أعلن ملك إسبانيا فيليبي السادس خلال زيارته للقاهرة أخيراً، أن أزمة غزة الإنسانية لا تحتمل خصوصاً أن المنطقة تمر بظروف مأسوية. كما أن إسبانيا أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية رغم كل الظروف الصعبة. بل إنها طالبت بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني الذي بات معزولاً ومنبوذاً من قبل معظم دول العالم، حتى ان الدول التي مازالت تقف معه ارتفعت الكثير من الأصوات فيها، تندد بأفعاله الشنيعة.

وقامت مدريد بإلغاء التعامل التجاري عسكرياً مع إسرائيل، كما أن الساسة الإسبان انتقدوا إسرائيل بقوة. وتردد أن منتخب اسبانيا يلوح بأنه سينسحب من كأس العالم المقبلة التي تنظم في أميركا وكندا والمكسيك العام المقبل، إن تأهلت إسرائيل... وكتب الكثير من الإعلاميين والفنانين تعبيراً عن دعمهم لأهل غزة ضد ما يقوم به الجيش الاسرائيلي.

كانت معظم دول العالم تساند اسرائيل سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، بل انتفضت معظم دول العالم للتأكيد على تجديد الدعم للكيان الصهيوني بعد موقعة السابع من أكتوبر المجيدة عام 2023، حيث وقعت عملية «طوفان الأقصى»، فكانت ذريعة لاسرائيل، وهي ليست بحاجة لها، لتقوم بسلسلة من القتل والتفجير في قطاع غزة، وتجد نفسها تحارب العالم بأسره.

ومثلما هناك دول ساندت إسرائيل، فقد تحركت بعض الدول لدعم القضية الفلسطينية وفي مقدمها جنوب أفريقيا التي استطاعت تقديم إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية، بل إن المسلم زهران ممداني، الفائز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعمدة مدينة نيويورك، هدّد باعتقال بنيامين نتنياهو إن وصل الى نيويورك، رغم أن البيت الأبيض يدعم إسرائيل... وتلك مفارقة كبيرة.

ومع الوقت ووسط الأخبار التي ملأت وسائل الإعلام تبدل موقف الشارع العالمي بشكل عام، والأوروبي بشكل خاص، لدرجة أن منظمات يهودية ومسيحية وسياسيين وإعلاميين وفنانين ومثقفين، باتوا يجاهرون بانتقاد إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية مما أحرج أصحاب القرار السياسي في الدول المؤيدة لإسرائيل، فحدث تغير نسبي في بعض الدول ضد إسرائيل، ومن بينهم بعض الممثلين اليهود مثل الممثلة الاميركية هانا أينبين.

وانطلقت الدول بإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مثل فرنسا التي كانت تؤيد بقوة إسرائيل، بل إن إسبانيا هدّدت بأنها ستعيد تقييم مشاركتها من مهرجان يوروفيجن إن لم يتم استبعاد إسرائيل. كما قامت بخطوة جريئة اذ قامت بإلغاء صفقة أسلحة مع إسرائيل تصل إلى 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية مما شكّل ضغطاً كبيراً.

ولا ننسى أسطول الصمود العالمي، خصوصاً وأن المشاركين من إسبانيا والبرتغال ورومانيا وغيرها من بقية دول العالم، إضافة إلى بعض الدول العربية، كما أكد سيف أبوكشك عضو الفريق المشارك بالأسطول، ان الهدف هو كسر الحصار والدعوة لوقف التجويع ضد أهالي غزة.

من جانبه لم يتردد رئيس الأركان الإسرائيلي ايال زامير في مواجهة نتنياهو وفريق عمله، حين أعلن أنه يصعب هزيمة «حماس» عسكرياً وسياسياً حتى إذا قام جيش الكيان باحتلال غزة وتلك نقطة مهمة لأن الجيش الإسرائيلي لم يعد يمتلك ذريعة للحرب.

وقامت النروج، من جانبها، بالتبرع بعائدات مباراة التي كانت بينها وبين الفريق الإسرائيلي لمنظمة أطباء بلا حدود. وعندما أعلن الاتحاد النروجي لكرة القدم عن تلك المبادرة أغضب الكيان الإسرائيلي ومؤيديه حيث كانت تلك المباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

ورفض عمال ميناء جنوى الإيطالي تحميل إحدى البواخر بالأسلحة التي كانت ستصل الى إسرائيل، وذلك موقف قوي جداً من عمال يخاطرون بلقمة عيشهم من أجل موقف إنساني.

وعلى مسرح أرينا ويمبلي بالعاصمة البريطانية أقيم حفل خيري أخيراً تحت عنوان «معاً من أجل فلسطين» حضره الكثير من الفنانين مع بث مباشر عبر اليوتيوب، حيث شارك الموسيقي البريطاني الشهير بريان أينو عبر التصدي للمنتج المنفذ، وأكد أن هذا الحفل لمواجهة ما يجري في غزة. كما شارك في الحفل المخرج خالد زيادة والممثل البريطاني من أصول مصرية خالد عبدالله.

وأكدت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي بتصريح لقناة «سي ان ان» أنها تعرّضت لهجوم شخصي بسبب تقريرها عن الإبادة الجماعية في قطاع غزة

وكان آخر المنتصرين لغزة، رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي الذي أطلق حملة دولية للاعتراف بالإبادة الجماعية... وهناك الكثير من الدول التي وقفت مع الحق الفلسطيني مثل أيرلندا وبعض دول قارة أميركا الجنوبية.

والختام بما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش خلال لقاء مع مذيعة إسرائيلية «بأننا نحن الشعب الفلسطيني مشهورون جداً لأنكم أنتم أعداؤنا».

همسة:

الفن سلاح فعّال بوجه القمع الإنساني.