|القاهرة - من عواطف سالم|
/>لاتختلف طبيعة وأسلوب «صائد النساء» عن «صائدة الرجال»، فالاثنان يشتركان في محاصرة فريستهما بشتى الطرق واستغلال ظروف خاصة يمر بها الطرف الآخر وليس شرطا أن يكون «الجاني» متزوجا أو عازبا، ولا شرط أن تكون الفريسة خائنة بطبعها.
/>ويفضل في كل الأحوال أن يكون صائد النساء لبقا يحاصر فريسته بكلام معسول، ويتميز بالذكاء والدهاء الشديد ولديه ذوق رفيع في اختيار ملابسه وألوانها، وفي حالة السيدات فرقة المرأة ونعومتها أهم أسلحتها وطلبها حماية الرجل أبرز مفاتنها.
/>وأخيراً عُقد في العاصمة السويسرية بيرن مؤتمرا فريدا من نوعه شارك فيه أكثر من 500 رجل.. هدف المؤتمر الوحيد هو تعليم هؤلاء الرجال فن اصطياد النساء، بل إن عددا من الأساتذة الدوليين المتخصصين قاموا بإلقاء محاضرات على حاضري المؤتمر لتلقينهم هذا الفن الجديد، وانتهى المؤتمر إلى التوصية بنشر مبادئ فن اصطياد النساء، خاصة اللاتي يعانين من حرمان عاطفي أو عدم تحقيق نجاحات في علاقتهن الزوجية.
/>وإذا كان هذا المؤتمر عقد في سويسرا فإن أرشيف الصحف والمجلات وشكاوى بريد القراء وكذلك الخبرات الحياتية في مصر وغيرها من البلدان العربية مليء بتفاصيل وقعت بالفعل عن السقوط في «مصيدة الخطيئة» أو حتى العلاقات العابرة دون حاجة لحضور مؤتمر أو قراءة أبحاثه.
/>من بين هذه الوقائع تعرض أرملة في العقد الخامس من عمرها ورثت عن زوجها أموالا وثروة معتبرة فكان في انتظارها صائد ماهر لايتعدى عمره الـ 35 عاما تقرب منها حتى وثقت به وتزوجها حتى أفلسها تماما ليتركها تواجه مصيرها المأسوي.
/>وأخرى تعاني من إهمال زوجها فيجد زميل لها في العمل الفرصة مهيأة أمامه فيبدأ بمحاصرتها ومغازلة أحاسيسها حتى تنهار مقاومتها، لتبدأ رحلتها معه بطلب الطلاق من زوجها، ثم يختفي هذا العاشق الولهان ويرفض إتمام زواجه بها.
/>وثالثة سكرتيرة تعيش حياة مستقرة وسط أسرتها فتتعرف على شخص يدعي أنه رجل أعمال لديه استثمارات متعددة، ورويدا رويدا تشعر الفتاة بالانجذاب إليه فيطلب الاختلاء بها فتوافق، ثم يعتدي عليها في منزله وبعدها يرفض الزواج منها.
/>الرجال أيضا غير معصومين من الوقوع في «مصيدة النساء» اللاتي يخترن رجالا أو شبابا يفضل أن تكون لديهم مشكلة مع زوجاتهم لانشغالهن عنهم بتربية الأطفال أو الهموم الحياتية فيبدأن مطاردتهم.
/>الموقف الأقصى والأشد الذي يواجه أمثال هؤلاء الرجال عندما تكتشف زوجاتهم حقيقة علاقاتهم خارج إطار الزواج، وقتها فإن أكثر الاحتمالات التي تنتظر علاقاتهما هو الانفصال وتشريد أطفالهما وانهيار الأسرة.
/>هذه الظاهرة اعتبرتها الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة عزة كريم.. نتيجة لأوضاع اجتماعية غير مستقرة، وتوضح أن صائدة الرجال في الغالب تكون ضحية لتأخر سن الزواج أو الحرمان العاطفي أو الرغبة في الفوز برجل حتى لو كان مطلقا أو أرمل أو حتى متزوجا ولديه أبناء.
/>أما صائد النساء- تضيف كريم - فهو نتيجة للفراغ أو عدم التحقق المهني، إضافة إلى المغريات الجنسية من فضائيات بورنو أو مشاهد خليعة في الأفلام أو أغاني الفيديو كليب، وترى خبيرة الاجتماع أن الحل لمحاصرة هذه الظاهرة يستلزم علاج الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بما فيها توفير فرص عمل للشباب وإتاحة شقق سكنية بأسعار تناسب دخول الشباب.
/>