بصراحة ودون مقدمات، ومن غير أقنعة زائفة، احترت عن ماذا أكتب في هذا المقال من كثرة المواضيع وتسارعها، فقد تكاثرت الظباء على خراش، فما يدري خراش ما يصيد!
هل أكتب عن موضوع حبيس الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، المسجون على ذمة قضايا أمن دولة، وهو الكاتب المعروف، والمحامي المشهور، وذلك على كتابات ومقالات مضى على بعضها أعوام عدة.
كيف أكتب بعدما صرت أتلفت حول نفسي مرات ومرات، وأطل من النافذة قبل صياغة أي فكرة، أو التحدث بها، أو التعبير عنها، بل كيف لي ممارسة المادة 36 من الدستور وتطبيقها بعد أن اغتيلت حرية الرأي، وأطلق عليها الرصاص في ساحة الصفاة، أمام مرأى ومسمع من الناس، وجُهزت أعواد المشانق لمعاقبة بنيات أفكاري، وغدوت أحسب لما أتفوه به ألف ألف حساب، بل أمسيت أراجع مقالاتي القديمة، أفتش في كلماتها، وأنقب بين سطورها، وأقرأ الخفي قبل الجلي، وأجهز الردود المنطقية القانونية لما يمكن أن يؤخذ عليها مستقبلاً، فكل شيء جائز هذه الأيام، ومثل ما جاء في مسلسل الفريج الإماراتي، عند العيايز كل شي جايز!
هل أكتب عن أسطول الحرية المنكوب، وتضحيات الفريق الكويتي بقيادة نائب الأمة الدكتور وليد الطبطبائي، وإخوانه من أبناء وبنات وطني، الذين شرفوا كل كويتي بمشاركتهم في ذلك العمل البطولي لفك الحصار عن غزة المحاصرة.
ماذا يجدي لو كتبت عن العنجهية الصهيونية، والغطرسة اليهودية، والعربدة الوحشية التي لا تصلح إلا لمن انغمست يده في أوحال الجريمة، ومارس أجداده الغدر والخيانة مع أنبياء الله، وأتساءل بيني وبين نفسي: وهل تنفع الكتابات والمقالات والبيانات والآهات للحد من ممارسات خنجر غرسه أعداء العروبة والإسلام، ليظل النزف فينا متدفقاً إلى ما شاء الله.
شكر وتقدير:
للسلطات الرسمية الكويتية على جهودها الديبلوماسية السريعة في استرجاع أبناء الكويت الأبطال والدفاع عن حقهم في المساهمة في أسطول الحرية.
وبعيداً عن السياسة: أتقدم بجزيل الامتنان للأستاذين سلطان العنزي وشريدة العنزي بمدرسة «غضي المتوسة للبنين» بمدينة سعد العبدالله، على جهودهما وإبداعاتهما، فهما مثالان للجنود المجهولين الذين يستحقون منا كل إشادة، فبصمتهما واضحة جلية، كالشمس في رابعة النهار، فجزاكما الله خير الجزاء، ولكما مني عاطر الثناء.


د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com