في خبر لافت ومثير نشرت وسائل الإعلام أن الكونغرس الأميركي منح الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء 27 يوليو الماضي التمويل الذي طالب به للزيادة التي أمر بها للقوات الأميركية المحتلة في أفغانستان، وهي 33 مليار دولار معظمها لتمويل القوات الأميركية في أفغانستان.
وتأتي هذه الأموال، إضافة إلى نحو 130 مليار دولار وافق عليها الكونغرس من قبل لتكاليف الحرب في أفغانستان والعراق لهذا العام. ومن المهم الإشارة إلى أن الكونغرس خصص أكثر من تريليون دولار للحربين منذ العام 2001.
لكن ماذا تعني كل هذه الأموال... مئات المليارات تنفق على الحرب في أفغانستان رغم عدم تحقيق أي نصر استراتيجي حاسم للقوات الأميركية منذ عدوانها على أفغانستان التي يعمها الخراب الآن.
تسعة أعوام مرت على العدوان الأميركي على أفغانستان، قتل فيها بحسب التقارير الأميركية الرسمية ألف جندي أميركي بخلاف غير المعلن، والخسائر المادية التي لا تتوقف، ومع ذلك فإن الدعم المادي لا يتوقف.
الواقع يكشف أن العدوان على أفغانستان لم يكن حرباً كما قيل منذ تسعة أعوام للرد على حادث 11 سبتمبر، ولكنها كانت حرباً استراتيجية من الغرب ضد تلك الأرض والشعب المسلم، إنها حرب لتحقيق انتصار للمشروع الغربي العدواني المسلح بأحدث أنواع الأسلحة لإظهار التفوق الغربي، وردع أي محاولة للمسلمين للتحرر من التبعية الغربية.
وقد استمر عناد الغرب في أفغانستان رغم ما تكبده من المقاومة الأفغانية من خسائر كي لا يظهر أمام العالم فاشلاً في تحقيق هدفه، وكلما كانت الحرب قائمة كان الضجيج حول الحرب وما يحدث فيها فرصة لإخفاء الحقائق... ولكن إلى متى؟
والأميركيون يعترفون بفساد مستشرٍ في نظام الحكم الحالي في أفغانستان، وضياع مليارات الدولارات التي كانت مرصودة، كما يقولون، لمشاريع تنموية ولكن الفساد استولى عليها وتم تهريبها خارج أفغانستان.
مئات المليارات تنفق في حرب خاسرة من الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان والحيوان، ولو أنها أنفقت ربع هذه المبالغ على الفقراء في العالم وليس في أفغانستان لصدقت شعوب العالم مزاعمها، فالفقر حاصر شعوب العالم حتى جعلت الأمم المتحدة يوم 17 أكتوبر يوماً عالمياً للفقر، وكيف لا وخُمس سكان العالم دخلهم في اليوم لا يتعدى دولاراً واحداً ونصف سكان العالم دخلهم اليومي دولاران، وتشير الإحصاءات إلى أن 35 ألف طفل يموتون سنوياً في العالم بسبب الفقر، وسنوياً يموت ما يزيد على المليون في العالم بسبب نقص المياه، وما يزيد على مليونين من نقص العلاج، ويموت ما يزيد على 300 مليون بسبب الملاريا... إحصاءات مخيفة تشير إلى تسارع انتشار الفقر والمرض والجهل، وفقدان أي تنمية، في كثير من بلاد العالم.
ومن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة اتجهت بعدوانها وملياراتها نحو دولة هي من أفقر دول العالم بعد «بنغلاديش والنيجر»، ولم تستطع بعد تسعة أعوام أن تقيم أي مشروع تنموي حيوي للشعب الأفغاني، لا شيء سوى الموت والخراب رغم مئات المليارات التي لو أنفق ربعها على أفغانستان لأصبحت في مصاف الدول الغنية، ولكنه الطغيان الأميركي والسقوط المروع للمشروع الحضاري الغربي الذي يرفع من شأن القوة والعدوان على أي معنى، أو مشروع، أو هدف نبيل قيمي يفيد الإنسان.
