| كتب عبدالله متولي |
تعتبر جامعة المدينة العالمية أول جامعة للتعليم الإلكتروني في العالم الإسلامي، كما أنها جامعة عالمية تعليمية تتجاوز حدود الزمان والمكان, تهدف إلى توفير فرص التعلم لحديثي التخرج, أو لمن فاتهم ركب العلم ولديهم الرغبة في مواصلة دراستهم, تستقبلهم من شتى أنحاء العالم, دون تحمل مشاق السفر.. إنها (جامعة المدينة العالمية) التي سعت إلى محو كل المعوقات التي تعيق الطالب من سفر أو تحمل تكاليف باهظة أو التزام بالحضور إلى الحرم الجامعي كما هو موجود بالجامعات التقليدية .
انها تجربة فريدة، جديرة بالاهتمام والمتابعة، تتخذ من ماليزيا مقراً لها، رغم ان اصحاب فكرة النشأة ثلة من الأكاديميين وأهل الخير من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية. إذا فالجامعة مشروع تعليمي خيري يستهدف المسلمين في كل بقاع الأرض ممن فاتهم قطار التعليم أو من لم يستطع اكمال تعليمه لعدم القدرة أو من له الرغبة في هذا النوع من التعليم، فهي جامعة تتجاوز كل الحدود والحواجز دون ان تحمل طلابها عناء السفر ومشقته.
هذه المعطيات تؤكد ان فكرة هذه الجامعة التي ولدت عملاقة وغير مسبوقة على الأقل في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا، ليس هذا فحسب بل ان الجامعة تعتمد بشكل كامل على التقنيات الإلكترونية في التعاملات والقرارات وأسلوب الدراسة وهي جامعة متكاملة تتبنى أساس التنوع العلمي فهي تتيح الفرصة للدراسة في تخصصات كثيرة منها: الدراسات الإسلامية، وتخصصات اللغة العربية واللغات الحديثة، والعلوم المالية والإدارية، وبها كلية خاصة بالدراسات العليا.
لكن لماذا ولدت الجامعة في ماليزيا رغم عروبة المؤسسين ولماذا يشكك البعض في اهلية خريج الجامعة من الناحية الأكاديمية، وهل هي معتمدة دولياً ام لا، وماذا بإمكان الجامعة العالمية ان تقدم في المستقبل؟ هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الشيحة وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة المدينة العالمية الخيرية في ماليزيا، الذي سيحدثنا عن الجامعة واقسامها وكل ما يتصل بها من تفاصيل، في حوار خاص
لـ «الراي» فتابع معنا.
• جامعة المدينة العالمية هي أول جامعة افتراضية عالمية كما تقولون.. اشرح لنا هذه العبارة بعرض موجز عن فكرة الجامعة.
إن فكرة إنشاء جامعة عالمية تعتمد بالأساس على تقنيات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، تكون معتمدة ومرخصة للتشغيل على نحو عالمي فكرة جديدة، ولذا فإنه يمكن القول بأن جامعة المدينة العالمية الافتراضية, تقدم خدماتها إلى جميع الراغبين في العلم والمعرفة في شتى أنحاء العالم، لتتجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية لتوفر تعليمياً جامعياً عالي الجودة.
• فكرة إنشاء الجامعة... كيف تبلورت إلى أن أصبحت حقيقةً ماثلةً على أرض الواقع؟
- نشأت فكرة إنشاء جامعة المدينة العالمية في مطلع العام 2005 على أيدي ثلة من الأكاديميين وأهل الخير في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة البحرين وجمهورية مصر العربية وغيرها بغرض إنشاء مؤسسة أكاديمية بمستوى جامعة، تقدم مختلف أنواع التخصصات، وتستهدف توفير فرص التعليم العالي للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بلا حدود.
وقد حملت هذه الجامعة رسالة سامية تتمثل في: إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرق, والتطوير العلمي والتبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية، لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم.
وبعد البحث والتنقيب عن أفضل الأماكن التي يمكن أن تكون ملائمة لانطلاق الجامعة، وقع اختيار المجلس التأسيسي للجامعة على دولة ماليزيا بناءً على مبادرة كريمة من حكومتها، وحصلت الجامعة على الترخيص الكامل باعتبارها جامعة متكاملة مرخصة معتمدة بدولة ماليزيا أواسط العام 2007م، كما تم اعتماد برامجها الأكاديمية الأولى من هيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية [MQA] لتكون بذلك أول جامعة ماليزية عالمية من نوعها حيث تعمل في داخل ماليزيا، وتستهدف الطلبة في جميع أنحاء العالم.
وقد بدأت الجامعة التشغيل الكامل ابتداءً من شهر فبراير من العام 2008م، ويدرس بها حالياً زهاء 2015 طالبا وطالبة.
• دعم خليجي... ومقرّ ماليزي للجامعة... وعمل عالمي... كيف أخذتم الرخصة لجامعة عالمية ؟
- بداية: إن دل طرحكم هذا على شيء، فإنما يدل على أن جامعة المدينة العالمية حقيقة هي جامعة عالمية بمعنى الكلمة، اشترك فيها الجميع كل بدوره بما يستطيع في إنشاء هذا الصرح المبارك.
فالهيئة التأسيسية بمساندة صاحب السمو الأمير الدكتور/ بندر بن سلمان بن محمد آل سعود (مستشار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله) قد قامت مشكورة ببذل كافة الجهود، وتذليل كافة العقبات ليتم إنشاء هذه الجامعة لخدمة أبناء العالم الإسلامي حيثما كانوا، مقتبسة قبساً مباركاً من الهدي النبوي الشريف وحاملة في ذلك اسم مدينته صلى الله عليه وسلم.
ودولة ماليزيا ممثلة في شخص فخامة رئيس الوزراء الماليزي داتو سري/ عبد الله بدوي ووزارة التعليم العالي فيها، قد قاموا مشكورين بقبول فكرة تأسيس الجامعة في ماليزيا، وقدموا لهذا المشروع الرعاية والحضانة والدعم اللازم، فلهم الشكر الجزيل على مواقفهم النبيلة.
• هل هذه التجربة مسبوقة؟
- حسب استقرائنا المحدود في الشرق الأوسط وأوروبا ودول جنوب شرق آسيا, لا يوجد مثيل لمثل هذه الجامعة لا من حيث المراحل ولا الطريقة, نعم يوجد هذا النوع من التعليم ببعض الجامعات العربية والغربية, لكنه تعليم جزئي, وليس كمنظومة تعليمية كما التعليم في جامعة المدينة العالمية, حيث تنفرد جامعة المدينة العالمية بتدريسها لهذا النوع من التعليم لمرحلة البكالوريوس عن غيرها من الجامعات, فالتعليم لديها تعليم إلكتروني من بدايته إلى نهايته.
