ترجع تسمية الخليج الفارسي إلى حقبة الامبراطورية الفارسية أي ما يقارب 2500 عام، وهذه التسمية «عادة» أكثر من كونها تاريخا كون التاريخ يتغير ويتبدل حسب الظروف، فإمبراطورية الرومان كانت واسعة الانتشار، وأغلب التسميات التي كانت تستخدم في حينها لا تستخدم الآن... كالبحر الروماني، أو ما يسمى الآن البحر المتوسط.
الخلاف الذي يدور الآن هو حول التسمية لهذا الخليج، والذي أراه أنا عربي لأسباب عدة وهي: أن أكثر من 60 في المئة من الساحل المطل على الخليج هو عربي، و6 دول عربية تطل عليه، والتسمية كانت عائدة للدولة الفارسية آنذاك بسبب انتشارها وقوتها، ولكن إيران ليست امبراطورية فارس وهذه نقطة يجب الالتفات إليها، فإذا كنا نتكلم عن التاريخ واستخدام الأمم المتحدة لتسميات لم تكن موجودة في السابق فهل يعد ذلك تزويرا للتاريخ، أم تأقلما مع التاريخ؟ فالشعوب هي من تحكم هذه التسميات وهي من تضع لها ما يناسبها. وأنا عن نفسي سألتزم بتسمية «الخليج العربي» لأن التاريخ نحن من يكتبه ونحن دول عربية لم تنشأ إلا حديثاً، ولم نكن متواجدين في السابق بمعنى «دولة» لذا من حقنا أن نسميه كما نريد كما فعلت فارس في حينها، فلماذا يحل لهم ذلك ولا يحل لنا؟ فعندما أقول انه خليجي (أي الخليج) «حقي مقي» فهذا يعني أني المسيطر، وأنا الذي أملكه كمن يقول «هذا كاكاوي» مما يعني أن التشوكولاتة يملكها وهذا ليس واقع الحال رغم أن إيران تريد أن تكون كذلك، ولكن الدول العربية أيضاً متواجدة هنا ويحق لها ما يحق لإيران أيضاً والموضوع ليس على مزاج دولة واحدة.
الخليج الفارسي هو الاسم القديم، وربما أيام بابل كانوا يسمونه شيئاً آخر، والاشوريون أيضاً كان لهم اسم، بل وربما الاسكندر المقدوني كان يراه شيئاً آخر، بل ممكن أن يراه «كعكي» بأنه خليج السمسم، ولكن هذا ليس مربط الفرس، فهناك أكثر من 40 دولة تغيرت أساميها للتكيف مع واقعها، مثل مالي والتي كان اسمها سابقاً السودان الفرنسية، والمكسيك كانت تسمى أسبانيا الجديدة، وكمبوديا كانت تسمى بجمهورية الخمير والتي أيضاً كانت امبراطورية لها صيتها آنذاك والآن لا أحد يعرفها إلا من خلال متمردي الخمير الحمر كون التاريخ يتغير ولا يبقى كما كان والبقاء للأقوى والأذكى.
لذا نحن يجب أيضاً أن نتغير ونفرض وجودنا ونكيف المسميات لواقعنا نحن، فالخليج الفارسي قد انتهى وحل محله الخليج العربي، ويجب على الكويت والدول العربية أن تدعم هذا الشيء، وليس العكس كما حدث مع رئيس الإدارة المركزية للإحصاء حيث نشر نشرة رسمية يفيد فيها بأن الخليج فارسي، وأنا لا ألومه بل ألوم الحكومة «المتخبطة» بسبب عدم وجود سياسة قومية ووطنية لها تحافظ فيه على الهوية الجغرافية والثقافية للدولة.
