في مجلس الأمة والسياسة... كل شيء وارد... أعني كل شيء، بدأ الانحراف في السلوك بحادثة «الكاس» للنائب خلف دميثير، ومررنا باللعنة للقلاف والطعن في الذمم والغمز واللمز، ولم يتبق إلا التماسك بالأيدي... وأعتقد أنه ليس ببعيد ولكن كيف ومتى: الله أعلم!
في جلسة أمس الاربعاء 23 يونيو، حدثت «شطحات غريبة» من النائب عدنان المطوع، وسجال بين النواب حول اختبار لمادة التربية الإسلامية، وبلغت إلى حد الطعن في العقيدة ولا حول ولا قوة إلا بالله!
دين الدولة معلوم والسؤال صريح وواضح وحتى وإن كان جدلاً غير ذلك، فهل يبلغ الأمر إلى تلك الحالة... لا يجوز! إننا نعتب على العقلاء الحكماء فقد تمت مناشدتهم مرات عدة للتدخل قبل أن نصل إلى التماسك بالأيدي، ولو أن عبارة «اطلع لي برا» قد قيلت من قبل!
يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... إن ما يحصل يصب في مصلحة فئة تنظر إلى انحراف سير الديموقراطية لدينا بعين ساخرة وتتهكم على الوضع، فأي إنتاجية وأي تطور نعتقد بأننا قادرين على بلوغه في ظل استراتيجية فكر تحركه النفس البشرية! وبعد التهديد الذي تعرض له وزير الصحة الدكتور هلال الساير كاد النائب أمين سر مجلس الأمة دليهي الهاجري أن يمسك بـ «الطفاية» ليقذف بها الوزير الساير... هل يعقل هذا؟
الواضح أن الانسجام غير موجود بين الجهتين التنفيذية والتشريعية وكل يفسر الأمور بطريقته الخاصة والدليل على عدم الانسجام يتمثل في تلك الأحداث التي رفعت على أثرها أكثر من جلسة لنصف ساعة أو الجلسة «بكبرها» طارت، وأما حكاية رفع الجلسة لعدم توافر النصاب فاختلف الجمعان حولها، ولو أن الحكومة هي المتسبب في أكثر الحالات!
عامة الشعب لا يفهم ما يحصل لأنه مغيب عن تفاصيل الأحداث من جهة، وعدم وعيه السياسي من الجهة الأخرى، وقليل من الأخوة والأخوات يفهم ماذا يدور بين الكتل والمحركات الخارجية التي تؤثر في صفو العلاقة ولأن المصالح تتجاذب بين الطرفين يكون الوطن هو الخاسر!
إذن نستطيع القول ان المواطنة الحقيقية غائبة، فبعض من يتشدق بحس المواطنة تجده أحد المحركين لأوجه الفساد وهذه الحقيقة لا يدركها سوى قلة من أبناء هذا الوطن ولا يجرؤ أحد أن يقف في وجه هذه النوعية من المفسدين!
إن الأمر بات لغزاً وأي إنسان يتميز بمستوى ذكاء فردي وعلاقات واسعة يستطيع حل هذا اللغز الذي حير عقول الأغلبية، وحينما يربط الذكي خيوط اللعبة السياسية بعضها ببعض ويسترسل في الاستنتاج تجد الحاضرين في حال صدمة غير مسبوقة... هؤلاء الأذكياء ازدياد عددهم وازدياد معدلهم سوف يغير اللعبة السياسية ليصبح المجهول معلوماً، وبالتالي قد يأتي اليوم الذي نشاهد فيه انتفاضة فكرية على مجريات الأمور لتسقط الأقنعة ويأتي الصالح ويخرج الفاسد من اللعبة!
انها ثقافة مجتمع تتغير مع ارتفاع التحصيل العلمي المصاحب للرشد والإدراك بثقافة سقفها أكثر علواً وسلامة وبالتالي ستكون ردة الفعل مغايرة لما يتوقعه جيل ظل سائراً على الثقافة البالية نفسها التي لا تميز الغث من السمين!
