نبدأ بقول الله تعالى: «يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
فلنتمعن في ما سطره القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قبل التطرق لحديث المواطن الشيخ علي الجابر الصباح وردود الأفعال حوله، فبعض الكلام الذي لا يزيد من لحمة الشعب وتقوية النسيج الاجتماعي تركه أفضل لأن الجدل وهذا قال وذاك عقب وخلافه إنما هو نقاش عقيم، وإننا وإحقاقاً للحق لا نرغب في قراءة ما قيل حول التشكيك في ولاء القبائل في الدائرة الرابعة، أو أي جزء من هذا الوطن الكريم، وحري بالمواطن الشيخ علي الجابر أن يراعي حساسية الوضع، وكذلك قوله «نحن كمواطنين ضعنا بين حانا ومانا، أي بين نواب مجلس الأمة ونواب المجلس البلدي»،
و«الحكومة لا تستطيع ضبط الأمور»، وغيره من العبارات، تشكل زعزعة لأنفس أبناء القبائل الساكنة، أو الساخنة، كما نبه لها الزميل سعود العصفور في مقال سابق. ثم من أين نأتي بنواب، أو أعضاء مجلس بلدي إذا كان هذا اختيار الشعب: فهل يراد منا أن نغير شعباً بأكمله!
إن ما يفصل بين الجد والهزل من القول هو ذلك العقل فإن كان متزناً وفيه رجاحة فالقول يعجبك جده في الطرح، وإن خالف ذلك فإنه يسقط ولا يعار له أي اهتمام ولهذه يكرر العقلاء عبارة «لسانك حصانك»!
ولأننا نستقي بعض الحكم من الأقوال الباقية التي رحل مطلقوها وتركوها راسخة في ذاكرة كل محب لقول الرزين، فإننا هنا نستشهد ببيتين للشاعر الجاهلي الأفوه وهي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
والوضع الحالي أشبه بما عبر عنه الشاعر الجاهلي، والشعوب على مر الأعوام بينهم وبين قول الحكماء صلة وثقى، وبعد أن أنعم الله علينا بالإسلام صارت المرجعية مقترنة بما جاء في القرآن والحديث الشريف عقائدياً وسلوكياً ولكننا مع بالغ الأسى ملنا إلى النفس البشرية وهواها الذي ما إن حل طرفاً في موضوع ما إلا وأفسده لدرجة إن الأمر لم ينفع معه الاعتذار... فقل خيراً يا صاحبي أو اصمت... فـ «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»!
ما نتمناه من الجميع الهدوء، وأخذ نفس عميق، وإن صادفهم أمر يغضبهم فلا يصدروا ردة فعلهم عليه في حينه ولينتظروا حتى تهدأ الأنفس كي تكون العبارات أخف وطأة على متلقيها... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
فلنتمعن في ما سطره القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قبل التطرق لحديث المواطن الشيخ علي الجابر الصباح وردود الأفعال حوله، فبعض الكلام الذي لا يزيد من لحمة الشعب وتقوية النسيج الاجتماعي تركه أفضل لأن الجدل وهذا قال وذاك عقب وخلافه إنما هو نقاش عقيم، وإننا وإحقاقاً للحق لا نرغب في قراءة ما قيل حول التشكيك في ولاء القبائل في الدائرة الرابعة، أو أي جزء من هذا الوطن الكريم، وحري بالمواطن الشيخ علي الجابر أن يراعي حساسية الوضع، وكذلك قوله «نحن كمواطنين ضعنا بين حانا ومانا، أي بين نواب مجلس الأمة ونواب المجلس البلدي»،
و«الحكومة لا تستطيع ضبط الأمور»، وغيره من العبارات، تشكل زعزعة لأنفس أبناء القبائل الساكنة، أو الساخنة، كما نبه لها الزميل سعود العصفور في مقال سابق. ثم من أين نأتي بنواب، أو أعضاء مجلس بلدي إذا كان هذا اختيار الشعب: فهل يراد منا أن نغير شعباً بأكمله!
إن ما يفصل بين الجد والهزل من القول هو ذلك العقل فإن كان متزناً وفيه رجاحة فالقول يعجبك جده في الطرح، وإن خالف ذلك فإنه يسقط ولا يعار له أي اهتمام ولهذه يكرر العقلاء عبارة «لسانك حصانك»!
ولأننا نستقي بعض الحكم من الأقوال الباقية التي رحل مطلقوها وتركوها راسخة في ذاكرة كل محب لقول الرزين، فإننا هنا نستشهد ببيتين للشاعر الجاهلي الأفوه وهي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
والوضع الحالي أشبه بما عبر عنه الشاعر الجاهلي، والشعوب على مر الأعوام بينهم وبين قول الحكماء صلة وثقى، وبعد أن أنعم الله علينا بالإسلام صارت المرجعية مقترنة بما جاء في القرآن والحديث الشريف عقائدياً وسلوكياً ولكننا مع بالغ الأسى ملنا إلى النفس البشرية وهواها الذي ما إن حل طرفاً في موضوع ما إلا وأفسده لدرجة إن الأمر لم ينفع معه الاعتذار... فقل خيراً يا صاحبي أو اصمت... فـ «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»!
ما نتمناه من الجميع الهدوء، وأخذ نفس عميق، وإن صادفهم أمر يغضبهم فلا يصدروا ردة فعلهم عليه في حينه ولينتظروا حتى تهدأ الأنفس كي تكون العبارات أخف وطأة على متلقيها... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com