فيما تواجه دمشق تحركات من فلول النظام السابق لزعزعة الاستقرار انطلاقاً من منطقة الساحل السوري، شهدت مدن وبلدات في اللاذقية وطرطوس، خروج تظاهرات تحت شعار «تقرير المصير»، للمطالبة بالفيدرالية وإطلاق موقوفين من قيادات بشار الأسد، تخللها أعمال عنف لمؤيدي الرئيس المخلوع، وأدت إلى سقوط قتلى بينهم عنصر أمني وإصابة عشرات آخرين.

وقال قائد الأمن الداخلي في اللاذقية، العميد عبدالعزيز الأحمد، إن بعض العناصر «الإرهابية» التابعة لفلول النظام المخلوع، شاركت ضمن التظاهرات التي دعا لها رئيس «المجلس الإسلامي العلوي الأعلى غزال غزال».

وأضاف «رصدنا خلال الاحتجاجات على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية ودوار المستشفى الوطني في مدينة جبلة، تواجد عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى سرايا درع الساحل وسرايا الجواد الإرهابيتين، المسؤولتين عن عمليات تصفية ميدانية وتفجير عبوات ناسفة على أوتوستراد M1».

وأشار إلى أن الاعتداءات أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الأمن وتكسير سيارات تتبع للمهام الخاصة والشرطة، قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن سقوط محتجين وشرطي وإصابة نحو 60 آخرين.

وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن «مسلحين من فلول النظام البائد استغلوا الوقفات الاحتجاجية لمهاجمة عناصر من قوات الأمن الداخلي بالرصاص الحي، وأن الاعتداءات أسفرت عن ارتقاء شهداء وجرحى من عناصر الأمن المكلفين بحماية الاحتجاجات». وأفاد تلفزيون سوريا بدخول «مجموعات من الجيش مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات لمراكز مدن اللاذقية وطرطوس لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي».

وجاءت تلك التظاهرات بعد تفجير مسجد في حمص الجمعة الماضي، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وفي ظل مخاوف متصاعدة من تحركات لفلول النظام السابق، ومحاولات لمفاقمة حال القلق داخل الساحل السوري.

حملة أمنية

وفي سياق حملة أمنية لإحباط مخططات إرهابية لفلول الأسد، أوقفت السلطات أحد أعضاء خلية تابعة لسهيل الحسن، الذي يتهم بارتكاب مجازر في عهد النظام السابق، بريف جبلة في منطقة الساحل.

وذكرت وزارة الداخلية أنه «استكمالاً للعملية الأمنية التي نفَّذتها قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية ضد خلية ما تُسمى سرايا الجواد الإرهابية التابعة للمجرم سهيل الحسن في قرية دوير بعبدة بريف جبلة، تمكَّنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد أعضاء الخلية».

وأشارت إلى أنه «خلال التحقيق، اعترف المذكور بإخفاء كمية من الأسلحة الرشاشة والذخائر المتنوعة التي كانت تستخدمها الخلية الإرهابية في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش».

و«سرايا الجواد» متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية، وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط أمنية وعسكرية، والتخطيط لأعمال إرهابية في رأس السنة.

وارتبط اسم الحسن «قائد قوات النمر» بمعظم المجازر والأحداث الكبرى في سوريا، وهو أيضاً من ابتدع البراميل المتفجرة لقتل المدنيين.