| مليحة الشهاب |
بعض الشباب الخليجي الذين يسافرون الى الخارج للدراسة، يذهبون إلى هناك بعقليات مغلقة على مسلمات بالية، مصرين على ممارساتهم القمعية ضد المرأة، غير متقبلين فكرة وجود امرأة من بلدهم تتنفس كرامة الوجود، دون خوف أو إحساس بذنب، فيأخذون بمراقبتها ومطاردتها حينا ومحاربتها حينا آخر..
هؤلاء نموذج، لكن يوجد آخرون وجدوا في العالم الآخر فرصة للتأمل والمقارنة واكتشاف الذات وتقييمها..
قال مبتعث حينما سأله صاحبة عن حاله: حينما وصلت إلى هناك شعرت بإنسانيتي... أول مرة في حياتي اشعر أني إنسان. فقال له صاحبه وهو يضحك: وماذا كنت وأنت هنا..؟.
فرد بصدق: لم أكن إنسانا... (فقط كنت حمارا كبيرا...)
- (حمار...!!)... كيف؟... سأله صاحبه وهو يقهقه، فرد عليه: السر هي المرأة... المرأة... المرأة مرآة الرجل... وقد عرفت أن المرأة إنسان، حينها رأيتني إنسانا يفيض بالرحمة وليس جلادا ولا حيوانا ولا ولا.
علق صاحبه:
- لم أكن اعرف انك مهووس بالنساء..
- لقد ذهب تفكيرك إلى البعيد لكن لا لوم عليك فأنت ما زلت هنا... أذهب إلى هناك لتعرف ماذا تعني المرأة..
- أريد فقط أن أفهم ما علاقة المرأة بشعورك بإنسانيتك.
- المرأة عندكم لا وجود لها... فلا توجد أنثى ولا نساء... ما لديكم مجرد جسم بض لوقت الحاجة.
- وكيف رأيت المرأة عندهم ؟
- تقول للرجل يا رجل احترم نفسك لا امسح فيك الأرض، وتروح إلى صندوق الانتخابات وتنتخب من تشاء، وما في أحد في أمه خير يقول لها يا مره ارجعي بيتك، لا تفسدي الشعب المصون النقي العفيف... يقال لك، في أميركا (الشيطان الأكبر) القانون يحكم الجميع، فكلهم سواسية كأسنان المشط، من أصغر غبي إلى أكبر ذكي، امرأة، رجل، كلهم أمام القانون واحد.. هنا الرجال أفضل، الرجال أحسن، الرجال أصاحب العقول، أصحاب النفوس الطيبة، ليسوا عقارب، ليسوا شرا، المرأة في بلادنا شر لابد منه، المرأة هنا عقرب، المرأة، خبث، سرطان، رجس، إغواء. أصحاب العقول في بلادنا يخافون على جنس الرجل العظيم من جنس المرأة، لذلك وحفاظا على ما حققته الحضارة العربية من تقدم في التمييز فرض على النساء البقاء في أماكن مغلقة لا ترى فيها ضوء الشمس حتى لا تفسد على عظمة الرجل عظمته، ولا تجره إلى اتباع الشهوة.. الرجل لا يعرف الشهوة المرأة تجره إليها!!..
في بلادنا المرأة مجرد عفش زائد.


كاتبة سعودية
malihaalshehab@yahoo.com