هل نحن جادون في إيجاد البديل عن النفط؟ وماذا عن قطاع البتروكيماويات؟
هل نحن متأكدون من أن سعر البرميل سيرتفع عن نطاقه الحالي ليصل إلى 70 أو 80 أو 90 دولاراً؟ ولكن متى؟
وهل نحن متأكدون من أننا سنحافظ على معدل مُعين لمصاريفنا السنوية أو مصاريف الدولة مع تزايد عدد السكان
ومتطلباتنا المختلفة في كل المجالات، خصوصاً المتعلقة بالصحة والتربية، وفي التقنيات المختلفة لكي نواكب العالم.
المعدل الحالي لسعر البرميل الكويتي عند 65 دولاراً للبرميل، في حين أن السعر المطلوب بمعنى السعر التعادلي المطلوب لميزانية العام الحالي والذي ينتهي في مارس 2026، ما بين 92 - 93 دولاراً... والسعر في الميزانية الحالية عند 68 دولاراً، وهو أيضاً أقل من سعر النفط الكويتي في الأسواق العالمية عند 65 دولاراً.
وهذا المعدل المنخفض هو الأول منذ سنوات، أن يكون حتى سعر النفط في الأسواق العالمية أقل من سعر الموازنة.
الأسواق النفطية متخمة بالنفط، حيث تواصل دول منظمة «أوبك» أسلوبها، حتى لا تأكل دول من خارج المنظمة من حصص «أوبك+».
وما عسانا ان نعمل سوى التوجه إلى البنوك العالمية، التي ترحب بنا وتقرضنا. لكن علينا أيضاً أن نستغل هذه القروض والليونة في الاقتراض، لصالح مشاريع استثمارية تحقق لنا عوائد مالية وتخلق وظائف جديدة.
هل فكرنا مثلاً في تشكيل أو اعتماد لجنة من الخبراء لإيجاد البديل عن النفط؟ وماذا سيضرنا إن شاركنا في هيئات من المؤسسات المالية العالمية، أو حتى بداية، العقول الكويتية المحلية ومن المؤسسات المختلفة؟
البحث عن البديل ليس بالشيء المخيف لكنه عملي وفعّال حتى نتمكن من تأمين اقتصاد مالي قوي ومتماسك للأجيال المقبلة، وهي أمانة في أعناقنا.
قد يظل معنا النفط لسنوات أخرى، لكنه ليس الحل، بل بإيجاد موارد مالية أخرى، لنكتسب خبرات وتقنيات خارج النفط والمصافي ومحطات التوزيع، أو نحن فعلاً قد تشبعنا نفطاً ودخلنا في كل الأنشطة النفطية والبترولية؟
قد ينادي البعض، وهم من أفضل الكفاءات الكويتية خبرة في قطاع البتروكيماويات، بالتوجه الي صناعة البتروكيماويات! ولماذا مثلاً لا نستعمل اللقيم المحلي مثل مادة النافثا، المنتج البترولي من كل مصافينا محلياً وخارجياً، في صناعة البتروكيماويات، بدل بيعه إلى اليابان وكوريا الجنوبية؟ ولماذا مثلاً لا تتقدم مؤسسة البترول الكويتية باقتراح بانشاء شراكة مع الشركات التي تشتري اللقيم الكويتي لخلق شراكة في صناعة متميزة؟ وهل حاولنا مع شركات أجنبية أخرى، أوروبية مثلاً أو أميركية؟
هذا قد يكون الحل والمقترح الأسهل، لتطوير صناعة البتروكيماويات، كما بدأنا مثلاً مع النفط، من خلال إنشاء وبناء وتطوير مصافٍ، محلياً وخارجياً وتوسعنا لاحقاً في مشاركات خارجية وفي الدول المستهلكة للنفط الكويتي. والشيء نفسه في صناعة متقدمة تدر علينا، وتخلق وظائف.
قد يكون إيجاد البديل ليس الحل، لكن التوسع في مجال البتروكيماويات هو البديل الآخر، حيث نحن في الكويت لم نطور ولم نلمس قطاع البتروكيماويات، عدا عن أن لدينا مشاركات خارجية قد تكون مالية أكثر، تخلق وتطور لنا صناعة متقدمة، وهي أم الصناعات، لكن بمشاركات خارجية، سواء يابانية أو كورية أو من الشركات البتروكيماوية العملاقة، مثل «داو» أو «باسف» الشركة الكيميائية الألمانية، و«سابك» السعودية، وكذلك «اكسون موبيل» العملاقة.
السؤال إلى متى العزوف عن العمل والمشاركة في قطاع البتروكيماويات؟ ولماذا لا نستغل شركاتنا البتروكيماوية للعمل في الكويت وفي المجال نفسه، مع اللقيم المحلي الرخيص.
naftikuwaiti@yahoo.com