|كتب مصطفى جمعة|
يستقبل اليوم فارس كرة القدم الكويتية الاسمر نجم نجوم عصرها الذهبي فتحي كميل في منزله بخيطان الجنوبي المهنئين له بسلامة عودته من رحلة العلاج التي استمرت لاكثر من شهرين في فرانكفورت بألمانيا ببادرة ابوية من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.
وكان فتحي كميل عاد الى البلاد عصر اول من امس، حيث أُعد له استقبال حافل في قاعة التشريفات بمطار الكويت الدولي حضرته نخبة كبيرة من القيادات الرياضية وممثلي الأندية الرياضية وزملائه اللاعبين وبراعم نادي التضامن وتقدمهم رئيس اتحاد غرب آسيا الشيخ طلال الفهد ورئيس اللجنة الانتقالية التي تدير شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ احمد اليوسف، ونائب المدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة جاسم يعقوب، ورئيس نادي السالمية د. عبدالله الطريجي، والدكتور محمد خليل ويوسف البيدان وسامي الحشاش وياسر ابل وجاسم السبتي وجواد مقصيد ودخيل العدواني وحربي عدهان واسامة حسين وعبدالعزيز حمادة وعدد كبير من اللاعبين والفنانين والجماهير وبراعم النادي العربي وحشد كبير من الاعلاميين ورجال الصحافة.
وألقى كميل عقب وصوله كلمة موجزة ومعبرة وهو متأثر بحفاوة الاستقبال: «شكرا لصاحب السمو الأمير على ارسالي للعلاج بالخارج، وانا الآن بصحة جيدة ولله الحمد، واشكر كل من حضر لاستقبالي وكل من اتصل بي وسأل عني ولا أراكم الله مكروها بعزيز».
كما رفع رفيق دربه جاسم يعقوب أسمى آيات الشكر الى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مبادرته ومكرمته السامية بعلاج فتحي كميل في الخارج، مضيفا ان هذا الكرم الأبوي ليس بغريب على صاحب السمو، وهو ما يعكس حرص سموه واهتمامه بجميع أبنائه في مختلف المجالات.
ووجه يعقوب الشكر لكل من ســاهم في هذا الاستقبال الرائع لكميل فهذا اقل شيء يمكن ان نقدمه له.
وقال الشيخ طلال الفهد قرت عين اهل الكويت بعودة فارس كرة القدم الكويتية الاسمر احد ابنائها المخلصين، فهذا الرجل خدم الرياضة الكويتية بكل ما أوتي من قوة ويستحق هذا التكريم من خلال الاستقبال الذي يليق باسمه ومكانته.
وامتدح عطاء كميل في المستطيلات الخضراء وقال: «كميل موهبة لم ولن تلد الملاعب الكويتية مثلها، هو يتعامل مع الكرة وكأنها احد أبنائه، فسابقا كنا نحضر الى ملعب التضامن لنشاهد عزف كميل لأجمل الألحان وليس لعبه كرة القدم، انا محظوظ لأنني زاملته لمدة موسمين في الملاعب عندما كنت لاعبا في التضامن».
وشدد نائب رئيس نادي القادسية السابق فواز الحساوي على ان هذا الاستقبال اقل ما يمكن تقديمه للفارس الاسمر، وهو اكثر من أخ بالنسبة لي وأود ان اطمئن الجماهير الرياضية بأنه بصحة جيدة جدا الآن خصوصا انه عانى كثيرا في الأيام الأولى من مرضه، وان شاء الله تكون أزمة وعدت.
والفارس الأسمر فتحي كميل، الذي أبدع مع كوكبة من النجوم في كتابة التاريخ الناصع لكرة القدم الكويتية؛ كان يعتبره المدرب البرازيلي الشهير زاغالو موهبة استثنائية في الملاعب من اجل هذا كان يترك له حرية التحرك في الملعب، معتمدا على مواهبه ومراوغاته واستعراض مهاراته فكان لا يوجهه في الملعب، وقال عنه البرازيلي كارلوس البرتو: ان الفرق بين فتحي وبيليه هو أن الأخير يسجل الأهداف بينما يفتقد فتحي هذه الميزة.
وكان كميل مشاركا في الفوز بكأس الخليج الثالثة العام 74، ومن ثم الفوز بكأس أمم آسيا بالكويت العام 80، والتأهل الى أولمبياد موسكو 80.
وفتحي كميل كتب شهادة ميلاده مع المنتخب العام 74، حيث تألق وسجل 4 أهداف، وأحرز لقب هداف كأس آسيا السادسة في طهران العام 76، وسجل هدفين في مرمى العراق في مواجهة «ايريامهر»، ووصفته الصحافة الايرانية حينذاك بـ«الغزال».
وتعتبر مباراة «الازرق» مع أستراليا في تصفيات مونديال 1978 والتي جرت في سيدني يوم 16 أكتوبر 77 من المباريات التاريخية لفتحي كميل حيث احرز هدفا يدرس للاجيال من كرة ثابتة، علاوة على انه صنع هدفا لعبدالعزيز العنبري، وفاز الأزرق 2/1.
ولعب كميل ما يقارب 85 مباراة دولية، و170 مباراة مع نادي التضامن، وسجّل ما يقارب 110 أهداف واعتزل اللعب دولياً يوم 21 فبراير 87 أمام العراق، وفاز الأزرق 2/صفر.
وكان فتحي كميل وفيا لناديه التضامن، ولم تغره العروض الخيالية للانتقال للأندية الكبيرة وتألق واعطى وبزغ نجمه وعلت موهبته وودع المستطيلات الخضراء داخل أسواره.