• إذاً لماذا لم تكن ولادة الجامعة في إحدى دول الخليج؟
- الجامعة هي ولادة المدينة النبوية في المملكة العربية السعودية, ولكن لم ننجح بإنشاء الجامعة بإحدى دول الخليج لعدة أسباب:
1 - عدم استيعاب القائمين على التعليم في دول الخليج لأهمية هذا النوع من التعليم.
2 - وجود الشك لدى القائمين على التعليم في دول الخليج لمثل هذا النوع من التعليم بسبب التطبيقات السيئة له من خلال بعض الجامعات.
3 - عدم استشعار القائمين على التعليم في دول الخليج لحجم مشكلة التعليم من حيث الطلبات الكثيرة والميزانيات ووجود الهيئات التعليمية المناسبة.
4 - عدم استشراف القائمين على التعليم لمستقبل مثل هذا النوع من التعليم.
5 - خوفهم أن يكون هذا النوع من التعليم سبباً لانحصار التعليم التقليدي وهي نتيجة ستكون لا محالة.
• لقد قلتم ذات مرة بأنها (جامعة متكاملة ومشروع عريض.. دون أوراق ) ماذا يعني ذلك ؟
- تنتهج جامعة المدينة العالمية في كل من أسلوبها الإداري والتنفيذي الداخلي، و أسلوبها في التدريس والتعليم الجامعي والتعامل مع الطلبة، مبدأ [اللا ورقية] في التعاملات، وذلك من خلال التركيز على التعامل باستخدام تقنية المعلومات الحديثة.
و لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات التقنية الحديثة، فقد انتهجت جامعة المدينة العالمية أسلوباً يعتمد بشكل كامل على التقنيات الالكترونية في التعاملات، والقرارات، وأسلوب الدراسة، والتقارير، والنتائج وغيرها، إذ تم وضع قوالب الكترونية خاصة لكل بند، يتم تعبئتها والعمل على توثيقها وحفظها، بالاعتماد على شبكة المعلومات الحديثة، والخوادم والسيرفرات التي توفر إمكانية الاحتفاظ بأحجام هائلة من المستندات في حيز مادي صغير، إضافة إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لحفظ تلك المعلومات بشكل احتياطي، وتوفير انسيابية وسهولة الحصول على المعلومات والمستندات المطلوبة في أي وقت وفي أي زمان بأسهل وأسرع الطرق.
• كيف طوعتم واستخدمتم التقنية لصناعة أول جامعة افتراضية إسلامية عالمية؟
- إن تقنية المعلومات وسيلة من الوسائل التي منَّ الله بها على عباده، ولا يستطيع أحد أن ينكر دورها الفاعل في نقل وتوصيل المعلومات بأيسر السبل، وإلى أي بقعة بغض النظر عن المكان أو الزمان.
إن دين الإسلام دين شامل وصالح لكل زمان ومكان، ودين يسمح بتسخير كافة الوسائل المفيدة للخلق فيما يصلحهم، ولقد أخذت جامعة المدينة العالمية على عاتقها المشاركة في أداء جزء من الدور الفاعل الذي يتطلبه عصر اليوم لمجابهة تحديات العولمة بجميع أشكالها وجوانبها، والتي تفرض علينا كأمة إسلامية حضارية التحرك على صعيدين متوازيين.
صعيد مواجهة القيم والأفكار التي يتم تصديرها إلينا عبر العولمة الحديثة.
وصعيد الإسهام في نشر قيم ديننا الصحيحة وتبليغها عبر نفس استراتيجية العولمة.
• حدثنا عن الجامعة أكثر ما أقسامها وكيفية الالتحاق بها؟
- جامعة المدينة العالمية جامعة متكاملة و تتيح الفرصة لشريحة عريضة من الطلاب لاستكمال تعليمهم الجامعي وتطوير خبراتهم العلمية والأكاديمية، وإعدادهم لواقع المشاركة في الحياة المهنية.
كما حرصت الجامعة منذ البداية على تبني أساس التنوع العلمي، فهي تتيح الفرصة للدراسة في تخصصات الدراسات الإسلامية والتي تشمل علوم الشريعة، والحديث، والقرآن الكريم، والدعوة الإسلامية، كما تتيح فرصة الدراسات في تخصصات أخرى كاللغة العربية واللغات الحديثة، والعلوم المالية والإدارية والتي تشمل تخصصات المحاسبة، والإدارة والاقتصاد والتمويل الإسلامي، وكلية الحاسب الآلي، وكلية التربية، وغيرها من الكليات التي تعتزم الجامعة البدء بها خلال خطتها الاستراتيجية المتوسطة الأمد والتي ستشمل تخصصات الهندسة، وعلوم الاتصالات ونحوها، وتقدم هذه الكليات درجات الدبلوم والبكالوريوس.
كما أوجدت الجامعة كلية خاصة بالدراسات العليا، تقوم بتوفير فرص مواصلة الدراسات العليا والحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والدبلوم العالي من شتى الكليات التي تفتحها الجامعة.
وأوجدت أيضاً معهداً للغات يوفر فرص التأهيل اللغوي للطلبة باللغتين العربية والإنجليزية، والدراسات التمهيدية للمرحلة ما قبل الجامعة.
• في ظل هذا الانتشار الواسع الذي ذكرته من اليابان إلى كندا, كيف حصل هذا الانتشار الهائل للجامعة خلال هذه المدة البسيطة؟
- أولاً وقبل كل شيء يعود الفضل في هذا لله سبحانه وتعالى, ثم إلى البرامج التي اعتمدتها الجامعة من نظام الحرم الجامعي الإلكتروني( (CMS , و نظام خدمات العملاء المطور [CRM]، ونظام إرسال إشعارات القبول [RPS], ونظام الإدارة التعليمية التفاعلي (عليم)، كل هذه البرامج المتميزة ساعدت في الانتشار بالإضافة إلى التعاون مع المكاتب الخدمية التي تقوم بتأدية بعض الخدمات البسيطة, والمكاتب التعاونية, والتي تمثل مؤسسات تعليمية مرموقة وتتعاون معها الجامعة وفق اتفاقيات تعاونية.كما أن المكاتب التعليمية تلعب دوراً كبيراً حيث تقوم هذه المكاتب بتوفير خدمات مباشرة للطلبة في حال حضورهم إلى المركز، وتم الأخذ بالحسبان توفيرها خاصة في المناطق التي ينخفض فيها مستوى الخدمات التقنية من أجهزة حاسوبية وإلكترونية أو ينخفض فيها مستوى الدخل العام للطلبة.