وإلى أن تسقط الأقنعة ندعو المولى عز شأنه أن يهبنا حساً وطنياً عاقلاً حكيماً يحفظ هذا البلد من إفرازات دخيلة لم تراع حساسية الظروف وتعتمد على المصالح وبعض التكتيكات الخاطئة... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
في جلسة أمس الاربعاء 23 يونيو، حدثت «شطحات غريبة» من النائب عدنان المطوع، وسجال بين النواب حول اختبار لمادة التربية الإسلامية، وبلغت إلى حد الطعن في العقيدة ولا حول ولا قوة إلا بالله!
دين الدولة معلوم والسؤال صريح وواضح وحتى وإن كان جدلاً غير ذلك، فهل يبلغ الأمر إلى تلك الحالة... لا يجوز! إننا نعتب على العقلاء الحكماء فقد تمت مناشدتهم مرات عدة للتدخل قبل أن نصل إلى التماسك بالأيدي، ولو أن عبارة «اطلع لي برا» قد قيلت من قبل!
يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... إن ما يحصل يصب في مصلحة فئة تنظر إلى انحراف سير الديموقراطية لدينا بعين ساخرة وتتهكم على الوضع، فأي إنتاجية وأي تطور نعتقد بأننا قادرين على بلوغه في ظل استراتيجية فكر تحركه النفس البشرية! وبعد التهديد الذي تعرض له وزير الصحة الدكتور هلال الساير كاد النائب أمين سر مجلس الأمة دليهي الهاجري أن يمسك بـ «الطفاية» ليقذف بها الوزير الساير... هل يعقل هذا؟
الواضح أن الانسجام غير موجود بين الجهتين التنفيذية والتشريعية وكل يفسر الأمور بطريقته الخاصة والدليل على عدم الانسجام يتمثل في تلك الأحداث التي رفعت على أثرها أكثر من جلسة لنصف ساعة أو الجلسة «بكبرها» طارت، وأما حكاية رفع الجلسة لعدم توافر النصاب فاختلف الجمعان حولها، ولو أن الحكومة هي المتسبب في أكثر الحالات!
عامة الشعب لا يفهم ما يحصل لأنه مغيب عن تفاصيل الأحداث من جهة، وعدم وعيه السياسي من الجهة الأخرى، وقليل من الأخوة والأخوات يفهم ماذا يدور بين الكتل والمحركات الخارجية التي تؤثر في صفو العلاقة ولأن المصالح تتجاذب بين الطرفين يكون الوطن هو الخاسر!
إذن نستطيع القول ان المواطنة الحقيقية غائبة، فبعض من يتشدق بحس المواطنة تجده أحد المحركين لأوجه الفساد وهذه الحقيقة لا يدركها سوى قلة من أبناء هذا الوطن ولا يجرؤ أحد أن يقف في وجه هذه النوعية من المفسدين!
إن الأمر بات لغزاً وأي إنسان يتميز بمستوى ذكاء فردي وعلاقات واسعة يستطيع حل هذا اللغز الذي حير عقول الأغلبية، وحينما يربط الذكي خيوط اللعبة السياسية بعضها ببعض ويسترسل في الاستنتاج تجد الحاضرين في حال صدمة غير مسبوقة... هؤلاء الأذكياء ازدياد عددهم وازدياد معدلهم سوف يغير اللعبة السياسية ليصبح المجهول معلوماً، وبالتالي قد يأتي اليوم الذي نشاهد فيه انتفاضة فكرية على مجريات الأمور لتسقط الأقنعة ويأتي الصالح ويخرج الفاسد من اللعبة!
انها ثقافة مجتمع تتغير مع ارتفاع التحصيل العلمي المصاحب للرشد والإدراك بثقافة سقفها أكثر علواً وسلامة وبالتالي ستكون ردة الفعل مغايرة لما يتوقعه جيل ظل سائراً على الثقافة البالية نفسها التي لا تميز الغث من السمين!
وإلى أن تسقط الأقنعة ندعو المولى عز شأنه أن يهبنا حساً وطنياً عاقلاً حكيماً يحفظ هذا البلد من إفرازات دخيلة لم تراع حساسية الظروف وتعتمد على المصالح وبعض التكتيكات الخاطئة... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com