بعد استجواب الوزيرة الصبيح، ظهر الجميع فائزاً، حينما احتكم الجميع للعقل لنثبت على أثر أجواء الجلسة والتصويت على طرح الثقة. إن النسيج الاجتماعي واحد لا يمكن اختراقه أو التأثير عليه، مهما كانت المبررات.لقد ترجمت الحكومة موقفها لتؤكد لنا أنها إن أرادت فعلت بعد توفيق الله طبعاً، وقد ساعدها في بلوغ قوتها اختلاف نمط السلوك السياسي الذي مهد الطريق أمامها، حتى أصبحت تعرف من أين تؤكل الكتف، كما يقولون.قد قيل عن الاستجواب الكثير، حتى بلغ الأمر حداً غريباً في تفسير مواقف النواب، وتحديداً موقف النائب حسين الحريتي.الشاهد أن البعض حكم على الأمور ومستجداتها من نافذة ضيقة، وقد دخلنا في نقاش طويل مع رواد بعض الديوانيات عن موقف النائب الحريتي الذي قيل عنه إنه شط عن رأي الجماعة، وتأرجح موقف النائب عادل الصرعاوي الذي كان له موقف مع الوزير السابق الطبطبائي (سبحان مصرف القلوب)!أي جماعة ونحن أمام تداعيات حاولنا قدر المستطاع تبيانها رغبة في احقاق الحق، وشهادتنا في النائب حسين الحريتي مجروحة بحكم العلاقة التي تربطنا بأبي محمد!إن النائب الحريتي عرف عنه الاتزان، وقد أثرى حياته بخبرة طيبة جعلته قادراً على الحكم على أي قضية من دون تعصب أو انحياز، وظهر موقفه من طرح الثقة نابعاً من قناعة ورؤية شخصية، وهو حق لا ينازعه عليه أحد.الحاصل أن النائب حسين الحريتي ترجل من حصانه، وعبر عن موقفه بكل شفافية من دون ضغوط، والذي يعرف الحريتي قبل أن يكون نائباً يعي ما نقصده من وراء هذا المقال.إن الواقع يشير إلى وجود ممارسات سيئة قد حصلت في وزارة التربية، ولو أن النائب الدكتور حسن جوهر قد ضم محاوره إلى محاور استجواب الدكتور الشريع لكان الموقف مختلفاً تماماً، ولكن قدر الله وما شاء فعل.لقد طويت الصفحة، ونتمنى من الوزيرة الصبيح معالجة مكامن الخلل التي أوردها النواب خلال جلسة الاستجواب وطرح الثقة. هنا نشكر الجميع على اختلاف مواقفهم والشكر كله نوجهه إلى النائب الفارس مرزوق الغانم الذي كان لكلمته وقع بالغ الأثر على الجميع.خلاصة القول إن النائب الحريتي حكم عقله، وأعلن موقفه بعد المناقشة من دون ضغوط، وكذلك فعل بقية النواب وحرية الرأي كفلها الدستور الكويتي، والنائب يمثل الأمة بأسرها.بعد تلك الجلسة، نتمنى ألا تصل الأمور إلى حد الاستجواب، وعلى الفريقين، الحكومة والمجلس، التعاون وتفعيل مبدأ المبادرة في طرح القضايا والملاحظات والقصور التي تشهدها منشآت الدولة من خلال نقاش بناء وحوار مثمر في لجان المجلس المختلفة، وعلى سمو رئيس مجلس الوزراء حث الوزراء على أخذ ملاحظات النواب على محمل الجد والرد عليهم من دون الدخول في النوايا التي لا يعلم بها سوى المولى عز وجل.إنها لكلمة حق أردنا بسطها من واقع معرفتنا بالنائب الفذ حسين الحريتي، بعيداً عن الجدل الدائر في بعض الديوانيات، والتي حاولنا مع روادها عرض الصورة الحقيقية... فقد يخضع البعض إلى ضغوط إلا النائب الحريتي... والله المستعان!

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com