تمتلك جمهورية مصر العربية سلسلة طويلة من المتاحف ليس في القاهرة فقط بل في المحافظات كافة، تبعاً لطبيعة كل محافظة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
ولقد تابع العالم أخيراً حضور الكثير من ملوك ورؤساء العالم افتتاح متحف مصر الكبير الذي كانت ليلة افتتاحه تظاهرة ثقافية أدهشت العالم، ولقد تمت مراعاة التقنيات الحديثة، وآخر الأفكار المتبعة في تشييد المتاحف على مستوى العالم.
وشهد حفل الافتتاح حضوراً متميزاً لكوكبة من الأكاديميين والإعلاميين والفنانين المصريين الذين يمثلون نخبة المجتمع المصري، كما أن شخصيات ثقافية عالمية حضرت حفل الافتتاح عكس قدرة جمهورية مصر العربية على تنظيم تلك التظاهرة الثقافية العالمية لأنها تمتلك خبرة تراكمية في تنظيم الفعاليات العالمية.
ويأتي هذا المتحف ليكون إضافة غير معهودة إلى بقية متاحف جمهورية مصر العربية، حيث إنه تفوّق على الكثير من المتاحف العالمية نظراً لأنه اتبع آخر التقنيات المتبعة ببناء المتاحف الحديثة.
وبعد فترة معينة سمحت الدولة بزيارة المتحف فكان هناك إقبال كبير من قبل المواطنين والعرب والسياح الأجانب الذين حرصوا على معرفة عناصر المتحف الكبير الذي بحاجة إلى وقت طويل للتعرّف على مكوناته.
ومثلما كانت مصر أهم دولة سياحية في الشرق الأوسط فإن معدل السياحة سوف يزداد تدريجياً خاصة من قبل الأوروبيين الذين يعشقون الآثار المصرية.
إن الموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به جمهورية مصر العربية يجعلها محطة مهمة كونها تقع في قارة أفريقيا قريبة من آسيا، وتقابل قارة أوروبا، ناهيك عن التاريخ والمكانة المرموقة التي تتمتع بها عبر عقود من الزمن متى ما تحدثنا عن العلاقات السياسية المعاصرة بينها وبين دول أوروبا بعد دول آسيا وأفريقيا، كما أنها كانت ومازالت محور الحلول الدبلوماسية.
وأتمنى أن يتم تطوير دخول الأماكن السياحية لغير المصريين بأن تكون بأسعار معقولة، حيث إن بعض الأجانب عبّروا عن امتعاضهم كون سعر دخول المتحف مبالغاً فيه مقارنة بالمواطن المصري، بينما رأى البعض الآخر أنه مرتفع نسبياً لكن لا بأس به كون المتحف متطوراً وحديثاً وكلّف الحكومة المصرية مليارات من الدولارات على مستوى المبنى والبنية التحتية والخدمات.
ولقد كانت هناك تغطية إعلامية مصرية وعربية وعالمية حول هذا الحدث الثقافي العالمي يجب أن يتم اقتناص الفرصة ليكون ضمن تعاون مع المؤسسات الثقافية والمجلات والقنوات التلفزيونية العالمية التي تُعنى بالنتاج الثقافي العالمي ليمتد إلى منح الفرصة لتصوير بعض الأفلام العالمية التي تضم أحداثها بعض المشاهد في مقر المتحف ليمتد إلى الدور المنتظر من قبل رئيس اليونسكو الحالي الدكتور خالد العناني، الذي تولى المنصب كمدير عام لليونسكو في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، وهو أول مدير عربي للمنظمة التي تتبع الأمم المتحدة وهي تُعنى بالتربية والعلم والثقافة، وبالتالي فإن مصر سوف تكون على رأس الأولويات لتشهد سلسلة طويلة من الأنشطة الثقافية التي تتناسب مع مكانة مصر المرموقة.
إن الإنجازات الثقافية لجمهورية مصر العربية السابقة وكذلك المتحف الكبير تضاف إلى رصيد مصر التي كانت ومازالت تمتلك عناصر ثقافية وفنية ومبدعين لتكون قِبلة لما يُسمى السياحة الثقافية.