• ماذا عن مستقبل هذا النوع من الجامعات ؟
لقد أصبحت جامعات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، واقعاً ملموساً، وخياراً مطروحاً في العديد من دول العالم، ولم يعد هناك مجال للتقليل من دور تلك المؤسسات التعليمية في التأثير على ساحة التعليم العالي، ولذا فقد سعينا إلى إيجاد نموذج إسلامي احترافي يشارك بشكل ملموس في توفير خيار الدراسة باستخدام التقنيات الحديثة ليكون خياراً مطروحاً أمام أبناء العالم الإسلامي الذين قد تعيقهم أوضاعهم الاجتماعية، أو إمكاناتهم الاقتصادية، أو ظروفهم العملية من الالتحاق بجامعات التعليم التقليدي المباشر.
• ولكن البعض شكك في أهلية خريج الجامعة من الناحية الأكاديمية؟
- من أهم أسباب التشكيك هو سوء تطبيق بعض الجامعات المفتوحة لمثل هذا النوع من التعليم، فالتعليم الالكتروني المقنن «والذي يجمع بين التعليم الافتراضي والتقليدي» والمحكوم بقوانين وأنظمة ومعايير معتبرة ومنتظمة قد يكون مساوياً في الجودة للتعليم التقليدي و بشكل منافس.
والنظام المعتمد لدى جامعة المدينة العالمية، يتميز بأنه نظام مقنن بحسب المعايير التي وضعتها وزارة التعليم العالي الماليزية، وهيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية، هذا من جهة.
ولدى الجامعة أنظمة تقنية معتمدة وهي:
1 - نظام الإدارة التعليمية التفاعلي، وأسميناه (عليم)، ويقوم هذا النظام بكامل العمليات التعليمية التفاعلية.
2 - نظام الحرم الجامعي الالكتروني [CMS]، والذي يعتبر النظام الإداري للشؤون الطلابية والسجلات والشؤون الإدارية، والقبول والتسجيل، والتخرج والوثائق ونحوها.
3 - نظام خدمات العملاء المطور [CRM]، والذي يوفر للطلاب إمكانية التواصل السريع بالجامعة عبر وسائل متعددة تشمل البريد الالكتروني والهاتف، والرسائل النصية وغيرها، مما يتيح للطالب سرعة الحصول على الخدمات المطلوبة.
4 - نظام إرسال إشعارات القبول [RPS], والذي يقوم بإرسال إشعارات القبول إلى الطلاب الذين تم قبولهم بشكل نهائي ومتابعة ردهم على إشعار القبول سواء بالموافقة أو الرفض.
5 - نظام DIM DIM للمحاضرات
6 - المكتبة الرقمية: والتي تضم أكثر من 4500 مصنف من أمهات الكتب والمراجع الإسلامية والعربية، وهي في نمو وازدهار متزايد ولله الحمد.
• كيف تنظرون لمستقبل خريجي الجامعة في ظل عدم اقتناع سوق العمل في المنطقة العربية بخريجي هذه الجامعات ؟
- فيما يتعلق بأن هذا الأمر، فإننا نعتقد أن مسالة الاعتراف بالتعليم الالكتروني هي مسالة وقت، وقد تحتاج إلى بعض الأنظمة والقوانين التي تضبطها، ولكن الجامعة قد سبقت إلى ذلك من خلال اعتمادها للقوانين والأنظمة الماليزية التي تعتبر متطورة في هذا المجال.
وعلى كل حال فلم يعد التعليم الالكتروني نظرية قابلة للصواب أو الخطأ، وإنما هو واقع ملموس ومطبق في العديد من الدول العالم الأكثر تقدماً.
أما قضية الاعتراف بالمؤهلات، فمع كون جامعة المدينة العالمية معترفة ومسجلة ومعتمدة من دولة ماليزيا وبالأخص من وزارة التعليم العالي الماليزية، وهيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية التي تمتلك مصداقية دولية، فإن لدينا مساعي حثيثة لتمهيد الطرق للاعتراف من المزيد من الدول والمؤسسات التي تعنى بأمور الاعتراف والمعادلات، لنذلل السبل أمام خريجي الجامعة في المستقبل القريب حتى يمكنهم الانخراط والمنافسة في بيئة العمل.
• يحضر القارئ العادي هنا سؤالا مشروعا هل الجامعة معتمدة دولياً؟
- هناك ثلاثة مصطلحات يجدر التمييز بينها هي: ( الاعتراف ) و ( الاعتماد ) و ( المعادلة ):
فـ ( الاعتراف ): نعني به هو أن تكون الجامعة مسجلة في وزارة التعليم العالي في البلد الذي يقع فيه مقر الجامعة، وبالنسبة لجامعة المدينة العالمية فقد استكملت هذا الجانب . بفضل من الله.
وهذا يعني أن بمقدور الطالب بعد أن يتسلم شهادته ويصادق عليها من قبل الجامعة، ان يصادق عليها من وزارة التعليم العالي الماليزية، ومن ثم بإمكان الطالب أن يصادق عليها من وزارة الخارجية الماليزية، وبعدها من سفارة بلاده في دولة ماليزيا.
وأما ( الاعتماد ): فنعني به الاعتماد الأكاديمي للبرامج الأكاديمية والعملية الدراسية بالجامعة، وبموجب الأنظمة الماليزية فإن جميع البرامج التي يتم عرضها للطلبة يجب قبولها والموافقة عليها من الهيئة الماليزية الاعتمادات والأهلية الأكاديمية قبل طرحها.
أما (المعادلة): فهي مرحلة غالباً ما تكون بعد تخرج الطلبة من الجامعة، وهي مسألة سيادية تختص بالدولة التي يرغب الطالب الحصول على المعادلة لشهادته الجامعية فيها، بحيث يتم التقدم من الدفعات الأولى للخريجين للحصول على المعادلة، وفي حال الحصول عليها، فإن الدرجات العلمية للجامعة ستكون معادلة في تلك الدولة.
