بعدم إدانته الواضحة والصريحة للكيان الصهيوني وجيشه الذي قتل المدنيين بدم بارد في عرض البحر في المياه الدولية فإن مجلس الأمن قد وضع تعريفاً جديداً للإرهاب. فلم يعد من ضمن الإرهاب أن يتم تفجير حافلة إسرائيلية فيها مدنيون من نساء ورجال وأطفال. كما لم يعد ضمن الإرهاب أن يقوم البعض باختطاف طائرة «العال» الإسرائيلية وتفجيرها بمن فيها من طاقم وركاب. كما أنه ليس من الإرهاب أن يقوم أي فلسطيني بطعن وقتل المستوطنين الصهاينة حتى لو كانوا عزلاً حيث أن مجلس الأمن بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وعضوية الخراف في المجلس قرر ذلك. ليس إرهاباً حسب مجلس الأمن أن يتم اعتراض المدنيين العزّل الذين حملوا المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة من نساء وأطفال ومرضى ومقعدين وقتلهم بدم بارد. الناشطون السياسيون من تركيا، والكويت، ومصر، والجزائر، وسورية، وفلسطين، وأوروبا، وأميركا، كانوا ينفذون قرارات سابقة لمجلس الأمن تدعو إلى ضرورة رفع الحصار عن غزة، لكن من الواضح أن مجلس الأمن لا يطبق قراراته ولا يسمح للآخرين بتطبيقها. لقد مللنا من مجلس الأمن ومن انحيازه للصهاينة، ومن انتظارنا له كي يأتي بحل عادل للقضية الفلسطينية، واللبنانية، والجولان المحتل، في الوقت الذي لا يتباطيء فيه المجلس من فرض العقوبات على السودان، وأفغانستان، والعراق، وإيران، ومستقبلاً سورية، وباكستان. العقوبات لنا نحن العرب والمسلمون فقط، والتدخل العسكري تحت راية مجلس الأمن هو فقط في بلاد المسلمين، لكن الصهاينة فهم في مأمن من أي عقوبات حتى عندما يجرمون جرماً واضحاً ويقتلون الأبرياء. ليس غريباً أن يدافع الأميركيون عن الكيان الصهيوني في مجلس الأمن فحصار غزة هو أشبه بحصار العراق، حيث ان صدام وأزلامه لم يعانوا من الحصار في حين أن الشعب العراقي هو الذي كان يعاني. والحصار الذي يريد الأميركيون ومجلس الأمن فرضه على إيران بسبب البرنامج النووي الإيراني لن يعاني منه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والحرس الثوري، بل سيعاني منه الشعب الإيراني بنسائه وأطفاله، فكيف تقوم أميركا بإدانة تجويع الأبرياء في غزة وهي فعلتها من قبل، وسوف تفعلها كلما ارادت كسر دولة من الدول العربية والإسلامية. كيف تجرم أميركا ومجلس الأمن قتل الصهاينة للأبرياء في غزة وفي عرض البحر والجيش الأميركي يفعل الشيء نفسه في باكستان وأفغانستان بين حين وآخر، ثم يزعم أنه سيجري تحقيقاً في الموضوع.
إن اللغة التي تفهمها إسرائيل هي لغة القوة، وما دام أنه لم يعد إرهاباً قتل المدنيين فقد فتح الباب لـ «حماس» وغيرها، كي تصفي حسابها مع الصهاينة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.
د. إبراهيم الهدبان
أكاديمي كويتي
ihadban@yahoo.com
إن اللغة التي تفهمها إسرائيل هي لغة القوة، وما دام أنه لم يعد إرهاباً قتل المدنيين فقد فتح الباب لـ «حماس» وغيرها، كي تصفي حسابها مع الصهاينة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.
د. إبراهيم الهدبان
أكاديمي كويتي
ihadban@yahoo.com