مسيرة طويلة حملها الآباء والأجداد من أجل النهوض بالوطن وتألقه بين الأمم فجابوا البحار وتحمّلوا الأهوال من أجل رفعة هذا الوطن وتألقه وازدهاره لكي يكون نجمة في سماء التقدم والازدهار.

ونحن في مناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام نقول:

ما أجملك أيها الوطن

وما أحلى رجالك الذين دافعوا

عن ترابك العزيز

كلما حلت محنة انتفض الجميع

فها هم أبناؤك ينشدون جميعاً في أزمة قاسم العراق، فيقولون لأميرهم الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيّب الله ثراه

يا بوسالم عطنا سلاح

احنا نقاتل وأنت ارتاح

هؤلاء أبناء الوطن... كم دافعوا عن تربة أمهم الكويت؟

فقدموا دماءهم من أجلها، حيث اقتادوهم أيام العدوان العراقي الآثم على أرض الوطن إلى بيوتهم حيث استبشر الأهلون بقدوم أبنائهم، وقال أهل الفجور والطغيان لأهليهم أتونا بشراب يحبه أبناؤكم فبدل من أن يسقوهم هذا الشراب أطلقوا عليهم النار فأردوهم صرعى على أعتاب منازلهم.

قست القلوب فلم تمل لهداية

تباً لهاتيك القلوب القاسية

وتواصل هذه الديرة العزيزة جهودها تجاه كبار السن، فهي تطور خدمات الرعاية وتوسع الشراكات مع اعتماد مبادرات مبتكرة تواكب مسارات التنمية المستدامة في رعايتهم وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتحسين جودة حياة المسنين مع رؤية الكويت 2035، والتكامل مع الإستراتيجية العربية لكبار السن وتعزيز التوجهات المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي.

فهذه الديرة الطيبة لم تدّخر جهداً في تعزيز مكانة كبار السن سواء من خلال القوانين والتشريعات التي تكفل لهم الحماية والكرامة أو البرامج والخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع شركائها من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للاحتفاء بقدرهم ومكانتهم.

إن رعاية المسنين ليست مسؤولية حكومية فحسب، بل هي واجب وطني ومجتمعي لرد الجميل لجيل أفنى عمره في خدمة الوطن والأسرة.

إنهم بركة البيوت وتاريخ الأوطان ومن واجب المجتمع أن يوفر لهم رعاية شاملة تضمن لهم حياة صحية آمنة وكرامة مصونة ومشاركة مجتمعية فاعلة.

هذا ما صرّحت به الدكتورة / أمثال الحويلة، وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة.

نعم، إنهم شموع أنارت أفق الوطن ولم تزل آثارهم واضحة وجهودهم بينة وعطاءاتهم خلاقة ينهض الوطن بها ويتقدم على ضوء آثارها.

نعم، من الواجب أن تظل لهم المكانة التي تليق بهم وأن يحاطوا بالرعاية والاهتمام وفاءً لعطائهم وتجسيداً لروح التكافل الاجتماعي التي جُبل عليها أهل الكويت والتي جعلت من العمل الخيري سمة أصيلة في حياتهم اليومية.

وصدق الأديب المتألق الأستاذ أحمد مشاري العدواني، رحمه الله،

قالوا الكويت قلت ذاك كوكب

تهفو له النجوم حين تنظر

العز في ساحاته منابت

طابت مجانيها وطاب الشجر

أرض الجدود لا برحت للهوى

منازل يخطر فيها القمر

عشنا على ثراك يدعونا له

هوى على نفوسنا مقدّر

عمار يا أرض الجدود