استعملت اجهزة الكترونية مزودة بأجهزة الكمبيوتر لمراقبة وقياس اي تغيرات فسيولوجية عند عدد من المتطوعين الاصحاء اثناء استماعهم لتلاوة قرآنية.
وقد تم تسجيل وقياس اثر الاستماع لآيات القرآن الكريم عند عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية وكذلك عند عدد من غير المسلمين.
وبالنسبة الى غير المتحدثين بالعربية مسلمين كانوا او غير مسلمين فقد تليت عليهم مقاطع من القرآن الكريم باللغة العربية ثم تليت عليه ترجمة هذه المقاطع بالانكليزية.
ومن هذه المجموعات اثبتت التجارب المبدئية التي اجريت وجود اثر مهدئ للقرآن الكريم في سبعة وتسعين في المئة من التجارب في شكل تغيرات فسيولوجية «وظيفية طبيعية - physiological» تدل على تخفيف درجة التوتر في الجهاز «العصبي التلقائي - Autonomic Nervous System» ويمكن ان يعزى ظهور التأثير للقرآن الكريم الى عاملين:
< العامل الاول: هو صوت الالفاظ القرآنية باللغة العربية بغض النظر عما اذا كان المستمع قد فهمها او لم يفهمها وبغض النظر عن ايمان المستمع.
< العامل الثاني: فهم معاني المقاطع العربية التي تليت ولو كانت مقتصرة على التفسير بالانكليزية من دون الاستماع الى الالفاظ القرآنية باللغة العربية.
كما اجريت دراسات مقارنة لمعرفة ما اذا كان اثر القرآن الكريم المهدئ للتوتر وما يصاحبه من تغيرات فسيولوجية «وظيفية طبيعية» عائدا فعلا للتلاوة القرآنية وليس لعوامل غير قرآنية مثل صوت او نغمة القراءة العربية او لمعرفة السامع بأن ما يقرأ عليه هو جزء من كتاب مقدس.
وقد استفحل جهاز قياس درجة التوتر بالكمبيوتر ونوعه «ميدل 3002» والذي ابتكره وطوره المركز الطبي في جامعة بوسطن.
وهذا الجهاز يقيس ردود الفعل الدالة على التوتر بطريقتين احداهما الفحص النفسي المباشر عن طريق الكمبيوتر والاخرى مراقبة وقياس التغيرات الفسيولوجية في الجسد.
ان التأثير المهدئ للقرآن الكريم يؤدي الى تنشيط عمل جهاز المناعة في الجسم والتي بدورها تقوي من قدرة الجسم على مقاومة الامراض والحماية من الاصابة بالاورام والسرطانات.
نخلص من هذه الدراسة ان بذكر الله تطمئن القلوب والاعجاز العلمي للآية الكريمة «وما جعله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به» صدق الله العظيم.