مدارس كثيرة في أرجاء هذه الديرة الحبيبة عشنا في عقد الخمسينات من القرن الماضي وكان الدوام المدرسي في تلك الحقبة من الزمن في اليوم على فترتين، وكان التلاميذ يواظبون على دوامهم في ايام الدراسة، وعلى ثلاث فترات دراسية، ويكون حضور التلاميذ من اول يوم في الفترة الدراسية حتى آخر يوم مهما كان موقع هذا اليوم من الاسبوع، واذا تغيب احدهم عن المدرسة فإن مندوب المدرسة يجوب السكك والبرايح والفرجان يسأل عن البيوت ويهتدي إلى بيت التلميذ الغائب فيخبر اسرته شفهيا بأن ولدكم لم يحضر اليوم.
ما أجملها من دقـــــة، وما احســـــــــنه مــــن عــــمل يــــــبرز اهتمام المجتمع بقيمة العلم ورعاية المتعلمين، ولكن في ايامنا الحاضرة فترات يكون فيها الدوام في المدارس مهلهلاً وكل ينهد على هــــواه فقبل العطـــــــلة الرســـــمية لمناسبة تبدأ الهدة، وبعـــــدها تـــستمر الهدة، وربما بعض الأسر المدرسية تطلب من أولياء الأمور ان يحضروا لإصطحاب ابنائهم نظرا لكــــــثرة الغــــياب وللاســـــــف الشــديد اطلعنا على احصائية لايام الدوام المدرسي عقب العيد الوطني المجيد وعيد التحرير المؤزر مفادها: ان نسبة حضور التلاميذ في المرحلة الابتدائية والمتوسطة 15 في المئة بينما نسبة الحضور في المدارس الثانوية صـــــــــفر في المئة.
احصائية خطيرة وتكون احصائيات مماثلة لها في ايام كثيرة من العام الدراسي ولو اصدرت وزارة التربية احصائية بغياب المعلمين وحضورهم في تلك الفترة لكان واقع المطلع عليها قد يكون مخيباً للآمال.
ترى من المسؤول عن هذه الظاهرة الخطيرة، وكيف يقطع التلاميذ ما يتأخر عنهم من حقائق وهل تلك الايام لم تكن محسوبة في تنفيذ خطة البرنامج المدرسي؟
عزيزي القارئ فترتان احداهما ذهبت:
كالربيع حل وطارا
ليت أيامه كنا طوالا
زمن نعيشه الآن عسى ان نقتبس فيه من شعاع الماضي وننحني للمربي ونقول:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي