«سارة» ذات الاعوام الثلاثة طفلة بريئة في عمر الزهور دخلت المستشفى وهي تجري وتضحك والابتسامة تعلو وجهها، سارة دخلت المستشفى وكلها امل في علاجها من داء الربو، لكنها ما كانت تعلم** ان هذا المستشفى سيكون سبب شقائها وعذابها وحرمانها من ابتسامة السعادة طوال حياتها، لا لسبب... اللهم إلا خطأ من سلسلة الاخطاء.
الحكاية من البداية كما تحكيها والدتها: سارة تعاني من الربو وضيق التنفس لكنها تمارس حياتها كأي طفلة طبيعية إلى ان نصحنا احد الاطباء في المستشفى باجراء قسطرة خشية ان يكون السبب خللا في قلبها... دخلت المستشفى لعمل القسطرة والابتسامة تعلو وجهها على أمل ان تخرج في اليوم الثاني، وحدثت المصيبة، بدأت المعاناة والمأساة في يوم 29/3/2010 عندما تم تحويل ابنتي من مستشفى الجهراء الى مستشفى الصدري لعمل سونار للطفلة لانه في مستشفى الجهراء قالوا لنا: «ان دقات القلب سريعة وتضخم بسيط في الكبد».
وفي هذا اليوم تم عمل سونار للطفلة على القلب وتم تشخيص الحالة بوجود توسع في شريان البطين الايمن، واخبرنا الدكتور انه لابد من ان تكون الطفلة عندنا لعمل قسطرة تشخيصية، فسألته عن القسطرة وخطورتها، فقال الطبيب بكل سهولة: انها بسيطة.
لقد تم عمل جميع تحاليل الدم وكانت نتيجة جميع التحاليل سليمة، وتم عمل اشعة مقطعية على رأس الطفلة والبطن والصدر وكانت النتيجة سليمة، واحضرت دكتورة متخصصة في الجهاز الهضمي من مستشفى الاميري، فقالت الذي يطمئن ان تحاليل الدم سليمة ولكن ما سبب هذا التضخم؟ وتم تحديد يوم القسطرة في يوم 6/4/2010م وهذا اليوم لن انساه لانه من هذا اليوم بدأت المأساة تزيد اكثر، وتم تجهيز الطفلة للقسطرة، والله انها كانت تمشي وتتحرك قبل القسطرة بنصف ساعة ودخلت الطفلة للقسطرة وانتظرنا حتى تنتهي القسطرة وحاولت ان اكلم الطبيب فرفض وقالت لي الممرضة انتظري عند ابنتك والله عندما رأيتها كأنها في غيبوبة وكانت تتألم بشدة وانتظرت بجانبها واذا علبة صغيرة فسألت الممرضة عنها فقالت (اسألي الطبيب) وبعد ساعة جاء الطبيب وسألته مستغربة عن العلبة فقال اخذت عينة من غشاوة قلب الطفلة...؟؟ هكذا وبكل سهولة وبكل بساطة ودون موافقة او حتى علم والدها او امها... من اعطى لهذا الدكتور الحق في اخذ اي جزء من جسد ابنتي دون علمي؟!
ثم سألته عن نتيجة القسطرة فقال سيكون التقرير في الملف غدا، والى الان انتظرنا اسبوعين دون الحصول على تقرير وحاولنا مواجهة الطبيب اكثر من مرة لكن دون فائدة، اين اختفى الطبيب..؟؟ وجلست مع ابنتي من بعد عملية القسطرة المشؤومة الى الساعة العاشرة ليلا ولم تفق من الغيبوبة.
دخلت سارة غرفة العمليات الساعة 10 صباحا وخرجت 12 ظهرا ولم تستفق من التخدير إلا في اليوم الثاني وحاولنا معرفة حجم التخدير لطفلة صغيرة بحيث يستمر التخدير لليوم الثاني دون الحصول على نتيجة.
وبعد الافاقة اكتشفنا - اقول اكتشفنا نحن - وليس الاطباء بان سارة مشلولة...!! نعم خرجت سارة مشلولة من غرفة العمليات لا تحرك اطرافها..!! وخرجنا نركض في اجنحة المستشفى نبحث عن طبيب واحد ليخبرنا بما حدث ولم نجد سوى طبيب هندي. وطلبنا منه معاينة الطفلة فرد بان هذا الامر ليس من اختصاصه، اذا اين الطبيب المختص واين الطبيب المناوب واين طبيب الاعصاب واين طبيب التخدير واين بقية الاطباء سؤال بلا جواب، وظللنا ننتظر ثلاثة ايام طبيب الاعصاب لكن دون جدوى.