ممدوح إسماعيل
Elshatia5@hotmail.com
وتأتي هذه الأموال، إضافة إلى نحو 130 مليار دولار وافق عليها الكونغرس من قبل لتكاليف الحرب في أفغانستان والعراق لهذا العام. ومن المهم الإشارة إلى أن الكونغرس خصص أكثر من تريليون دولار للحربين منذ العام 2001.
لكن ماذا تعني كل هذه الأموال... مئات المليارات تنفق على الحرب في أفغانستان رغم عدم تحقيق أي نصر استراتيجي حاسم للقوات الأميركية منذ عدوانها على أفغانستان التي يعمها الخراب الآن.
تسعة أعوام مرت على العدوان الأميركي على أفغانستان، قتل فيها بحسب التقارير الأميركية الرسمية ألف جندي أميركي بخلاف غير المعلن، والخسائر المادية التي لا تتوقف، ومع ذلك فإن الدعم المادي لا يتوقف.
الواقع يكشف أن العدوان على أفغانستان لم يكن حرباً كما قيل منذ تسعة أعوام للرد على حادث 11 سبتمبر، ولكنها كانت حرباً استراتيجية من الغرب ضد تلك الأرض والشعب المسلم، إنها حرب لتحقيق انتصار للمشروع الغربي العدواني المسلح بأحدث أنواع الأسلحة لإظهار التفوق الغربي، وردع أي محاولة للمسلمين للتحرر من التبعية الغربية.
وقد استمر عناد الغرب في أفغانستان رغم ما تكبده من المقاومة الأفغانية من خسائر كي لا يظهر أمام العالم فاشلاً في تحقيق هدفه، وكلما كانت الحرب قائمة كان الضجيج حول الحرب وما يحدث فيها فرصة لإخفاء الحقائق... ولكن إلى متى؟
والأميركيون يعترفون بفساد مستشرٍ في نظام الحكم الحالي في أفغانستان، وضياع مليارات الدولارات التي كانت مرصودة، كما يقولون، لمشاريع تنموية ولكن الفساد استولى عليها وتم تهريبها خارج أفغانستان.
مئات المليارات تنفق في حرب خاسرة من الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان والحيوان، ولو أنها أنفقت ربع هذه المبالغ على الفقراء في العالم وليس في أفغانستان لصدقت شعوب العالم مزاعمها، فالفقر حاصر شعوب العالم حتى جعلت الأمم المتحدة يوم 17 أكتوبر يوماً عالمياً للفقر، وكيف لا وخُمس سكان العالم دخلهم في اليوم لا يتعدى دولاراً واحداً ونصف سكان العالم دخلهم اليومي دولاران، وتشير الإحصاءات إلى أن 35 ألف طفل يموتون سنوياً في العالم بسبب الفقر، وسنوياً يموت ما يزيد على المليون في العالم بسبب نقص المياه، وما يزيد على مليونين من نقص العلاج، ويموت ما يزيد على 300 مليون بسبب الملاريا... إحصاءات مخيفة تشير إلى تسارع انتشار الفقر والمرض والجهل، وفقدان أي تنمية، في كثير من بلاد العالم.
ومن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة اتجهت بعدوانها وملياراتها نحو دولة هي من أفقر دول العالم بعد «بنغلاديش والنيجر»، ولم تستطع بعد تسعة أعوام أن تقيم أي مشروع تنموي حيوي للشعب الأفغاني، لا شيء سوى الموت والخراب رغم مئات المليارات التي لو أنفق ربعها على أفغانستان لأصبحت في مصاف الدول الغنية، ولكنه الطغيان الأميركي والسقوط المروع للمشروع الحضاري الغربي الذي يرفع من شأن القوة والعدوان على أي معنى، أو مشروع، أو هدف نبيل قيمي يفيد الإنسان.
ممدوح إسماعيل
Elshatia5@hotmail.com