البنون زينة الحياة الدنيا، تطمئن قلوب آبائهم وأمهاتهم بهم، وكثيرٌ من الأمثلة في الأدب العربي تحكي قصص الآباء مع أبنائهم، فهذه الأعرابية التي ترقص ابنتها تقول:

يا حبذا ريح الولد

مثل الخزامى في البلد

أهكذا كل ولد؟!

أم لم يلد مثلي أحد؟

يقولون إن أحدهم فقد ولده فأنشد يقول:

ولي كبدٌ مشطورة بيد الردى

فتحت الثرى شطرٌ وفوق الثرى شطر

ابن عبد ربه الأندلسي فقد ابنه الأوسط فأنشد يقول:

وأولادنا مثل الجوارح أيها

فقدناه كان الفاجع البين الفقد

هل العين بعد السمع تغني مكانه؟!

أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي؟!

يقولون: إن أحدهم لم يرزق من زوجته بنين، فقرر أن يتزوج أخرى، فوقفت زوجته الأولى ترقص ابنتها بقولها:

مال أبي حمزة لا يأتينا؟

ويسكن البيت الذي يلينا

حزنان ألا نلد البنينا؟!

ولم يكن ذلك في أيدينا

يقولون: إن أُمّاً هرب منها ولدها ولم يكن على الجَمال بدرجة فسألت عنه جماعة جالسين في قارعة الطريق: هل مر عليكم صبيٌّ مثل الدُنينير؟

قالوا: لم يمر علينا أحدا يتمتع بهذه الصفات إنما بعكسها.

قالت: هذا هو ولدي في نظري مثل الدُنينير.

أحدهم فقد ولده فقرر ألا يخرج من البيت كي لا يكنيه أحد بولده، وبعد فترة قرر الخروج من المنزل فلقيهُ أحد أصدقائه مرحباً به فكناه بولده فأنشد يقول:

كيف السلو وكيف أنسى ذكرهُ؟

وإذا دعيت فإنما ادعى به

وخر صريعاً.

هكذا موقع الأبناء في قلوب آبائهم وأمهاتهم، وكذلك موقع الآباء والأمهات كبير في قلوب أبنائهم.

فهذا الشاعر السوري المعروف عدنان مردم، ينشد بحق والده، ويقول:

أبي

أرى الأيام تبسم لي

بقربك حين تبتسم

وتعذب عندي البلوى

ويحلو المر والسقم

يهون الخطب والإملا

ق في لقياك والعدمُ

وتسطع بالرؤى دنيا

ي ضاحكة وتنتظم

وكيف أخاف جائحة

وأنت الحصن والحرمُ

متع الله الكريم الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، وكذلك الأمهات والآباء بأبنائهم لما لهم من أثر في قلوبهم، فهم يحسون بالنجاح إذا نجحوا وبالتألق إذا تألقوا.

ونحن اليوم أمام مجتهدة اجتهدت فأخلصت وأدت وأبدعت هي دكتورة الغد، حور بشار.

نتمنى لها النجاح في طريقها حتى تحقق ما تتمناه وتصبح مع الذين يحاربون المرض كي يجعلوا من الحياة بحبوحة من الراحة خالية من كل سقم وبلاء، ولا يسعني إلا أن أقول لابنتي حور:

أملٌ أنتِ يا حور

فاجتهدي نحو النور

الوقت مملوء نور

حقيقة يا حور

عاشت الكويت وعاش أبناؤها الذين يجدون من أجل إسعادها كي تكون سفينة تمخر بحار الدنيا بالخير والنعمة والازدهار.