| كتب مدحت علام |
تحدث الدكتور خالد يوسف الشطي عن «أدباء الكويت ودورهم في نصرة القضية الفلسطينية»، وذلك في محاضرة رابطة الادباء، التي ادارها الدكتور موسى الغضبان، وذلك مساء الاربعاء الماضي.
وأوضح الغضبان في تقديمه مواقف ادباء وشعراء الكويت الداعمة لهذه القضية بالكلمة الصادقة والشعور النبيل.
وبالتالي اشار الدكتور خالد الشطي الى علاقة الكويت الوثيقة والقديمة مع فلسطين في بلاد الشام، كونها الطريق الملاحي المهم الذي يربط بين حضارة الشرق في بلاد الشام، وحضارة شرق آسيا في الهند والصين.
وأوضح ان الجهراء في الكويت كانت محطة القوافل التجارية المتجهة الى فلسطين، وقال: «العلاقة الاسلامية لأبناء الكويت مع فلسطين هي علاقة وطيدة بالمسجد الاقصى والقدس الشريف والمقدسات الاسلامية»، وفي ما يتعلق بدور ادباء الكويت في دعم قضية فلسطين فقد اوضح المحاضر انها بدأت منذ مطلع القرن العشرين خصوصا بعد وعد بلفور في عام 1917، فقد ثار ادباء الكويت وعلماؤها ومثقفوها وتجارها وسياسيوها لهذا الوعد المشؤوم بحق فلسطين.
واستطرد الشطي في حديثه مشيرا الى انه مع مطلع العشرينات من القرن الماضي اي بعد 3 سنوات من وعد بلفور ازداد حماس ابناء الكويت للدفاع عن فلسطين والرغبة في نجدتها، كي يقرأ قصيدة انشدها الشاعر الكويتي الراحل خالد الفرح رافضا فيها وعد بلفور يقول فيها:
هذي فلسطين الوديعة
في مصائبها تميد
ما ينقضي زلزالها
حتى تزلزل من جديد
من قبل وعدك بالهنا
عاش المسوّد والمسود
كما نظم الشاعر الكويتي الراحل محمود شوقي الايوبي قصيدة يهاجم فيها سياسة بريطانيا في اصدار وعد بلفور فقال:
وفي فلسطين من بلفور مهزلة
هزت لها من خمار الحقد أذقان
فحادث القدس ساء الناس قاطبة
وللبراق على التنكيل برهان
كما انبرى الشاعر صقر الشبيب بقصائد عدة حول نصرة فلسطين، وحين حضرت البعثة التعليمية الاولى للتدريس في الكويت من فلسطين عام 1936 أنشد الشاعر فهد العسكر في حفل استقبالها قال فيها:
بالله يا رسل الثقافة خبرونا كيف حال الأخت يا اخواني
اعني فلسطيناً وكيف «أمنيها» وجنوده وبقية السكان.
كما دعا الشاعر صقر الشبيب ابناء العرب والمسلمين لمساعدة أبناء فلسطين:
بني يعرب من فاته امس سله
حساماً به عن قومه يحسن الذبّا
كما طلب الشاعر صقر الشبيب في عام 1937 من مصر والازهر الشريف التحرك لنصرة فلسطين بقصيدة نشرها في مجلة السجل العراقية، وقصيدة اخرى يدعو فيها لمساعدة فلسطين لما حدث لأبنائها من تنكيل ومطاردة من الانكليز واليهود.
بالاضافة الى القصائد التي كتبها الشاعر الشيخ عبد الله النوري، كما ثار الشاعر عبد الله سنان عند تقسيم فلسطين عام 1948 فقال:
أيفلح مستقبل للعرب
وهل لهم عزة ترتقب
يقولون عرب وليست بهم
ولا خلة من خلال العرب!
وأوضح الشطي ان العديد من شعراء العرب ألقى قصائده في عام 1948 من اجل فلسطين وذلك اثناء حرب العرب ضد اليهود، مثل ما قاله الشاعر عبد الله زكريا الانصاري، والشاعر احمد السقاف، وعبد المحسن الرشيد، كما دعا الشاعر عبد الله السنان اهالي بورسعيد الى البسالة والنضال حينما اعتدت انكلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وفي عام 1967 انشد شعراء الكويت العديد من القصائد يدعون فيها لنجدة فلسطين، ولقد خاطب الشاعر احمد العدواني ابناء الكويت وهم يشاركون في الحرب فقال:
بوركت يا جيش الكويت وبوركت
أيد أعدت للعلا أقمارها
وهناك في سيناء اخوان لنا
كرهوا الخطوب وروّضوا أخطارها
كما كتب الشاعر عبد اللطيف الديين قصيدة بعنوان «العبور» في حرب 1973، وقال المحاضر: «حين تتجول في دواوين شعراء الكويت، فإنها لا تخلو من قصائد صيغت من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، مثل ديوان الشاعر فهد بورسلي والشاعر زيد الحرب».
واستطرد الشاعر في حديثه كي يشير الى استمرار شعراء الكويت في الدفاع عن فلسطين مع الانتفاضات التي حدثت اواخر القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين.
ثم نوّه المحاضر الى دور تجار الكويت في هذه المسألة ليقول: «لا نبالغ اذا قلنا ان من اهم من أدوا دورا في دعم فلسطين في دولة الكويت وما زالوا هم تجار الكويت الذين بذلوا الكثير لنصرة فلسطين».
وان تجار الكويت أسسوا لجانا خيرية لجمع التبرعات لمساعدة الدول والشعوب المتضررة ومنها جمعية الشباب المسلمين التي أسسها تجار الكويت المقيمون في الهند عام 1932، وجمعوا التبرعات وأرسلوها الى فلسطين.
وان أدباء الكويت ألّفوا العديد من الكتب والاصدارات للدفاع عن قضية فلسطين.