أصعب سؤال على العقلية العربية هو سؤال (لماذا)، فمن يجيد الجواب عن سؤال (لماذا) هو الذي يصنع الحدث، أي القائد، وهو الذي يجير الأحداث لصالحه، بل هو الذي يستثمر كل لحظة من لحظات حياته في سبيل تحقيق ما يصبو إليه.
الأب يكره أن يسأله ابنه (لماذا) عن أمر أو نهي لأفعال وسلوكيات معينة، وكذا الأم، وتضيق أنفسنا عن التفاعل مع هذا السؤال، ونعتقد أنه شرخ في جدار الثقة بيننا، مع أنه يعززها، وهو يساعد دون شك في إيمان الشخص بما يقوم بتأديته من مأمورات، أو منهيات.
المسؤول في بيئة العمل يكره أولئك الموظفين الذين يتساءلون دائماً: ولماذا نقوم بكل تلك الإجراءات الطويلة، ونحن نستطيع أن نقدم الخدمات بطريقة أسهل وأيسر، وغيرها من تساؤلات الـ (لماذا) التي تفتح الكثير من الأبواب الموصدة، والمغلقة بالشمع الأحمر، وكأنه حكم علينا أن نعيش بقية حياتنا دون معرفة سبب فعلنا للأشياء أو تركنا لها، لدرجة أن وصل حالنا كحال القرود الخمسة.
العقلية الديكتاتورية تستمتع في فرض توجيهاتها بهذه الطريقة، وتتضايق ممن يطرح سؤال (لماذا)، وعلينا كمجتمع متحضر ينشد التقدم والرقي أن نبحث حولنا عمن يكثر من ترديد هذا السؤال ولو كان من باب العناد، بل حتى لو كان من أعدائنا، أو ممن يترصد بنا، فهذا السؤال يساعدنا لمزيد من الإبداع والتطوير في شتى مناحي حياتنا.
باختصار:
إن أردنا تنميةْ
فلنقر الخصخصةْ
هكذا قيل سريعاً
و(لماذا)؟
هكذا صغت سؤالي
قيل صه!
لا تَكلَّمْ
لا يجوز الانتقاد للنوايا المخلصةْ
دعك عن قولك هذا
دعك عن قول لماذا
فـ (لماذا) منقصة!


د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com