•هل تقف الدراسة في الجامعة عند حدود المواد الشرعية أم ان الباب مفتوح للتخصصات العامة؟
- لا شك أن العلوم الشرعية هي العلوم الأساسية التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها، سواءً في ما يخص عقيدته، أو تعاملاته في الحياة الدنيا، وكذلك ما يخص حياته الأخروية، ولذا فقد حرصت جامعة المدينة العالمية على أن تولي عناية خاصة للعلوم الإسلامية نظراً لأهميتها أولاً، و لأنها علوم تطبيقية حياتية تساعد على تنمية التفكير و تدريب الذهن ثانياً، ولشموليتها شتى الجوانب الحياتية التي يحتاج إليها الإنسان المعاصر.
وبالرغم من ذلك فقد انتهجت جامعة المدينة العالمية مبدأ التنوع الأكاديمي عن طريق توفير إمكانية الدراسة في تخصصات تطبيقية في فروع من العلوم الحديثة التي تمس حاجة الإنسان في العصر الراهن.
• حدثنا عن برامج البكالوريوس لدى الجامعة ما مدة الدراسة فيها بالتفصيل؟
- لقد وفرت جامعة المدينة العالمية برامج عديدة في البكالوريوس وهي:
برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص القرآن الكريم وعلومه). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الحديث الشريف وعلومه). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الفقه وأصوله). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الدعوة وأصول الدين). برنامج درجة البكالوريوس في اللغات (تخصص) اللغة العربية وآدابها. وتعمل الجامعة على إضافة المزيد من البرامج حالياً, مثل برنامج البكالوريوس في تقنية المعلومات وغيرها.
• وماذا عن دراسة الماجستير, ما مدة الدراسة, وكم تبلغ التكلفة, اعطنا المزيد من التفاصيل.
بالنسبة لدراسة الماجستير فقد وفرت الجامعة بحمد الله عدة برامج في الماجستير, منها:
ماجستير في الفقه، ماجستير في فقه السنة، ماجستير في أصول الفقه، ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، ماجستير في اللغة العربية.
وكما أخبرتك فإننا في الجامعة نعمل على إنشاء المزيد من البرامج الأكاديمية بالتوازي مع مخرجات كليات الجامعة.
• ختاماً في رسائل قصيرة ماذا تقولون لكل من:
- طلبة الجامعة: أنتم محط اهتمامنا ورعايتنا، والهدف الأساسي من هذا المشروع كله، ورعايتكم وخدمتكم واجب علينا.
من لم يلتحق بعد بالجامعة: يسعدنا أن نرحب بهم في هذه الجامعة، آملين أن نكون قادرين على تلبية طموحاتهم، و مساعدتهم على مستقبل أفضل لهم.
الداعمين: جزاكم الله وأحسن الله إليكم، وها هي ثمرات عطائكم يانعة، ونتطلع إلى المزيد، سائلين المولى الكريم من فضله.
من يشكك في مصداقية العملية التعليمية بالجامعة: نحن نرحب بالنقد البناء المثمر، ولكننا قد لبينا كافة المتطلبات والقوانين التي وضعت من قبل خبراء عالميين بهذا الخصوص، ونعمل على التطوير المستمر، ولا ندعي الكمال وإنما نسعى إليه، وفي المستقبل القريب سوف تكون مخرجاتنا التعليمية هي المعول عليه لإثبات جدارة هذه الجامعة بإذن الله.
الهيئة التدريسية
لدى الجامعة طاقم أكاديمي من الخبرات التي تم استجلابها من داخل وخارج ماليزيا ويعملون بشكل متفرغ مع الجامعة، كما يوجد لديها طاقم رديف متعاون مع الجامعة ينتمي إلى العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة سواءً في ماليزيا أو منطقة الشرق الأوسط، ووصولاً إلى أوروبا والدول الغربية، ومن أبرز الجهات التي تتعاون معها الجامعة بهذا الخصوص في ماليزيا، جامعة ال (multi media) واختصارها [MMU]، والجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا [UAIM]، أما على صعيد الشرق الأوسط فالجامعة تتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية كجامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الكويت وجامعة القاضي عياض بالمغرب وغيرها.
أما المعايير التي يتم في ضوئها اختيار الكوادر الأكاديمية، فإنها تركز على عنصري الأهلية العلمية والخبرة الأكاديمية، كما أن لدينا معايير وضعتها لنا هيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية [MQA]، ووزارة التعليم العالي الماليزية إذ توجد قوانين محددة يجب علينا الالتزام بها من قبيل المؤهل الدراسي الذي يحمله الأستاذ الجامعي، والتخصص الدراسي، وعدد سنوات الخبرة، والتدريب والتأهيل، وأيضاً توجد قوانين محددة من ناحية التناسب ما بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.
ويلاحظ أن غالبية الهيئة الأكاديمية التي قامت بتأسيس هذه المناهج والعمل على وضعها وتسجيلها هم من الحاصلين على درجة الأستاذية في الدكتوراه.
التحاق سهل ومناهج معتمدة
يعتبر الالتحاق بجامعة المدينة العالمية سهلا وميسرا إذ يمكن للطلبة تقديم طلب التسجيل (أون لاين) عبر موقع الجامعة على الإنترنت [www.mediu.edu.my ] باللغتين العربية والإنكليزية وبخطوات سهلة وميسرة يحصل بعدها الطالب على اسم مستخدم وكلمة مرور يستطيع من خلالها متابعة مراحل طلب قبوله في الجامعة.
اما الجهات التي اعتمدت مناهج الجامعة والآلية التي تم من خلالها اعتماد هذه المناهج، فإن جميع مناهج جامعة المدينة العالمية يتم اعتمادها والسماح بالقيام بتدريسها من قبل وزارة التعليم العالي بدولة ماليزيا، بتوصية من هيئة الاعتمادات والمواصفات الأكاديمية الماليزية المعروفة اختصاراً في ماليزيا بـ [MQA] أو (Malaysian Qualifications agency)، وهي مؤسسة حكومية تعنى بمواصفات ونوعية جميع المناهج الدراسية التي يتم تقديمها في دولة ماليزيا أو انطلاقاً من دولة ماليزيا للتحقق من مراعاتها للمواصفات الأكاديمية العالمية، والهيئة معترف بها في الكثير من دول العالم المتقدم باعتبارها احدى المؤسسات التي تعمل على ضمان تحقيق المواصفات المطلوبة في مخرجات التعليم العالي خاصة في أستراليا وأوروبا ومنطقة جنوب شرق آسيا.
