في عام 2025، لم تكن الحفلات الغنائية والموسيقية أو المهرجانات الثقافية والأدبية في دولة الكويت حدثاً عابراً لتغيير الأجواء أو لكسر الروتين، بل تحوّلت إلى مشهد ثقافي حيّ، وإلى نبض يومي يعلن عودة الفن ليتصدّر الواجهة بثقة.
كان عاماً استثنائياً ازدحمت فيه المسارح بالأصوات والأنغام، وتحوّلت فيه الخشبات إلى مساحات للذاكرة والحنين، كما ودّع مبدأ الثلاثين حلقة في الدراما التلفزيونية.
فعلى امتداد العام، استقبلت الكويت نجوماً من مختلف دول الخليج والوطن العربي، بل ومن العالم أجمع، احتضنتهم في أمسيات عكست تنوّع الحضارات ورسّخت فكرة تبادل الثقافات.
ولم تكن تلك الفعاليات مجرد عروض، بل سرديات درامية متكاملة، أضواء تحكي، وألحان تستدعي المشاعر، وجمهور يشارك الفنان والأديب لحظته الإنسانية قبل الفنية والأدبية.
هكذا بدت الكويت في 2025 مدينة تنصت للفن، وتحتفي به كجزء من هويتها الثقافية، لتواكب احتفالية «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي»، حيث تلاقت الموسيقى بالدراما، وتحول المسرح إلى مرآة تعكس شغف الناس، واحتياجهم الدائم للجمال، والصوت الذي يعبّر عمّا تعجز الكلمات عن قوله أحياناً.
ولأن الحياة لا تُعطي الفرح كله بلا مقابل، فقد ترجّل عن صهوتها مجموعة من الفرسان، في مجالات الفن والأدب، فغادروا الدنيا بصمتٍ، تاركين ذكراهم الطيبة في قلوب المحبين.
«الراي»، ترصد في هذا الاستطلاع، أهم الأحداث التي واكبتها حقول الفن والثقافة والأدب خلال العام 2025، والتفاصيل في هذه السطور:
الحفلات الموسيقية والغنائية... مشهد متنوّع
من قاعة «الأرينا 360 مول» إلى مسارح مركز الشيخ جابر الثقافي، وصولاً إلى خشبة «ونتر وندر لاند» و«لونا بارك» و«مدينة الكويت لرياضة المحركات» وقاعات الفنادق، أتت الحفلات الموسيقية والغنائية لتشكّل مشهداً فنياً متنوعاً يعكس ذائقة واسعة ووعياً متجدداً بقيمة اللقاء الحيّ، وفي ما يأتي سرد لأبرز الفعاليات الموسيقية والغنائية:
سجل شهر فبراير انطلاقة الموسم بمهرجان «فبراير الكويت 2025» وشاركت فيه مجموعة من نجوم الغناء الخليجي والعربي.
وبعد غياب طويل عن جمهوره، قدم الفنان فواز الرجيب حفلاً غنائياً حمل عنوان «سهرة مع فواز الرجيب».
وجاء أبريل بمجموعة من الحفلات المتنوعة، منها حفل لفرقة «بلو»، وآخر بعنوان «ليلة أصوات مع سلمان العماري»، وكذلك ليلة حملت عنوان «بليغ حمدي»، إلى جانب «ليلة ذكرى».
وأتى مايو وفي جعبته العديد من الأنشطة، منها حفل لـ«أوركسترا الكرتون»، وكذلك حفل آخر بعنوان «قصة شوق وحمد»، إضافة إلى حفلي الفنانين كريغ ديفيد، وعمرو دياب.
وفي أواخر مايو وبداية يونيو، أقيمت 4 حفلات غنائية خلال إجازة عيد الأضحى، منها حفل للفنانة أصالة نصري، وآخر لمطرف المطرف وفرقة ميامي، إلى جانب حفل الفنان وائل جسّار. كما أحيا الفنانان تامر حسني وتامر عاشور حفلاً غنائياً.
أما سبتمبر، فشهد مجموعة من الحفلات الجماهيرية، منها حفل بعنوان «ليلة علي بحر مع فرقة الأخوة» تكريماً للفنان البحريني الراحل علي بحر.
كما أقيم العرض الموسيقي الاستعراضي «ميامي شو! 3.0»، في حين أقيم حفل غنائي لتكريم الشاعر فايق عبدالجليل حمل عنوان «صوت العطش... أغاني فايق عبدالجليل».
وكان أكتوبر مليئاً بالفعاليات، منها حفل أحياه الفنان عايض يوسف، كما تم تقديم عرض «أوركسترا الكرتون»، إلى جانب حفل بعنوان «أعظم حب على الإطلاق: تحية إلى الأسطورة ويتني هيوستن»، وحفل بعنوان «سامري وقادري مع طارق الخريّف».
