نظّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ندوة ثقافية متخصصة بعنوان«ملتقى دول مجلس التعاون الخليجي: عواصم للثقافة العربية»، وذلك احتفالاً بـ اليوم العالمي للغة العربية، في المكتبة الوطنية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين.
وأكد الأكاديمي السعودي أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك سعود الدكتور حسن النعمي أن الثقافة تُعد ركيزة أساسية في مسار التنمية الشاملة، مشيراً إلى التحوّلات الثقافية التي شهدتها كل من الكويت والمملكة العربية السعودية، لاسيما في ظل رؤية السعودية 2030، حيث أصبحت الثقافة عنصراً محورياً في بناء الدولة الحديثة.
وتناول النعمي الدور الريادي للكويت في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، مستعرضا بدايات الصحافة الكويتية منذ عام 1928، وإسهاماتها في تأسيس المسرح الخليجي وتطوير الحركة الأدبية، إضافة إلى الانتقال من الجهود الفردية إلى العمل الثقافي المؤسسي مع تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973.
وأشار إلى أن الكويت تشهد في المرحلة الراهنة تحولا رقميا ثقافيا متقدما، من خلال الأرشفة الإلكترونية، وإطلاق المنصات الثقافية الرقمية، وتنظيم الفعاليات الافتراضية، بما يتيح إيصال الثقافة الكويتية إلى جمهور عالمي.
كما سلط الضوء على أبرز الفعاليات الثقافية في الكويت، مثل معرض الكويت الدولي للكتاب ومهرجان القرين الثقافي، إلى جانب الدور البارز لمركز جابر الأحمد الثقافي، ودعم الدولة للمواهب الشابة.
وعلى الصعيد الدولي، أكد النعمي أن للكويت حضوراً مؤثراً في المنظمات الثقافية العالمية، لافتا إلى دورها البارز في اعتماد اليوم العالمي للغة العربية وإدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
قنوات تواصل
من جانبه، أكد رئيس قسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس، الدكتور خالد الكندي، أن العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الكويت تمتد جذورها إلى قرون طويلة، وشكّلت نموذجا للتعاون البحري والتجاري في منطقة الخليج العربي.
وأوضح الكندي أن نجاح عُمان في طرد البرتغاليين من الخليج أسهم في تحقيق الأمن البحري، ما أتاح ازدهار الحركة التجارية وفتح قنوات تواصل نشطة بين مسقط والكويت. وأضاف أن مسقط كانت تستورد البضائع من الهند، في حين تولّى البحارة الكويتيون نقلها إلى موانئ الخليج العربي.
وأشار إلى أن البلدين اشتركا في توقيع اتفاقيات بريطانية لمنع تجارة الرقيق، حيث وقّع الشيخ جابر بن عبدالله بن صباح الاتفاقية عام 1828، بينما وقّع سعيد بن سلطان البوسعيدي اتفاقية مماثلة عام 1822.
وتطرق الكندي إلى حصار كريم خان للبصرة عام 1775، والذي أدى إلى انتقال ممثل شركة الهند الشرقية إلى الكويت، ما نشّط الحركة التجارية فيها وجعلها محطة مهمة للتجارة الإقليمية، واستمر هذا النشاط حتى تحرير البصرة على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي.
وبيّن الكندري أن النشاط البحري الكويتي بلغ ذروته في القرن التاسع عشر، حيث امتلكت الكويت أكثر من 200 سفينة تجارية نشطة وصلت إلى المحيط الهندي وشرق أفريقيا، متفوقة في تلك الفترة على النشاط البحري العُماني.
وأشار إلى هجرة عدد من العُمانيين إلى دول الخليج بعد حرب الجبل الأخضر بحثا عن الرزق، إضافة إلى انتقال بعض صُنّاع السفن العُمانيين إلى الكويت عام 1910، وما نتج عن ذلك من تبادل ثقافي، من أبرز مظاهره انتقال بعض الفنون البحرية مثل فن الطنبورة.