الخليج كان فارسياً ولكنه الآن عربي، أما من يريد أن يسميه على ما يشتهي فلا ضرر، ولا أجد في ذلك أي مشكلة، ولكن الكويت والكويتيين يجب أن يروا الأمر بزاوية أخرى لأنها في محيط عربي ولا تستقر إلا فيه، واشقاؤنا في إيران يستطيعون أن يقولون انه خليج فارسي، ولكن أعتقد بأن احنا هم كيفنا ونريد أن نسميه الخليج العربي ويا دار ما دخلت شر. «خيلي خوب؟»
مبارك الهزاع
mubarakalhaza@hotmail.com
الخلاف الذي يدور الآن هو حول التسمية لهذا الخليج، والذي أراه أنا عربي لأسباب عدة وهي: أن أكثر من 60 في المئة من الساحل المطل على الخليج هو عربي، و6 دول عربية تطل عليه، والتسمية كانت عائدة للدولة الفارسية آنذاك بسبب انتشارها وقوتها، ولكن إيران ليست امبراطورية فارس وهذه نقطة يجب الالتفات إليها، فإذا كنا نتكلم عن التاريخ واستخدام الأمم المتحدة لتسميات لم تكن موجودة في السابق فهل يعد ذلك تزويرا للتاريخ، أم تأقلما مع التاريخ؟ فالشعوب هي من تحكم هذه التسميات وهي من تضع لها ما يناسبها. وأنا عن نفسي سألتزم بتسمية «الخليج العربي» لأن التاريخ نحن من يكتبه ونحن دول عربية لم تنشأ إلا حديثاً، ولم نكن متواجدين في السابق بمعنى «دولة» لذا من حقنا أن نسميه كما نريد كما فعلت فارس في حينها، فلماذا يحل لهم ذلك ولا يحل لنا؟ فعندما أقول انه خليجي (أي الخليج) «حقي مقي» فهذا يعني أني المسيطر، وأنا الذي أملكه كمن يقول «هذا كاكاوي» مما يعني أن التشوكولاتة يملكها وهذا ليس واقع الحال رغم أن إيران تريد أن تكون كذلك، ولكن الدول العربية أيضاً متواجدة هنا ويحق لها ما يحق لإيران أيضاً والموضوع ليس على مزاج دولة واحدة.
الخليج الفارسي هو الاسم القديم، وربما أيام بابل كانوا يسمونه شيئاً آخر، والاشوريون أيضاً كان لهم اسم، بل وربما الاسكندر المقدوني كان يراه شيئاً آخر، بل ممكن أن يراه «كعكي» بأنه خليج السمسم، ولكن هذا ليس مربط الفرس، فهناك أكثر من 40 دولة تغيرت أساميها للتكيف مع واقعها، مثل مالي والتي كان اسمها سابقاً السودان الفرنسية، والمكسيك كانت تسمى أسبانيا الجديدة، وكمبوديا كانت تسمى بجمهورية الخمير والتي أيضاً كانت امبراطورية لها صيتها آنذاك والآن لا أحد يعرفها إلا من خلال متمردي الخمير الحمر كون التاريخ يتغير ولا يبقى كما كان والبقاء للأقوى والأذكى.
لذا نحن يجب أيضاً أن نتغير ونفرض وجودنا ونكيف المسميات لواقعنا نحن، فالخليج الفارسي قد انتهى وحل محله الخليج العربي، ويجب على الكويت والدول العربية أن تدعم هذا الشيء، وليس العكس كما حدث مع رئيس الإدارة المركزية للإحصاء حيث نشر نشرة رسمية يفيد فيها بأن الخليج فارسي، وأنا لا ألومه بل ألوم الحكومة «المتخبطة» بسبب عدم وجود سياسة قومية ووطنية لها تحافظ فيه على الهوية الجغرافية والثقافية للدولة.
الخليج كان فارسياً ولكنه الآن عربي، أما من يريد أن يسميه على ما يشتهي فلا ضرر، ولا أجد في ذلك أي مشكلة، ولكن الكويت والكويتيين يجب أن يروا الأمر بزاوية أخرى لأنها في محيط عربي ولا تستقر إلا فيه، واشقاؤنا في إيران يستطيعون أن يقولون انه خليج فارسي، ولكن أعتقد بأن احنا هم كيفنا ونريد أن نسميه الخليج العربي ويا دار ما دخلت شر. «خيلي خوب؟»
مبارك الهزاع
mubarakalhaza@hotmail.com