| كتب علي العلاس |
بحضور عدد من رجال الدين وفعاليات نسائية ورجالية، طالب المتحدثون في ندوة «ثوابت الوطن» التي اقيمت في منتدى القرآن الكريم بإعطاء الفرص للجيل الجديد من أجل الخوض في غمار المعترك السياسي والاجتماعي حتى يكونوا قريبين من القرار بل والمساهمة في صنعه.
النائب الدكتور حسن جوهر استهل الندوة بالتأكيد على «وجود فجوة بين المؤسسين والجيل الجديد، فضلاً عن بعض السلبيات في التيارات والأحزاب، ومع ان الأخيرة لم تشهر بعد الا ان لديها اجندات خاصة لا تمت إلى التجانس الوطني المأمول».
واعتبر جوهر ان الحكومة هي المحاربة الأولى للشباب، منتقداً مؤسسات المجتمع المدني التي تسير وفق انظمة واجندات خاصة وخرجت عن اهدافها الاساسية مع انها تشكل عصب المجتمع، لافتاً إلى ان المجتمع الكويتي يواجه ازمة حقيقية في العمل السياسي، حيث اصبح هناك نوع من العشوائية السياسية، مشيراً إلى وجود الكثير من الاحزاب والتيارات وبالرغم انها غير مشهرة فهي كبيرة في حجمها ولديها انتماءات ضيقة ولا تشكل اللون الوطني والتجانس المتعدد، اضافة إلى تيارات تحتل مناطق جغرافية وتمثل تيارات دينية وقبائل وعائلات وطوائف، وتتحرك بشكل مخيف.
وأوضح انه خلال العام 1992 بدأت الحركات الوطنية السياسية بالضمور كما بدأت التيارات تنحسر اليوم انحسارا وبرز المستقلون بقوة ذاتية كبيرة بالاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة لابراز شخصيات ومسميات من قبيل ناشط سياسي عندها يصبح لدى الأخير قاعدة جماهيرية واسعة، مبيناً ان هذا الانتصار يتضاعف عندما يصل هذا الناشط إلى مجلس الأمة، وعليه يمكن القول ان هذا لا يعدو كونه بروزا فردياً على حساب التيارات السياسية.
وفي ختام كلمته انتقد جوهر بعض القياديين الذين يرتمون في احضان الحكومة وينسون تياراتهم بزعم انه لا يمكن معارضة الحكومة وكذلك الحال بالنسبة للنائب الحكومي الذي يبتعد عن قواعده الاساسية أو أهداف ورؤى تياره.
من جهتها، قالت الباحثة في الفكر الإسلامي الناشطة في مجال حقوق المرأة الدكتورة خديحة المحميد ان المجتمعات البشرية بطبيعتها يجري عليها ويؤثر فيها حراك اجتماعي وفكري تحكمه الاحتياجات والمنافع والتهديدات والافكار المتطورة بتطور الظروف والمستجدات في حياة الأفراد والجماعات والشعوب، مشيرة إلى ان القرآن الكريم يرى للمجتمعات البشرية ادراكاً وشعوراً وطاعة وعصياناً وصحيفة أعمال مشتركة وحياة واقعية.
وأضافت المحميد من أجل تعزيز الوحدة الوطنية يجب التركيز على احياء ثقافة الارتباط بثوابت الوطن والمواطنة وهي الدستور والقوانين والتاريخ والعادات والتقاليد والأعراف، كما انه ينبغي تجاوز عملية النهوض بثقافة الوحدة الوطنية والعمل على الا تكون مؤسسات المجتمع المدني وتشكيلات القوى السياسية وسيلة للتعبير عن طائفة أو قبيلة أو تيار سياسي مع تكريس ثقافة قبول الآخر فكرياً وعملياً ومدنياً وتجسيد قبول الآخر داخل المؤسسة المدنية وخارجها.