كنتَ أنتَ الذي يتحدث معي ليلة أمس
وأنت من رأيته في المرآة
شاحبا تبحث عيناه عن ملامحه التي فقدها
منذ أكثر من ثمانية عشر عاما
وكنتَ أنت- بخطواتكَ ونظراتك المحيرة-
من سمعته يتبادل الكلمات
مع قصيدته التي لم تكن مكتملة المعنى
... ورأيته يجمع من على الأرصفة دمه
يضعه في منديله ثم يتجه إلى النهر
يلقي بالمنديل في الماء ثم يخرّ على الشاطئ
كطائر فقد قدرته على التحليق
... وأنت من عشت معه تجربة الموت
وتجربة الغياب خلف مشاهد الحزن
وأنت من كنتُ أمتحنه بالحلم
ويمتحنني بالإفراط المدهش
في تناول البكاء على مائدة الزمن
وكنتَ... ذلك الفراغ الذي لا يتسع لي
والحكاية التي لم تنته
بانتهاء الرواة
وانقطاع الكلام من حنجرة الوقت
وكنتَ أنتَ الذي عرفته
قبل أن يعرفني العمر بمواعيده البعيدة
وقبل أن يصيح في بدني... الشرود!
مدحت علام
M_allam66@hotmail.com
وأنت من رأيته في المرآة
شاحبا تبحث عيناه عن ملامحه التي فقدها
منذ أكثر من ثمانية عشر عاما
وكنتَ أنت- بخطواتكَ ونظراتك المحيرة-
من سمعته يتبادل الكلمات
مع قصيدته التي لم تكن مكتملة المعنى
... ورأيته يجمع من على الأرصفة دمه
يضعه في منديله ثم يتجه إلى النهر
يلقي بالمنديل في الماء ثم يخرّ على الشاطئ
كطائر فقد قدرته على التحليق
... وأنت من عشت معه تجربة الموت
وتجربة الغياب خلف مشاهد الحزن
وأنت من كنتُ أمتحنه بالحلم
ويمتحنني بالإفراط المدهش
في تناول البكاء على مائدة الزمن
وكنتَ... ذلك الفراغ الذي لا يتسع لي
والحكاية التي لم تنته
بانتهاء الرواة
وانقطاع الكلام من حنجرة الوقت
وكنتَ أنتَ الذي عرفته
قبل أن يعرفني العمر بمواعيده البعيدة
وقبل أن يصيح في بدني... الشرود!
مدحت علام
M_allam66@hotmail.com