| مهندس جاد الله فرحات * |
كان بناء القلعة بالقاهرة على يد صلاح الدين الأيوبي لتكون مقرا له وللسلاطين من بعده، فكرة جديدة لم يسبق لها مثيل منذ الفتح الاسلامي فى مصر، إذ لم تكن مدينة الفسطاط محصنة بالقلاع أو الأسوار بل كان يحميها خندق. وكان عمرو بن العاص، ومن بعده الولاة، يقيمون وسط المدينة بالقرب من جامع عمرو. ولكن مع مرور الزمن صار الحكام يفضلون السكن بعيدا عن المراكز المدنية، فانتقل ابن طولون في القرن التاسع الميلادى الى مدينة القطائع التي أقامها شمال الفسطاط، وجعل له قصورا بها. أما الفاطميون من بعده فقاموا ببناء القاهرة على مسافة من الفسطاك والقطائع نحو الشمال، لتكون مقرهم الجديد ومركز الخلافة، وأحاطوها بأسوار، وبنوا بها قصورا تشغل مساحة تقرب من خمس مساحة المدينة.
بدأ بناء القلعة 579 هـ الموافق 1183 ميلادية وتتكون بوضعها الحالي من جزأين شبه مستقلين، جزء شمالي وهو الأكبر على شكل مستطيل غير منتظم مساحته 317 × 560 متراً، وهو بناء صلاح الدين الأيوبي الأصلى. ويشكل الجزء الحربى من القلعة، أى أن عمارته تتصف بالحصانة ومن الصعب اقتحامها.
أما الجزء الجنوبي وهو الأصغر فيفصله عن الشمالي سور. وهو مقر السلاطين أى البلاط. ولا يتسم بالصفات الدفاعية المميزة للحصون. وهو الجزء الذى به جامع محمد علي وبدأ هذا الجزء غالبا فى الازدهار بعد عصر صلاح الدين الأيوبي. وإذا قارنا أسوار القلعة بأسوار المدينة الفاطمية نجد أن هناك تحسينات أدخلت على العمارة العسكرية في زمن صلاح الدين الأيوبي نتيجة خبرات الحرب الصليبية. فبينما بنيت أبراج أسوار القاهرة الفاطمية مربعة أو مستطيلة نجد أن الأيوبيين فضلوا الأبراج المستديرة، لأنها أكثر حصانة. كما أنهم أدخلوا عليها المداخل المنحنية بدلا من المداخل المستقيمة.
ولقد تبقى من بناء صلاح الدين الأيوبي الأصلي المظهر العام للأسوار والأبراج بالجزء الشمالي, وبئر يوسف التي كانت لها وظيفة إمداد القلعة وسكانها بالماء. وهي على شكل حلزوني حفرت في الصخر على عمق 60 - 90 متراً.
أما الملك الكامل فهو أول من سكن القلعة من السلاطين، بعد أن استكمل بناء المنشآت اللازمة.
إن قلعة صلاح الدين الأيوبي رمز حي لتاريخ مصر وحكامها. ازدهرت عبر القرون المجيدة، فبهرت كل من رآها سواء كان من الشرق أو من الغرب، وأهملت وخربت على مدى العصور الظلماء، وها هي الآن تظهر في ضوء جديد، وكلنا نلتفت إليها على أمل أن تعود الحضارة إليها مرة ثانية. إن عملية ترميم قلعة صلاح الدين عمل حضاري لا يهم الآثار والسياح فحسب بل يهم كل مصري.
* إمام وخطيب
كان بناء القلعة بالقاهرة على يد صلاح الدين الأيوبي لتكون مقرا له وللسلاطين من بعده، فكرة جديدة لم يسبق لها مثيل منذ الفتح الاسلامي فى مصر، إذ لم تكن مدينة الفسطاط محصنة بالقلاع أو الأسوار بل كان يحميها خندق. وكان عمرو بن العاص، ومن بعده الولاة، يقيمون وسط المدينة بالقرب من جامع عمرو. ولكن مع مرور الزمن صار الحكام يفضلون السكن بعيدا عن المراكز المدنية، فانتقل ابن طولون في القرن التاسع الميلادى الى مدينة القطائع التي أقامها شمال الفسطاط، وجعل له قصورا بها. أما الفاطميون من بعده فقاموا ببناء القاهرة على مسافة من الفسطاك والقطائع نحو الشمال، لتكون مقرهم الجديد ومركز الخلافة، وأحاطوها بأسوار، وبنوا بها قصورا تشغل مساحة تقرب من خمس مساحة المدينة.
بدأ بناء القلعة 579 هـ الموافق 1183 ميلادية وتتكون بوضعها الحالي من جزأين شبه مستقلين، جزء شمالي وهو الأكبر على شكل مستطيل غير منتظم مساحته 317 × 560 متراً، وهو بناء صلاح الدين الأيوبي الأصلى. ويشكل الجزء الحربى من القلعة، أى أن عمارته تتصف بالحصانة ومن الصعب اقتحامها.
أما الجزء الجنوبي وهو الأصغر فيفصله عن الشمالي سور. وهو مقر السلاطين أى البلاط. ولا يتسم بالصفات الدفاعية المميزة للحصون. وهو الجزء الذى به جامع محمد علي وبدأ هذا الجزء غالبا فى الازدهار بعد عصر صلاح الدين الأيوبي. وإذا قارنا أسوار القلعة بأسوار المدينة الفاطمية نجد أن هناك تحسينات أدخلت على العمارة العسكرية في زمن صلاح الدين الأيوبي نتيجة خبرات الحرب الصليبية. فبينما بنيت أبراج أسوار القاهرة الفاطمية مربعة أو مستطيلة نجد أن الأيوبيين فضلوا الأبراج المستديرة، لأنها أكثر حصانة. كما أنهم أدخلوا عليها المداخل المنحنية بدلا من المداخل المستقيمة.
ولقد تبقى من بناء صلاح الدين الأيوبي الأصلي المظهر العام للأسوار والأبراج بالجزء الشمالي, وبئر يوسف التي كانت لها وظيفة إمداد القلعة وسكانها بالماء. وهي على شكل حلزوني حفرت في الصخر على عمق 60 - 90 متراً.
أما الملك الكامل فهو أول من سكن القلعة من السلاطين، بعد أن استكمل بناء المنشآت اللازمة.
إن قلعة صلاح الدين الأيوبي رمز حي لتاريخ مصر وحكامها. ازدهرت عبر القرون المجيدة، فبهرت كل من رآها سواء كان من الشرق أو من الغرب، وأهملت وخربت على مدى العصور الظلماء، وها هي الآن تظهر في ضوء جديد، وكلنا نلتفت إليها على أمل أن تعود الحضارة إليها مرة ثانية. إن عملية ترميم قلعة صلاح الدين عمل حضاري لا يهم الآثار والسياح فحسب بل يهم كل مصري.
* إمام وخطيب