أيضاً خلال هذا الشهر، قُدّمت ليلة غنائية بعنوان «فارس الأغنية الكويتية عبداللطيف البناي».
وجاءت جلسة طربية أحياها «فنان العرب» محمد عبده. كما قدم الفنان ماجد المهندس حفلاً.
نوفمبر ضمّ مجموعة حفلات عربية وعالمية، منها حفل للفنان AKON، إلى جانب حفل أحياه الفنانان تامر عاشور وآدم وكذلك حفل آخر شارك به آدم إلى جانب أحمد سعد، وحفل ثالث للفنان عمرو دياب. وأحيت الفنانة مي فاروق حفلاً، في حين قدمت الفنانة أنغام ليلتين متتاليتين، وللمرة الأولى في الكويت، قدم جون باتيست حفلاً موسيقياً كلاسيكياً.
وجاء ديسمبر حاملاً في جعبته العديد من الحفلات ليختتم بها الموسم، منها حفل للفنان سانت ليفانت بأولى حفلاته داخل الكويت، إلى جانب حفل للفنانة عبير نعمة، وآخر أحياه الفنانان هاني شاكر وخالد سليم بعنوان «حليم»، إلى جانب جلسة غنائية للفنانة أصالة نصري.
«الوطني للثقافة»
وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال العام 2025 من أكبر الداعمين للفعاليات الموسيقية في الكويت من خلال إقامة المهرجانات، مثل مهرجاني «صيفي ثقافي 17» و«الموسيقى الدولي 25».
تكريم... «نبض الكويت»
في خطوة احتفالية تليق بمسيرة فنية حافلة، تم تكريم «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل بتاريخ 21 نوفمبر، فوق خشبة «مسرح محمد عبده» ضمن فعاليات «موسم الرياض»، في ليلة حملت عنوان «مشوار بوشعيل (نبض الكويت)».
وأتت الليلة التي شارك «بوشعيل» في إحيائها إلى جانب الفنانين مطرف المطرف وعايض يوسف، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية (GEA) المستشار تركي آل الشيخ، والتي تعكس ما يلقاه «بوشعيل» من تقدير جماهيري وفني خليجي وعربي على حد سواء.
الدراما... قصيرة
في نهج جديد يهدف إلى تطوير الدراما التلفزيونية، ارتأت وزارة الإعلام في الثلث الأخير من العام 2025 الاعتماد على المسلسلات القصيرة، عوضاً عن الأعمال الدرامية ذات الثلاثين حلقة، وذلك لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة إلى جانب تحقيق أعلى عوائد إعلانية في تاريخ تلفزيون الكويت من خلال خطة تسويقية موسعة تغطي مختلف المنصات الإعلامية.
وعلى الفور، باشر صُنّاع الدراما في تنفيذ هذا النهج، من خلال إنتاج مجموعة من الأعمال القصيرة، ونذكر منها «صبر أم أيوب» و«چاي خانه» و«البشتخته» و«تُطبّق الشروط والأحكام»، وغيرها.
وفي جانب موازٍ، وخلال العام، تم تقديم عدد من المسلسلات، منها «أفكار أمي» للفنانة القديرة حياة الفهد، ومسلسل «الصحبة الحلوة».
وواصل المسلسل الكوميدي «مرضي ودحام» هذا العام نجاحه مع الجزء الثاني.
ويعتبر مسلسل «أبو البنات» من الأعمال الاجتماعية المهمة، التي قُدمّت وحصد نجاحاً كبيراً عند عرضه.
«أبو الفنون»... عودة «مسرح الطفل»
شهد «أبوالفنون» نشاطاً خلال هذه السنة، إذ في مطلع سبتمبر الماضي، استعاد مهرجان مسرح الطفل نشاطه مجدداً، بعد توقّفه لأعوام، مستأنفاً فعاليات دورته الثامنة في مسرح الدسمة، بعروض نوعية من الخليج والوطن العربي، لتدخل البهجة في نفوس الصغار.
«المونودراما الدولي»
وفي التاسع من أكتوبر، انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان «المونودراما الدولي» لمؤسسه الفنان جمال اللهو، والتي احتفت بالفنان القدير إبراهيم الصلال «شخصية المهرجان»، إذ كرّمه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل بدرع وشهادة تقدير ووشاح المهرجان، كما كرّم المخرج السعودي القدير أحمد الأحمري.