تعتبر جامعة المدينة العالمية أول جامعة للتعليم الإلكتروني في العالم الإسلامي، كما أنها جامعة عالمية تعليمية تتجاوز حدود الزمان والمكان, تهدف إلى توفير فرص التعلم لحديثي التخرج, أو لمن فاتهم ركب العلم ولديهم الرغبة في مواصلة دراستهم, تستقبلهم من شتى أنحاء العالم, دون تحمل مشاق السفر.. إنها (جامعة المدينة العالمية) التي سعت إلى محو كل المعوقات التي تعيق الطالب من سفر أو تحمل تكاليف باهظة أو التزام بالحضور إلى الحرم الجامعي كما هو موجود بالجامعات التقليدية .
انها تجربة فريدة، جديرة بالاهتمام والمتابعة، تتخذ من ماليزيا مقراً لها، رغم ان اصحاب فكرة النشأة ثلة من الأكاديميين وأهل الخير من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية. إذا فالجامعة مشروع تعليمي خيري يستهدف المسلمين في كل بقاع الأرض ممن فاتهم قطار التعليم أو من لم يستطع اكمال تعليمه لعدم القدرة أو من له الرغبة في هذا النوع من التعليم، فهي جامعة تتجاوز كل الحدود والحواجز دون ان تحمل طلابها عناء السفر ومشقته.
هذه المعطيات تؤكد ان فكرة هذه الجامعة التي ولدت عملاقة وغير مسبوقة على الأقل في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا، ليس هذا فحسب بل ان الجامعة تعتمد بشكل كامل على التقنيات الإلكترونية في التعاملات والقرارات وأسلوب الدراسة وهي جامعة متكاملة تتبنى أساس التنوع العلمي فهي تتيح الفرصة للدراسة في تخصصات كثيرة منها: الدراسات الإسلامية، وتخصصات اللغة العربية واللغات الحديثة، والعلوم المالية والإدارية، وبها كلية خاصة بالدراسات العليا.
لكن لماذا ولدت الجامعة في ماليزيا رغم عروبة المؤسسين ولماذا يشكك البعض في اهلية خريج الجامعة من الناحية الأكاديمية، وهل هي معتمدة دولياً ام لا، وماذا بإمكان الجامعة العالمية ان تقدم في المستقبل؟ هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الشيحة وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة المدينة العالمية الخيرية في ماليزيا، الذي سيحدثنا عن الجامعة واقسامها وكل ما يتصل بها من تفاصيل، في حوار خاص
لـ «الراي» فتابع معنا.
• جامعة المدينة العالمية هي أول جامعة افتراضية عالمية كما تقولون.. اشرح لنا هذه العبارة بعرض موجز عن فكرة الجامعة.
إن فكرة إنشاء جامعة عالمية تعتمد بالأساس على تقنيات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، تكون معتمدة ومرخصة للتشغيل على نحو عالمي فكرة جديدة، ولذا فإنه يمكن القول بأن جامعة المدينة العالمية الافتراضية, تقدم خدماتها إلى جميع الراغبين في العلم والمعرفة في شتى أنحاء العالم، لتتجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية لتوفر تعليمياً جامعياً عالي الجودة.
• فكرة إنشاء الجامعة... كيف تبلورت إلى أن أصبحت حقيقةً ماثلةً على أرض الواقع؟
- نشأت فكرة إنشاء جامعة المدينة العالمية في مطلع العام 2005 على أيدي ثلة من الأكاديميين وأهل الخير في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة البحرين وجمهورية مصر العربية وغيرها بغرض إنشاء مؤسسة أكاديمية بمستوى جامعة، تقدم مختلف أنواع التخصصات، وتستهدف توفير فرص التعليم العالي للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بلا حدود.
وقد حملت هذه الجامعة رسالة سامية تتمثل في: إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرق, والتطوير العلمي والتبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية، لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم.
وبعد البحث والتنقيب عن أفضل الأماكن التي يمكن أن تكون ملائمة لانطلاق الجامعة، وقع اختيار المجلس التأسيسي للجامعة على دولة ماليزيا بناءً على مبادرة كريمة من حكومتها، وحصلت الجامعة على الترخيص الكامل باعتبارها جامعة متكاملة مرخصة معتمدة بدولة ماليزيا أواسط العام 2007م، كما تم اعتماد برامجها الأكاديمية الأولى من هيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية [MQA] لتكون بذلك أول جامعة ماليزية عالمية من نوعها حيث تعمل في داخل ماليزيا، وتستهدف الطلبة في جميع أنحاء العالم.
وقد بدأت الجامعة التشغيل الكامل ابتداءً من شهر فبراير من العام 2008م، ويدرس بها حالياً زهاء 2015 طالبا وطالبة.
• دعم خليجي... ومقرّ ماليزي للجامعة... وعمل عالمي... كيف أخذتم الرخصة لجامعة عالمية ؟
- بداية: إن دل طرحكم هذا على شيء، فإنما يدل على أن جامعة المدينة العالمية حقيقة هي جامعة عالمية بمعنى الكلمة، اشترك فيها الجميع كل بدوره بما يستطيع في إنشاء هذا الصرح المبارك.
فالهيئة التأسيسية بمساندة صاحب السمو الأمير الدكتور/ بندر بن سلمان بن محمد آل سعود (مستشار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله) قد قامت مشكورة ببذل كافة الجهود، وتذليل كافة العقبات ليتم إنشاء هذه الجامعة لخدمة أبناء العالم الإسلامي حيثما كانوا، مقتبسة قبساً مباركاً من الهدي النبوي الشريف وحاملة في ذلك اسم مدينته صلى الله عليه وسلم.
ودولة ماليزيا ممثلة في شخص فخامة رئيس الوزراء الماليزي داتو سري/ عبد الله بدوي ووزارة التعليم العالي فيها، قد قاموا مشكورين بقبول فكرة تأسيس الجامعة في ماليزيا، وقدموا لهذا المشروع الرعاية والحضانة والدعم اللازم، فلهم الشكر الجزيل على مواقفهم النبيلة.
• هل هذه التجربة مسبوقة؟
- حسب استقرائنا المحدود في الشرق الأوسط وأوروبا ودول جنوب شرق آسيا, لا يوجد مثيل لمثل هذه الجامعة لا من حيث المراحل ولا الطريقة, نعم يوجد هذا النوع من التعليم ببعض الجامعات العربية والغربية, لكنه تعليم جزئي, وليس كمنظومة تعليمية كما التعليم في جامعة المدينة العالمية, حيث تنفرد جامعة المدينة العالمية بتدريسها لهذا النوع من التعليم لمرحلة البكالوريوس عن غيرها من الجامعات, فالتعليم لديها تعليم إلكتروني من بدايته إلى نهايته.
