يتعرّض مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لكرة القدم، البرتغالي روبن أموريم، لضغوطات غير مسبوقة، بعد أن كشفت الإحصاءات عن امتلاكه أسوأ نسبة فوز لمدرب في تاريخ النادي العريق منذ الحرب العالمية الثانية، ما يزيد من صعوبة فترته العصيبة مع «الشياطين الحمر».
وازدادت الأمور تعقيداً بعدما مُنِي مانشستر يونايتد بخسارة قاسية جديدة، الأحد الماضي، على يد الغريم مانشستر سيتي 0-3 في «دربي المدينة»، ضمن المرحلة الرابعة من الدوري الإنكليزي الممتاز، ليتراجع إلى المركز الـ 14 في الترتيب، وسط أداء باهت ونتائج مخيّبة للآمال.
ورغم إنفاق النادي أكثر من 220 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات الصيفية، لم ينجح أموريم في تحقيق التوازن داخل الفريق، حيث جمع 4 نقاط فقط من أول 4 مباريات في الدوري، وهي أسوأ بداية للفريق منذ موسم 1992–1993.
وأظهرت إحصاءات شبكة «أوبتا» أن نسبة الفوز التي حققها أموريم منذ توليه المسؤولية بلغت 36.2 في المئة فقط، وهي الأسوأ لأيّ مدرب قاد مانشستر يونايتد في 25 مباراة أو أكثر خلال آخر 80 عاماً.
وقد تفوّق عليه الهولندي إريك تن هاغ بنسبة فوز بلغت 54.7 في المئة، والأسكتلندي ديفيد مويس بنسبة 52.9 في المئة، وحتى الـ «سير»، الأسكتلندي أليكس فيرغوسون، «الأسطورة» التدريبية، حافظ على نسبة فوز وصلت إلى 59.7 في المئة خلال مسيرته الطويلة في «أولد ترافورد».
كذلك تفوّق عليه مدربون آخرون مثل الهولندي لويس فان غال، والنروجي أولي غونار سولسكاير، والألماني رالف رانغنيك، بينما كان أقرب سجل سيئ إلى نسبته يعود إلى ويلف ماكغينيس، الذي بلغت نسبة فوزه 36.3 في المئة خلال فترة تدريبه من 1969 إلى 1970.
ويزداد الوضع سوءاً عند النظر إلى أداء الفريق منذ وصول أموريم في نوفمبر الماضي، إذ حصد «يونايتد» 31 نقطة فقط من 31 مباراة، محقّقاً 8 انتصارات فقط، ليكون بذلك أسوأ نادٍ بين الفرق الـ17 التي حافظت على بقائها في الـ«بريمير ليغ» خلال تلك الفترة.
وفي الموسم الراهن، تعرّض الفريق لهزيمة مذلّة أمام غريمسبي تاون (درجة ثانية) في كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، واحتاج إلى ركلة جزاء في الدقيقة 97 ليتجاوز بيرنلي المتعثّر في الدوري، ما يعكس حجم التراجع.
ورغم كل هذه النتائج المخيّبة، يتمسّك أموريم بأسلوب لعبه الهجومي المعتمد على خطة 3-4-3، ويؤكد أنه لن يغيّر فلسفته إلّا إذا رغب هو في ذلك، إذ صرّح عقب الخسارة أمام «سيتي»: «هذا ليس رقماً يجب أن يرتبط باسم مانشستر يونايتد، لكنني لن أغيّر طريقتي. إن أرادوا التغيير، فليغيّروا الرجل».
ويرى أسطورة «الشياطين الحمر» واين روني، أن الفريق لا يشهد أيّ تقدّم مع أموريم.
وقال على قناة «بي بي سي»: «من الصعب أن نجلس هنا ونقول إننا نشهد تقدّماً، كانت هناك صورة رأيت فيها جماهير مانشستر يونايتد تغادر الملعب».
وأضاف روني: «منذ وصول أموريم، أنفق مانشستر يونايتد نحو 250 مليون جنيه إسترليني (نحو 289 مليون يورو) على التعاقدات الجديدة، وتخلّى عن معظم لاعبيه الذين يطلق عليهم التشكيلة السيئة، ومع ذلك، يبدو أن عدداً من مشاكل الموسم الماضي قد عادت».
وختم روني: «بعد العام الماضي الذي أُقيل فيه تن هاغ وتولى روبن المسؤولية، بدأنا نسمع عن أداء الفريق، وسيتغيّر الوضع، أعتقد أنه إذا كان المدرب صادقاً مع نفسه، فإن الوضع قد تدهور».