«Back Stage»
وفي أواخر شهر أكتوبر، انطلقت الدورة الثانية من مهرجان «Back Stage» المسرحي، تحت شعار «إبداع المخرج المسرحي»، كما تم تكريم حامل اسم الدورة المخرج القدير نجف جمال، وشخصية المهرجان الفنان القدير جمال الردهان.
«تكريم الفرج»
وفي السابع عشر من شهر نوفمبر الماضي، انطلق مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الـ 16 على مسرح الدسمة، الذي نظمته الهيئة العامة للشباب، برعاية وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، والذي كرّم في ليلة ختامه «شخصية المهرجان» الفنان القدير سعد الفرج.
«اليوبيل الفضي»
وفي الثالث من شهر ديسمبر الجاري، احتفل مهرجان الكويت المسرحي بـ «اليوبيل الفضي»، خلال افتتاح مُذهل في قاعة الدراما بـ«مركز جابر الثقافي»، محتفياً بشخصية المهرجان الفنان القدير محمد المنصور، و«ضيف المهرجان» الفنان القطري غانم السليطي.
دوران العجلة... السينمائية
بدأت عجلة السينما الكويتية عام 2025 بالدوران بخطى متسارعة ومدروسة، وعلى نحوٍ مختلف عن كل عام، خصوصاً مع إنتاج وعرض الفيلم الوثائقي «بقشة سعد» للفنان القدير سعد الفرج، والذي يستعرض مسيرة «بوبدر» منذ 6 عقود، كما يرصد مراحل تطور الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا.
ومن الأفلام الكويتية التي لاقت حضوراً في المهرجانات الخليجية والعربية، فيلم «تشظي» لمريم العباد، الذي لم يغِب عن بقعة الضوء الجماهيري، وكذلك فيلم «Every Body's Watching»، للمخرج عمر الدخيل، بالإضافة إلى أفلام عدة، مثل «إزعاج» لصادق بهبهاني، و«أخ» لأحمد حمادة، و«نعم» لمساعد القديفي.
الثقافة... شعلة نشاط
شهد العام إقامة العديد من الفعاليات الثقافية التي بدت كشعلة نشاط تنير درب المجتمع. معرض الكتاب بمشاركة 33 دولة، و433 جناحاً، شغلها نحو 611 مشاركاً، انطلقت في التاسع عشر من شهر نوفمبر، فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ48، تحت مظلة الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ تزيّن هذا العام بحُلة جديدة شكلاً ومضموناً، وبزخم متميز في الأنشطة ودور النشر، والتنظيم، والحضور الجماهيري، محتفياً بسلطنة عُمان «ضيف شرف المعرض».
«ثلاثون عاماً من الريادة والعطاء»
في مطلع شهر فبراير، انطلقت فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان القرين الثقافي، تحت شعار «ثلاثون عاماً من الريادة والعطاء» تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله. وتضمن المهرجان فعاليات وأنشطة متنوعة في مجالات الفنون المختلفة.
«الملتقى الثقافي»
بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، افتتح الأديب طالب الرفاعي، أواخر شهر سبتمبر، الموسم الرابع عشر لـ«الملتقى الثقافي» والذي دُشّن بأمسية عنوانها «جزيرة فيلكا، ومدينة الأحمدي والتراث العالمي»، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
حاضرون رغم الرحيل
• في الثاني من شهر يناير، غيّب الموت الكاتب المخرج والفنان عبدالعزيز الحداد عن عمر ناهز 71 عاماً.
• في الثالث من شهر أبريل، انتقل إلى ذمة الله الفنان التشكيلي والكاتب الصحافي الكويتي فيصل محمود مدوه عن 81 عاماً.
• في السادس من شهر مايو، توفي الفنان والإعلامي فخري عودة، الذي وافته المنية، عن 75 عاماً.
• في التاسع من شهر أغسطس، غادر الفنان القدير محمد المنيع، الحياة إلى الدار الآخرة، بعد صراع مع المرض.
• في الخامس عشر من شهر يوليو، غيبّ الموت، الشاعر الغنائي ياسين شملان الحساوي.
• في السابع والعشرين من شهر يونيو، فقدت الساحة الإعلامية والفنية في الكويت الإعلامي والناقد والباحث، محبوب العبدالله.
• في الرابع عشر من شهر يونيو، توفي الفنان القدير حسين سليمان القطان «بوجسوم» عن 98 عاماً.
• في السابع من شهر أكتوبر، انتقل إلى رحمة الله، المخرج الإذاعي أحمد عمر العامر، عن 84 عاماً.
• في الخامس من سبتمبر، غيب الموت الشاعر الغنائي القدير سالم الوهيدة، عن 83 عاماً.