أدعو الخالق عز وجل، أن يمن بالشفاء العاجل على ابن الكويت البار الشاعر المبدع ثامر السيار، الذي تعرض لوعكة صحية منعته من التواصل مع الناس كعادته لأنه قريب جداً منهم.

ولد ثامر السيار في منطقة الوسط، وبالتحديد فريج بوناشي، حيث بنيت المباركية في تلك المنطقة، وقد درس في المباركية ثم انتقل إلى المرقاب.

وقد تعرف على بعض الطلبة الجدد، أبرزهم محمد السنعوسي، حيث كانت بدايتهما بالتمثيل... ولا أعرف لماذا لم يحترف التمثيل لأنني على ثقة من أنه كان سيحقق تميزاً ويصبح ممثلاً مرموقاً.

هناك محطات مهمة في مسيرة ثامر السيار، حيث إن له مشاركات مميزة في العديد من المجالات، منها التدريس، فقد كان معلماً مربياً للأجيال بعد أن درس في الكلية الصناعية، ثم سافر في بعثة دراسية إلى بريطانيا ليعود للعمل في قطاع الحكومة، لكن سرعان ما تركها من أجل التفرغ للعمل الحر حيث التجارة بالعقارات، بل إنه ساهم في التطوير العقاري في الكويت.

وكانت هناك الأندية الصيفية القادرة على التعامل مع مختلف هوايات الشباب المختلفة، فقدم مع السنعوسي الكثير من التمثيليات، وكانا يقومان معا بالتأليف إلى جانب التمثيل منها «شنكحاوي وزعبلاوي» التي كتبها أحد المدرسين فقدمها في المخيم الكشفي وكانت تمثيليات ذات رسالة إيجابية إلى المجتمع، ثم قدما معاً «أنا السنعوسي أنا السيار».

وكان السيار مميزاً بين أبناء جيله منذ صغره لانه متعدّد الأنشطة، فانضم إلى الكشافة مع الإعلامي الراحل محمد السنعوسي وقدما معاً الكثير من العروض التي تتناول القضايا الاجتماعية بإطار كوميدي.

وجاءت شهرته محلياً وخليجياً من خلال قيامه بتأليف وتلحينه لمونولوج «شيلي قشك» الذي قام بأدائه الإعلامي محمد الويس وما زال محفوراً في ذاكرة الفن الكويتي، جيلاً بعد جيل...

ولعل أبرز ما تميز به هذا المنولوج، هو أن القصة بسيطة لا تخلو من الطرافة، حيث تحدث عنها عندما استضافه تلميذه الإعلامي المخرج الشاعر بدر بورسلي في برنامج «مرني» على قناة «الراي».

فقال «كنت في زيارة الى القاهرة، وقررت التطفل على التلحين الى جانب التأليف فتعلمت العزف على العود وعرفت المقامات الموسيقية، فكتبت ولحّنت منولوج «شيلي قشك»عام 1963، وعرضته على الإعلامي الفنان محمد الويس الذي حقق شهرة كبيرة في غناء وأداء المنولوجات... فكان ذلك».

وكتب السيار الكثير من كتب التراث خصوصاً سلسلة تحمل اسم «غطاوي» أي الفوازير، كما يطلق عليها في الوطن العربي، حيث صدر له 17 كتاباً تعنى، بالتراث الشعبي، وهي معجونة بالبيئة الكويتية، وتشير الى أصالة الشعب الكويتي، منها أن أهل الكويت يعشقون الأسماك فكتب السيار عن سمك الصبور المشوي في موسمه:

بالبحر أسبح فضية

يا زيني ان صرت بلية

يحبوني خنينة محشية

مع المشخول ومشوية

وكان يقف وراء فكرة إحياء ذكرى الغوص في النادي البحري بدءاً من عام 1968 التي نالت دعم القيادة السياسية، وكان وراء تطور نشاط النادي البحري في الكويت لعقود من الزمن.

وهناك من لا يعرف أنه منح مجتمعه خدماته في العمل التعاوني بعد أن نال ثقة أهل منطقته، إذ إنّه كان عضو مجلس إدارة ثم رئيس جمعية القادسية التعاونية لسنوات عدة.

أتمنى من وزارة الإعلام تكريم المبدع ثامر السيار. كما اتمنى له الشفاء العاجل، فهو أيقونة كويتية معجونة بحب الوطن وبكل ما هو كويتي أصيل.

همسة:

يترك المبدع الحقيقي بصمة لا يمكن محوها...