• إذاً لماذا لم تكن ولادة الجامعة في إحدى دول الخليج؟
- الجامعة هي ولادة المدينة النبوية في المملكة العربية السعودية, ولكن لم ننجح بإنشاء الجامعة بإحدى دول الخليج لعدة أسباب:
1 - عدم استيعاب القائمين على التعليم في دول الخليج لأهمية هذا النوع من التعليم.
2 - وجود الشك لدى القائمين على التعليم في دول الخليج لمثل هذا النوع من التعليم بسبب التطبيقات السيئة له من خلال بعض الجامعات.
3 - عدم استشعار القائمين على التعليم في دول الخليج لحجم مشكلة التعليم من حيث الطلبات الكثيرة والميزانيات ووجود الهيئات التعليمية المناسبة.
4 - عدم استشراف القائمين على التعليم لمستقبل مثل هذا النوع من التعليم.
5 - خوفهم أن يكون هذا النوع من التعليم سبباً لانحصار التعليم التقليدي وهي نتيجة ستكون لا محالة.
• لقد قلتم ذات مرة بأنها (جامعة متكاملة ومشروع عريض.. دون أوراق ) ماذا يعني ذلك ؟
- تنتهج جامعة المدينة العالمية في كل من أسلوبها الإداري والتنفيذي الداخلي، و أسلوبها في التدريس والتعليم الجامعي والتعامل مع الطلبة، مبدأ [اللا ورقية] في التعاملات، وذلك من خلال التركيز على التعامل باستخدام تقنية المعلومات الحديثة.
و لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات التقنية الحديثة، فقد انتهجت جامعة المدينة العالمية أسلوباً يعتمد بشكل كامل على التقنيات الالكترونية في التعاملات، والقرارات، وأسلوب الدراسة، والتقارير، والنتائج وغيرها، إذ تم وضع قوالب الكترونية خاصة لكل بند، يتم تعبئتها والعمل على توثيقها وحفظها، بالاعتماد على شبكة المعلومات الحديثة، والخوادم والسيرفرات التي توفر إمكانية الاحتفاظ بأحجام هائلة من المستندات في حيز مادي صغير، إضافة إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لحفظ تلك المعلومات بشكل احتياطي، وتوفير انسيابية وسهولة الحصول على المعلومات والمستندات المطلوبة في أي وقت وفي أي زمان بأسهل وأسرع الطرق.
• كيف طوعتم واستخدمتم التقنية لصناعة أول جامعة افتراضية إسلامية عالمية؟
- إن تقنية المعلومات وسيلة من الوسائل التي منَّ الله بها على عباده، ولا يستطيع أحد أن ينكر دورها الفاعل في نقل وتوصيل المعلومات بأيسر السبل، وإلى أي بقعة بغض النظر عن المكان أو الزمان.
إن دين الإسلام دين شامل وصالح لكل زمان ومكان، ودين يسمح بتسخير كافة الوسائل المفيدة للخلق فيما يصلحهم، ولقد أخذت جامعة المدينة العالمية على عاتقها المشاركة في أداء جزء من الدور الفاعل الذي يتطلبه عصر اليوم لمجابهة تحديات العولمة بجميع أشكالها وجوانبها، والتي تفرض علينا كأمة إسلامية حضارية التحرك على صعيدين متوازيين.
صعيد مواجهة القيم والأفكار التي يتم تصديرها إلينا عبر العولمة الحديثة.
وصعيد الإسهام في نشر قيم ديننا الصحيحة وتبليغها عبر نفس استراتيجية العولمة.
• حدثنا عن الجامعة أكثر ما أقسامها وكيفية الالتحاق بها؟
- جامعة المدينة العالمية جامعة متكاملة و تتيح الفرصة لشريحة عريضة من الطلاب لاستكمال تعليمهم الجامعي وتطوير خبراتهم العلمية والأكاديمية، وإعدادهم لواقع المشاركة في الحياة المهنية.
كما حرصت الجامعة منذ البداية على تبني أساس التنوع العلمي، فهي تتيح الفرصة للدراسة في تخصصات الدراسات الإسلامية والتي تشمل علوم الشريعة، والحديث، والقرآن الكريم، والدعوة الإسلامية، كما تتيح فرصة الدراسات في تخصصات أخرى كاللغة العربية واللغات الحديثة، والعلوم المالية والإدارية والتي تشمل تخصصات المحاسبة، والإدارة والاقتصاد والتمويل الإسلامي، وكلية الحاسب الآلي، وكلية التربية، وغيرها من الكليات التي تعتزم الجامعة البدء بها خلال خطتها الاستراتيجية المتوسطة الأمد والتي ستشمل تخصصات الهندسة، وعلوم الاتصالات ونحوها، وتقدم هذه الكليات درجات الدبلوم والبكالوريوس.
كما أوجدت الجامعة كلية خاصة بالدراسات العليا، تقوم بتوفير فرص مواصلة الدراسات العليا والحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والدبلوم العالي من شتى الكليات التي تفتحها الجامعة.
وأوجدت أيضاً معهداً للغات يوفر فرص التأهيل اللغوي للطلبة باللغتين العربية والإنجليزية، والدراسات التمهيدية للمرحلة ما قبل الجامعة.
• في ظل هذا الانتشار الواسع الذي ذكرته من اليابان إلى كندا, كيف حصل هذا الانتشار الهائل للجامعة خلال هذه المدة البسيطة؟
- أولاً وقبل كل شيء يعود الفضل في هذا لله سبحانه وتعالى, ثم إلى البرامج التي اعتمدتها الجامعة من نظام الحرم الجامعي الإلكتروني( (CMS , و نظام خدمات العملاء المطور [CRM]، ونظام إرسال إشعارات القبول [RPS], ونظام الإدارة التعليمية التفاعلي (عليم)، كل هذه البرامج المتميزة ساعدت في الانتشار بالإضافة إلى التعاون مع المكاتب الخدمية التي تقوم بتأدية بعض الخدمات البسيطة, والمكاتب التعاونية, والتي تمثل مؤسسات تعليمية مرموقة وتتعاون معها الجامعة وفق اتفاقيات تعاونية.كما أن المكاتب التعليمية تلعب دوراً كبيراً حيث تقوم هذه المكاتب بتوفير خدمات مباشرة للطلبة في حال حضورهم إلى المركز، وتم الأخذ بالحسبان توفيرها خاصة في المناطق التي ينخفض فيها مستوى الخدمات التقنية من أجهزة حاسوبية وإلكترونية أو ينخفض فيها مستوى الدخل العام للطلبة.
