شعبٌ عاش على النضال وهو يدافع عن أرضه وكيانه بكل ما أُوتي من قوة.
يتقاطر أهلهُ صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء، كهولاً وشباباً، من أجل الدفاع عنه وحماية أرضه، وهم يجدّون الخُطى ليصدوا أناساً لا يعرفون للإنسانية سمة ولا يوجد في قلوبهم للرحمة مكان، يتمسكون بالحق ويبذلون كل شيء من أجل إسقاط الباطل والقضاء عليه.
لا يهمهم في ذلك أزيز طائرات العدو وقنابله وأصوات دباباته وصنوف العتاد العسكري.
كل هذا لا يثني من عزيمتهم شيئاً، إنما يزيدهم قوة ويدفعهم إصراراً على مواصلة القتال لصد العدو والقضاء على فلوله.
مهما ضخمت فهي صغيرة في أعينهم، لأن نور البطولة يسري في قلوبهم، ولا تنظر أعينهم إلا على أنماط كثيرة من التحدي للقضاء على العدو الآثم، ومن أجل مؤازرة هذا الشعب المناضل جعلت المنظمة الأممية التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
هذه المناسبة التي تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة بناءً على قرار الجمعية العامة رقم (408/ 32) في ديسمبر 1977، وهو احتفال رسمي في ذكرى صدور قرار الجمعية العامة رقم (181 - د - 2)، في 29 نوفمبر 1947 الذي ينص على تقسيم فلسطين.
تشكل مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة أمام الفلسطينيين للفت انتباه المجتمع الدولي وتثقيف الجمهور على حقيقة القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل على الرغم من مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة وحشد الإرادة السياسية والموارد العالمية للوصول إلى حد تقرير المصير أُسوة ببقية شعوب الأرض.
ولا يزال الفلسطينيون يناضلون ويبذلون أرواحهم من أجل تحرير أراضيهم من براثن العدو الصهيوني الآثم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعدوا عنها.
في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يخفق كل قلب غيور في حب فلسطين ويناصر أبناء الشعب الفلسطيني ويقدم كل ما يملك من أجل دحر العدو الغاشم واستبداد الأرض المغتصبة.
تحية للأبطال الذين ضحوا من أجل وطنهم وقدّموا كل ما يمتلكون حتى يدحروا فلول الصهاينة وألا تدنس أرجلهم أرض بيت المقدس الشريف.
قُمْ إلى الأبطال نلمسْ جرحهم
لمسة تسبحُ بالطيب يدانا
قم نجع يوماً من العمر لهم
هبْهُ صوم الفصح.. هبهُ رمضانا
إنما الحق الذي ماتوا له
حقنا.. نمشي إليه أين كانا
عاشت فلسطين أبيّة
وعاش أهلها الأحرار
ولتكن هلالاً ينثر الحرية
والكرامة والإباء