هل هناك حالة اصعب من حالة سارة حتى يشرف عليها، وخلال هذه الايام الثلاثة التي لم يحضر طبيب فيها، كان بالامكان تدارك الامر ومعالجة سارة حتي لا تصل الى هذه الدرجة.
واضطررنا في نهاية الامر لاحضار طبيبة اجنبية من مستشفى الصباح بسيارتي الخاصة بعدما تدهورت حالة سارة.
3 ايام ولم يمر علينا اي طبيب سوى الطبيب الهندي غير مرة واحدة قال الدكتور العربي سوف تكون ابنتك بخير.
والى هذه الساعة لم يخرج علينا طبيب واحد من مستشفى الصدري ليخبرنا بما حدث في غرفة العمليات ابتداء من المخدر الذي استمر لليوم الثاني وانتهاء بحالة الشلل، علما باننا طالبنا بتقرير طبي عن حالة سارة وكل يوم يماطلوننا بالتأجيل. الامر الغريب ان كل يوم يطالبوننا برسوم التحليل ورسوم الاشعة.
لا هم لهم إلا دفع الرسوم، طفلة تموت لا يهم، طفلة مشلولة لا يهم، المهم الرسوم، سارة مشلولة لاي هم، المهم الرسوم.
اما بالنسبة للدكتورة الاجنبية المتخصصة في الاعصاب من مستشفى الصباح التي احضرناها بسيارتنا الخاصة فعندما رأتها شخصت حالتها نظريا ان الطفلة مصابة بجلطة في رأسها وهذه الصدمة الاولى، وتم ادخال الطفلة غرفة الملاحظة وتم عمل تحليل دم وكانت النتيجة ان كريات الدم الحمراء قليلة وتحتاج الى نقل دم وهذه الصدمة الثانية، فالطفلة تبدلت حالتها بعد ان كانت شعلة من النشاط والحركة يشهد لها جميع من كان في قسم الاطفال من امهات وممرضات.
وهناك سؤال ثان: ما سر الثقب في رقبة سارة؟ هل تم عمل عملية لها في رقبتها؟
لذلك ادعو وزير الصحة للتحقيق في هذه الحادثة او الفاجعة التي قلبت حياتنا رأسا على عقب وقلبت حياة سارة رأسا على عقب ، اطلب التحقيق لمعرفة المخطئ ومعرفة الجاني ومعاقبة المخطئ ايا كان، واطالب الوزارة بتحمل تكاليف علاج هذه الطفلة التي لا ذنب لها سوى ما حدث في غرفة العمليات.
فحالة والدها المادية صعبة جدا ولا يستطيع علاجها او توفير العلاج لها لانه عاطل عن العمل؟
وسؤال اخر لادارة مستشفى الصدري كم مرة قام اطباء المستشفى بزيارة سارة وهي في المستشفى - بعد الحادثة - للاطمئنان عليها وتفقد حالتها.
ومسؤولية من؟ حرمان سارة من الحياة وهي على قيد الحياة..!!
ما حدث لسارة سر ولغز غامض الى هذه الساعة واجابته عند اطباء المستشفى الصدري.
لو كان باستطاعتنا لوكلت محاميا يتولى متابعة قضية هذه الطفلة الصغيرة والى الان نبحث عن محام متطوع لحل لغز سارة.
ادعو المحامين واهل الخير التطوع لتولي حالة ابنتي حتى يأخذ كل صاحب حق حقه.
ان معاناة ومأساة ابنتي بين ايديكم وهي اولا واخيرا طفلة لا ذنب لها وهي ابنتكم.
ولقد تم نقل الطفلة الى مستشفى البنك الكويت الوطني التخصصي في يوم 11/4/2010 وكلمة لابد من ان تقال وتذكر لان اللسان يعجز كثيرا كثيرا والكلمات قليلة في حقهم والله ان جميع القائمين من اطباء وهيئة تمريضية من دون استثناء حيث انهم قدموا لابنتي العلاج النفسي قبل العلاج الطبي ويكفي تلك الوجوه الطيبة المباركة التي تضيء نورا واملا فلهم جزيل الشكر على تعاملهم الراقي والانساني.
وهذا سؤال أوجهه الى قلب كل ام واب لو حصل لاحد ابنائكم ما حصل لابنتي ماذا تفعلون والى من تلجأون؟ لانني في حيرة وصدمة مما حصل لابنتي، فيا اخواني لا تبخلوا علي ولو بكلمات تخفف عني المصاب وترجع لي الثقة بنفسي من صدمة ما حصل، ولعل هناك املا ونورا يضيء حياتها من جديد وحتى يزال شبح هذه المأساة الذي يلازمنا والمشكلة ان الطفلة تحتاج الى تكاليف كثيرة وعلاج غالي الثمن ونحن من فئة غير محددي الجنسية...
واخيرا من المسؤول عن شلل ابنتي..!