• ماذا عن مستقبل هذا النوع من الجامعات ؟
لقد أصبحت جامعات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، واقعاً ملموساً، وخياراً مطروحاً في العديد من دول العالم، ولم يعد هناك مجال للتقليل من دور تلك المؤسسات التعليمية في التأثير على ساحة التعليم العالي، ولذا فقد سعينا إلى إيجاد نموذج إسلامي احترافي يشارك بشكل ملموس في توفير خيار الدراسة باستخدام التقنيات الحديثة ليكون خياراً مطروحاً أمام أبناء العالم الإسلامي الذين قد تعيقهم أوضاعهم الاجتماعية، أو إمكاناتهم الاقتصادية، أو ظروفهم العملية من الالتحاق بجامعات التعليم التقليدي المباشر.
• ولكن البعض شكك في أهلية خريج الجامعة من الناحية الأكاديمية؟
- من أهم أسباب التشكيك هو سوء تطبيق بعض الجامعات المفتوحة لمثل هذا النوع من التعليم، فالتعليم الالكتروني المقنن «والذي يجمع بين التعليم الافتراضي والتقليدي» والمحكوم بقوانين وأنظمة ومعايير معتبرة ومنتظمة قد يكون مساوياً في الجودة للتعليم التقليدي و بشكل منافس.
والنظام المعتمد لدى جامعة المدينة العالمية، يتميز بأنه نظام مقنن بحسب المعايير التي وضعتها وزارة التعليم العالي الماليزية، وهيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية، هذا من جهة.
ولدى الجامعة أنظمة تقنية معتمدة وهي:
1 - نظام الإدارة التعليمية التفاعلي، وأسميناه (عليم)، ويقوم هذا النظام بكامل العمليات التعليمية التفاعلية.
2 - نظام الحرم الجامعي الالكتروني [CMS]، والذي يعتبر النظام الإداري للشؤون الطلابية والسجلات والشؤون الإدارية، والقبول والتسجيل، والتخرج والوثائق ونحوها.
3 - نظام خدمات العملاء المطور [CRM]، والذي يوفر للطلاب إمكانية التواصل السريع بالجامعة عبر وسائل متعددة تشمل البريد الالكتروني والهاتف، والرسائل النصية وغيرها، مما يتيح للطالب سرعة الحصول على الخدمات المطلوبة.
4 - نظام إرسال إشعارات القبول [RPS], والذي يقوم بإرسال إشعارات القبول إلى الطلاب الذين تم قبولهم بشكل نهائي ومتابعة ردهم على إشعار القبول سواء بالموافقة أو الرفض.
5 - نظام DIM DIM للمحاضرات
6 - المكتبة الرقمية: والتي تضم أكثر من 4500 مصنف من أمهات الكتب والمراجع الإسلامية والعربية، وهي في نمو وازدهار متزايد ولله الحمد.
• كيف تنظرون لمستقبل خريجي الجامعة في ظل عدم اقتناع سوق العمل في المنطقة العربية بخريجي هذه الجامعات ؟
- فيما يتعلق بأن هذا الأمر، فإننا نعتقد أن مسالة الاعتراف بالتعليم الالكتروني هي مسالة وقت، وقد تحتاج إلى بعض الأنظمة والقوانين التي تضبطها، ولكن الجامعة قد سبقت إلى ذلك من خلال اعتمادها للقوانين والأنظمة الماليزية التي تعتبر متطورة في هذا المجال.
وعلى كل حال فلم يعد التعليم الالكتروني نظرية قابلة للصواب أو الخطأ، وإنما هو واقع ملموس ومطبق في العديد من الدول العالم الأكثر تقدماً.
أما قضية الاعتراف بالمؤهلات، فمع كون جامعة المدينة العالمية معترفة ومسجلة ومعتمدة من دولة ماليزيا وبالأخص من وزارة التعليم العالي الماليزية، وهيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية التي تمتلك مصداقية دولية، فإن لدينا مساعي حثيثة لتمهيد الطرق للاعتراف من المزيد من الدول والمؤسسات التي تعنى بأمور الاعتراف والمعادلات، لنذلل السبل أمام خريجي الجامعة في المستقبل القريب حتى يمكنهم الانخراط والمنافسة في بيئة العمل.
• يحضر القارئ العادي هنا سؤالا مشروعا هل الجامعة معتمدة دولياً؟
- هناك ثلاثة مصطلحات يجدر التمييز بينها هي: ( الاعتراف ) و ( الاعتماد ) و ( المعادلة ):
فـ ( الاعتراف ): نعني به هو أن تكون الجامعة مسجلة في وزارة التعليم العالي في البلد الذي يقع فيه مقر الجامعة، وبالنسبة لجامعة المدينة العالمية فقد استكملت هذا الجانب . بفضل من الله.
وهذا يعني أن بمقدور الطالب بعد أن يتسلم شهادته ويصادق عليها من قبل الجامعة، ان يصادق عليها من وزارة التعليم العالي الماليزية، ومن ثم بإمكان الطالب أن يصادق عليها من وزارة الخارجية الماليزية، وبعدها من سفارة بلاده في دولة ماليزيا.
وأما ( الاعتماد ): فنعني به الاعتماد الأكاديمي للبرامج الأكاديمية والعملية الدراسية بالجامعة، وبموجب الأنظمة الماليزية فإن جميع البرامج التي يتم عرضها للطلبة يجب قبولها والموافقة عليها من الهيئة الماليزية الاعتمادات والأهلية الأكاديمية قبل طرحها.
أما (المعادلة): فهي مرحلة غالباً ما تكون بعد تخرج الطلبة من الجامعة، وهي مسألة سيادية تختص بالدولة التي يرغب الطالب الحصول على المعادلة لشهادته الجامعية فيها، بحيث يتم التقدم من الدفعات الأولى للخريجين للحصول على المعادلة، وفي حال الحصول عليها، فإن الدرجات العلمية للجامعة ستكون معادلة في تلك الدولة.
