أفاد الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتنمية في وزارة الأشغال بالتكليف أحمد الصالح، بأن التقدم التكنولوجي الهائل في مختلف المجالات، أدى إلى زيادة معدلات النفايات وتفاقم مشكلة التلوث البيئي التي تعاني منها معظم دول العالم، لاسيما في الدول العربية، مشيراً إلى أن من أبرز مخاطر هذه الظاهرة انتشار الأمراض، واختلال النظام البيئي، وما يصاحبه من تغيّر المناخ والتصحر والاحتباس الحراري.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن راعية أعمال المنتدى الخليجي السنوي الخامس للتنمية وإدارة المشاريع المستدامة، وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان، قال الصالح إن «هذه التحديات تستدعي ضرورة تطوير نظم إدارة النفايات، ورفع مستوى الوعي البيئي، وإبراز أحدث الأساليب في إدارة المخلفات، وإنتاج الطاقة، والمواد القابلة للتدوير، إلى جانب دعم المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة، وتشجيع الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة والمياه النظيفة، وإقامة المشاريع المستدامة».

وبين أن «إقامة المنتدى تأتي تأكيداً للاهتمام الكبير الذي توليه الكويت لتحقيق التنمية المستدامة، وقضايا إعادة تدوير النفايات، وتقليل كمياتها، وإعادة استخدامها، وتوليد الطاقة، وإنشاء المدن الذكية الخضراء، بما يتماشى مع إستراتيجية دولة الكويت ورؤية 2035».

تحديات

من جانبها، قالت مديرة الهيئة العامة للبيئة نوف بهبهاني، إن انعقاد المنتدى يأتي في مرحلة دقيقة تتزايد فيها التحديات البيئية والتنموية، ما يجعل من إدارة المشاريع المستدامة ركيزة أساسية لترجمة السياسات والخطط الوطنية إلى واقع عملي يحقق التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي، وحماية الموارد الطبيعية، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وأوضحت بهبهاني أن الهيئة العامة للبيئة تعمل، ضمن رؤية وطنية شاملة، على تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية، وتطبيق أفضل الممارسات البيئية العالمية، وتعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما يدعم توجه الدولة نحو مدن أكثر استدامة، ويرسخ مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد البيئية، وذلك انسجاماً مع توجيهات سمو أمير البلاد.

وبينت أنه «انطلاقاً من هذه الرؤية، تولي الهيئة أهمية خاصة لتطوير منظومة إدارة النفايات، وتشجيع الابتكار، في مجالات إعادة التدوير والطاقة النظيفة، ودعم الاستثمار البيئي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين الوطني والخليجي».

التزام

من جهتها، أكدت نائب مدير عام بلدية الكويت ميساء بوشهري أن المنتدى يهتم بأحد القطاعات المهمة في منظومة التنمية المستدامة والبيئة، والمتمثل في إدارة النفايات والتدوير، واستخدام الطاقة والمياه النظيفة، والمدن الذكية، وإدارة المخاطر والسلامة، بما يسهم في المحافظة على البيئة وتحويل المجتمع إلى بيئة ذكية مستدامة.

وأشارت بوشهري إلى التزام بلدية الكويت بترسيخ الاستدامة كمعيار أساسي في جميع مشاريعها، عبر نهج متكامل يوازن بين الأثر البيئي والجدوى الاقتصادية والقيمة الاجتماعية، وتفعيل منظور دورة حياة الأصول منذ مراحل التخطيط والتصميم وحتى التشغيل والصيانة، بما يسهم في رفع كفاءة الطاقة والمياه، وخفض الانبعاثات وتكاليف التشغيل، وتعزيز مرونة البنية التحتية أمام المخاطر المناخية، مع اعتماد مؤشرات أداء قابلة للقياس، وتوسيع تطبيق ممارسات الاقتصاد الدائري لتقليل الهدر وتعظيم إعادة الاستخدام والتدوير.