قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الأوزبكي لذيذ كودراتوف، إن الكويت تُعدّ بوابة إستراتيجية لصادرات أوزبكستان نحو أسواق الخليج، لقربها منها جغرافياً.

وأوضح كودراتوف، خلال انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بين الكويت وأوزبكستان في غرفة التجارة والصناعة أنه جرى بالفعل البدء في شحن بعض المنتجات إلى الكويت، معرباً عن ثقته في أن تسهم الجهود المشتركة بين حكومتي البلدين في تطوير مسار تجاري مستدام عبر الكويت إلى أسواق مجلس التعاون الخليجي.

ورداً على سؤال حول دور أوزبكستان في دعم الأمن الغذائي الكويتي، أشار كودراتوف إلى أن بلاده تُعدّ من أكبر المنتجين العالميين للسلع الزراعية، وتحتل مراكز متقدّمة ضمن أفضل 10 دول عالمياً في إنتاج الفواكه، مثل الكرز والمشمش والبرقوق والتين.

وذكر أن التعاون يمكن أن يتم عبر مسارين رئيسيين، الأول في التوريد المباشر للشركات والمستوردين الكويتيين، أو في إقامة مشروعات إنتاج زراعي مشتركة داخل أوزبكستان لزراعة المحاصيل المطلوبة في السوق الكويتي وتوريدها بشكل منتظم.

وأضاف أن القدرات الزراعية الأوزبكية تشمل أيضاً الخضراوات وإنتاج اللحوم، ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون في هذا القطاع الحيوي.

وأكد أن أوزبكستان تمتلك منظومة تشريعية متكاملة تحمي الاستثمار الأجنبي، تشمل: قوانين استثمار متوافقة مع المعايير الدولية، وتشريعات خاصة بالمناطق الاقتصادية، إضافة إلى أطر قانونية واضحة للشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).

وشدّد على أن القوانين تضمن حماية كاملة لحقوق المستثمرين، حيث لا تخضع الأصول لأي شكل من أشكال المصادرة أو التأميم، مع وجود ضمانات لتحويل الأرباح، وحرية تحويل العملة، وكافة المبادئ الأساسية لحماية الاستثمار.

وأشار إلى أن أوزبكستان تستضيف حالياً أكثر من 18 ألف شركة أجنبية، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في بيئة الأعمال، مؤكداً أن هذا العدد يشهد نمواً متسارعاً سنوياً.

وأوضح كودراتوف أن أوزبكستان نجحت في استقطاب استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة النظيفة من أوروبا ودول الخليج، مشيراً إلى شراكات قائمة مع شركات بارزة مثل أكوا باور السعودية ومصدر الإماراتية، فيما لاتزال هناك فرص واعدة للشركات الكويتية لدخول القطاع الحيوي.

اللجنة المشتركة

من جانبه، قال مساعد المدير العام في غرفة التجارة والصناعة، فراس العودة، إن انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة يعكس عمق العلاقات الثنائية، والتي تأسّست على سنوات طويلة من الصداقة والثقة المتبادلة، إلى جانب التطلعات المشتركة لتحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي.

وأوضح العودة، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت خلال العقد الماضي نمواً إيجابياً ومستقراً، حيث سجل التبادل التجاري الثنائي توسّعاً تدريجياً خلال الفترة من 2014 إلى 2023، ما يعكس الإمكانات الكبيرة غير المستغلة في التعاون الاقتصادي المشترك.

وأشار إلى أن الوفد الأوزبكي يضم نخبة من الشركات الرائدة في قطاعات حيوية، توفر فرصاً واعدة للتعاون والشراكة مع القطاع الخاص الكويتي.

وأكد العودة تطلع الغرفة إلى تعزيز أطر التعاون الاقتصادي، معرباً عن ثقته بأن الاجتماعات والمباحثات التي تعقد ضمن أعمال اللجنة ستسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون، وتأسيس شراكات مستدامة تعود بالنفع على اقتصادي البلدين.

دعوة إلى «أوزبكستان»

عبر «الجزيرة»

دعا كودراتوف المستثمرين الكويتيين إلى زيارة أوزبكستان، مشيراً إلى أن هناك 4 رحالات جوية أسبوعية بين البلدين عبر شركة «طيران الجزيرة»، كما أن مدة الرحلة لا تتجاوز 3 ساعات.

وأوضح أن القوانين تسمح للمستثمر الأجنبي بامتلاك المشروع بنسبة 100 % دون أي قيود، مع حرية الدخول في شراكات أو مشاريع مشتركة في حال الرغبة بذلك، بما في ذلك الشراكة مع شركات حكومية.

وأكد أن وزارة الاستثمار الأوزبكية مستعدة لتقديم الدعم الكامل وتسهيل التواصل مع الشركاء المناسبين، مشيراً إلى وجود مسؤول اقتصادي تابع للوزارة مقيم في الكويت، يمكنه تقديم الدعم الفني والربط المباشر مع الجهات المختصة في أوزبكستان.

وأشار إلى أن الشركات الأوزبكية مهتمة بالاستثمار في الكويت، لاسيما في قطاع النسيج، والصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية، ومراكز التوزيع، معرباً عن التفاؤل بتطوير شراكة إستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.