•هل تقف الدراسة في الجامعة عند حدود المواد الشرعية أم ان الباب مفتوح للتخصصات العامة؟
- لا شك أن العلوم الشرعية هي العلوم الأساسية التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها، سواءً في ما يخص عقيدته، أو تعاملاته في الحياة الدنيا، وكذلك ما يخص حياته الأخروية، ولذا فقد حرصت جامعة المدينة العالمية على أن تولي عناية خاصة للعلوم الإسلامية نظراً لأهميتها أولاً، و لأنها علوم تطبيقية حياتية تساعد على تنمية التفكير و تدريب الذهن ثانياً، ولشموليتها شتى الجوانب الحياتية التي يحتاج إليها الإنسان المعاصر.
وبالرغم من ذلك فقد انتهجت جامعة المدينة العالمية مبدأ التنوع الأكاديمي عن طريق توفير إمكانية الدراسة في تخصصات تطبيقية في فروع من العلوم الحديثة التي تمس حاجة الإنسان في العصر الراهن.
• حدثنا عن برامج البكالوريوس لدى الجامعة ما مدة الدراسة فيها بالتفصيل؟
- لقد وفرت جامعة المدينة العالمية برامج عديدة في البكالوريوس وهي:
برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص القرآن الكريم وعلومه). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الحديث الشريف وعلومه). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الفقه وأصوله). برنامج درجة البكالوريوس في العلوم الإسلامية (تخصص الدعوة وأصول الدين). برنامج درجة البكالوريوس في اللغات (تخصص) اللغة العربية وآدابها. وتعمل الجامعة على إضافة المزيد من البرامج حالياً, مثل برنامج البكالوريوس في تقنية المعلومات وغيرها.
• وماذا عن دراسة الماجستير, ما مدة الدراسة, وكم تبلغ التكلفة, اعطنا المزيد من التفاصيل.
بالنسبة لدراسة الماجستير فقد وفرت الجامعة بحمد الله عدة برامج في الماجستير, منها:
ماجستير في الفقه، ماجستير في فقه السنة، ماجستير في أصول الفقه، ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، ماجستير في اللغة العربية.
وكما أخبرتك فإننا في الجامعة نعمل على إنشاء المزيد من البرامج الأكاديمية بالتوازي مع مخرجات كليات الجامعة.
• ختاماً في رسائل قصيرة ماذا تقولون لكل من:
- طلبة الجامعة: أنتم محط اهتمامنا ورعايتنا، والهدف الأساسي من هذا المشروع كله، ورعايتكم وخدمتكم واجب علينا.
من لم يلتحق بعد بالجامعة: يسعدنا أن نرحب بهم في هذه الجامعة، آملين أن نكون قادرين على تلبية طموحاتهم، و مساعدتهم على مستقبل أفضل لهم.
الداعمين: جزاكم الله وأحسن الله إليكم، وها هي ثمرات عطائكم يانعة، ونتطلع إلى المزيد، سائلين المولى الكريم من فضله.
من يشكك في مصداقية العملية التعليمية بالجامعة: نحن نرحب بالنقد البناء المثمر، ولكننا قد لبينا كافة المتطلبات والقوانين التي وضعت من قبل خبراء عالميين بهذا الخصوص، ونعمل على التطوير المستمر، ولا ندعي الكمال وإنما نسعى إليه، وفي المستقبل القريب سوف تكون مخرجاتنا التعليمية هي المعول عليه لإثبات جدارة هذه الجامعة بإذن الله.
الهيئة التدريسية
لدى الجامعة طاقم أكاديمي من الخبرات التي تم استجلابها من داخل وخارج ماليزيا ويعملون بشكل متفرغ مع الجامعة، كما يوجد لديها طاقم رديف متعاون مع الجامعة ينتمي إلى العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة سواءً في ماليزيا أو منطقة الشرق الأوسط، ووصولاً إلى أوروبا والدول الغربية، ومن أبرز الجهات التي تتعاون معها الجامعة بهذا الخصوص في ماليزيا، جامعة ال (multi media) واختصارها [MMU]، والجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا [UAIM]، أما على صعيد الشرق الأوسط فالجامعة تتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية كجامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الكويت وجامعة القاضي عياض بالمغرب وغيرها.
أما المعايير التي يتم في ضوئها اختيار الكوادر الأكاديمية، فإنها تركز على عنصري الأهلية العلمية والخبرة الأكاديمية، كما أن لدينا معايير وضعتها لنا هيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية [MQA]، ووزارة التعليم العالي الماليزية إذ توجد قوانين محددة يجب علينا الالتزام بها من قبيل المؤهل الدراسي الذي يحمله الأستاذ الجامعي، والتخصص الدراسي، وعدد سنوات الخبرة، والتدريب والتأهيل، وأيضاً توجد قوانين محددة من ناحية التناسب ما بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.
ويلاحظ أن غالبية الهيئة الأكاديمية التي قامت بتأسيس هذه المناهج والعمل على وضعها وتسجيلها هم من الحاصلين على درجة الأستاذية في الدكتوراه.
التحاق سهل ومناهج معتمدة
يعتبر الالتحاق بجامعة المدينة العالمية سهلا وميسرا إذ يمكن للطلبة تقديم طلب التسجيل (أون لاين) عبر موقع الجامعة على الإنترنت [www.mediu.edu.my ] باللغتين العربية والإنكليزية وبخطوات سهلة وميسرة يحصل بعدها الطالب على اسم مستخدم وكلمة مرور يستطيع من خلالها متابعة مراحل طلب قبوله في الجامعة.
اما الجهات التي اعتمدت مناهج الجامعة والآلية التي تم من خلالها اعتماد هذه المناهج، فإن جميع مناهج جامعة المدينة العالمية يتم اعتمادها والسماح بالقيام بتدريسها من قبل وزارة التعليم العالي بدولة ماليزيا، بتوصية من هيئة الاعتمادات والمواصفات الأكاديمية الماليزية المعروفة اختصاراً في ماليزيا بـ [MQA] أو (Malaysian Qualifications agency)، وهي مؤسسة حكومية تعنى بمواصفات ونوعية جميع المناهج الدراسية التي يتم تقديمها في دولة ماليزيا أو انطلاقاً من دولة ماليزيا للتحقق من مراعاتها للمواصفات الأكاديمية العالمية، والهيئة معترف بها في الكثير من دول العالم المتقدم باعتبارها احدى المؤسسات التي تعمل على ضمان تحقيق المواصفات المطلوبة في مخرجات التعليم العالي خاصة في أستراليا وأوروبا ومنطقة جنوب شرق آسيا.