تمر الشهر المقبل، ذكرى ميلاد الفنان سليمان الملا، اذ ولد في الكويت بتاريخ 30 نوفمبر من عام 1953، وتوفي في 20 يوليو عام 2022، وهو يجمع بين التلحين والغناء، كما أنه مثقف موسيقياً بصورة كبيرة وله بصمة مميزة في تاريخ الأغنية الكويتية رغم كثرة المبدعين وهو يجيد العزف على آلتي العود والكمان، كما أنه مؤلف موسيقي.

أحب الموسيقى منذ صغره، فتعلّم العزف على العود والكمان وتتلمذَ على يد موسيقي مصري كان في الكويت هو أحمد علي، الذي كان له الأثر الكبير في تطويره موسيقياً فبهر فرقة الإذاعة بعزفه على الكمان.

أنا أحب سليمان الملا، كملحن أكثر منه كمطرب، خصوصاً أنه منذ بدايته كملحن في السبعينات، قدّم لحناً ناجحاً للفنان المعتزل حمد سنان، وهي أغنية غريبة حققت نجاحاً كبيراً ثم تبعها بلحن رائع، ما زال نابضاً بين الشباب، وهي أغنية «فدوة لك» للمطرب عبدالمحسن المهنا، وتعد أفضل ألحانه على الإطلاق.

إلا أن له ألحاناً جميلة أخرى، مثل أغنية «لا تظلميني» للفنان فيصل عبدالله، ولغريد الشاطئ أغنية «طالعتني»، ولمصطفى أحمد عبر أغنية «علامك»، ولعباس البدري أغنية «لا تردين»، وللفنانة رباب التي غنت له أغنية «هنيالك»، وكذلك أغنية «اسكت ولا كلمة» للفنان عبدالله الرويشد، وأغنية «شخبارك» للفنان محمد البناي، وأغنية «وطن النهار» للفنان عبدالكريم عبدالقادر، التي ما زالت تلقى صدى كبيراً رغم مرور أكثر من ربع قرن على ولادتها.

لم يكتفِ الملا، بالتلحين بل له أغنيات حققت نجاحاً مميزاً، مثل «وين أرضك» و«شتبي أكثر» و«جان زين»، وله أغنية رياضية لمناسبة اعتزال اللاعب الدولي فيصل الدخيل وأغنيات اخرى.

ينتمي الملا، إلى جيل انطلق في سبعينات القرن الماضي وهو بمثابة جسر فني بين الجيل الرواد والجيل الشباب، فقد قدم قوالب موسيقية أصيلة بإطار حديث، اذ يعد من أهم الملحنين الذين قاموا بتطوير الأغنية الكويتية عبر مراحل عدة، بدءاً بفرقة الإذاعة ثم بروز شركات الكاسيت ثم القنوات الفضائية والحفلات الغنائية، وبالتالي اكتسب مكانة مرموقة في مجال التلحين رغم كثرة وتميز الكثير من الأسماء المنافسة، إلا أنه استطاع أن يجد لنفسه مكاناً يشار إليه بالبنان من قبل النقاد والجمهور.

همسة:

كيف تنسى الكويت ابنها سليمان الملا ملحن «وطن النهار»...