في واحدة من أكثر الفترات ازدحاماً مع عودة زوار «الأربعينية» القادمين من العراق، بدت حركة الدخول والخروج عبر منفذ العبدلي نشطة على نحو غير اعتيادي.

استعدادات أمنية ولوجستية مكثفة، وخطط متكاملة وضعتها وزارة الداخلية بتوجيهات مباشرة من رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، لتأمين تدفق المسافرين وتسهيل إجراءاتهم وسط الارتفاع الملحوظ في أعداد العابرين.

وتابعت «الراي» خلال زيارة ميدانية إلى المنفذ، عن كثب، تفاصيل المشهد على الأرض، للوقوف على تفاصيل الخطط الأمنية المتكاملة.

العقيد وليد العازمي، مدير إدارة المنفذ، شدّد في حديثه لـ«الراي» على أن العبدلي، بصفته المنفذ البري الوحيد الرابط بين الكويت والعراق، يفرض تحديات متزايدة تستدعي رفع الجاهزية الأمنية والخدمية، مؤكداً أن التعاون بين قطاعات الداخلية والجهات المعنية مكّن من تطوير البنية التحتية وتوفير خدمات نوعية تضمن راحة وسلامة العابرين.

التفاصيل في الأسطر التالية:

أكد مدير إدارة منفذ العبدلي العقيد وليد العازمي، أنّه بناءً على توجيهات وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ووكيل وزارة الداخلية بالتكليف اللواء علي العدواني، ورئيس قطاع المنافذ العميد عاطف الحبشي، تم إعداد خطة متكاملة لتعزيز مستوى الحماية وتقديم الدعم الكامل للمسافرين عبر المنافذ البرية، مع العمل على تذليل جميع العقبات ورفع درجة الجاهزية الأمنية لمواكبة تزايد حركة العبور، خصوصاً مع بدء استقبال المنفذ لأفواج المسافرين القادمين من العراق بعد مشاركتهم في «زيارة الأربعينية»، خلال الفترة من 25 يوليو الماضي حتى 14 أغسطس الجاري.

وقال العقيد العازمي، لـ«الراي» خلال التواجد في منفذ العبدلي، صباح أمس السبت، إن المنفذ، بصفته الشريان البري الوحيد الذي يربط الكويت بالعراق، يشهد حركة نشطة على مدار العام سواء في الدخول أو المغادرة، ما استدعى تعزيز الجهود وتطوير البنية التحتية بالتعاون مع الجهات المعنية.

وكشف عن أنه تم إنشاء وتفعيل عدد من الكبائن، إلى جانب تخصيص ثلاثة مسارات للمغادرة وثلاثة للدخول، كما جرى تجهيز صالة الجوازات في جانبي المغادرة والوصول، حيث تضم صالة المغادرة 10 كاونترات مخصصة لختم الجوازات، فيما تضم صالة الدخول 8 كاونترات، إضافة إلى كاونتر مخصص للتأشيرات الخاصة، وصالة تشريفات لكبار الضيوف وحاملي الجوازات الدبلوماسية.

ممر خاص

وبيّن العقيد العازمي، أنه تم إنشاء ممر خاص للمشاة عند دخول البلاد عبر منفذ «عبدلي 2» لحماية المسافرين من حركة المركبات، فضلاً عن تخصيص صالة انتظار تتسع لنحو 1500 شخص، مجهّزة بجميع الخدمات الأساسية، ومُصلّى منفصل للرجال والنساء بالقرب منها، كما أُنشئت مظلات مزوّدة بأنظمة تبريد ورذاذ مياه لتخفيف حرارة الأجواء على المسافرين.

وأشار العازمي، إلى أنه تم كذلك توفير عربات خاصة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لنقلهم من البوابة وإيصالهم إلى الحافلات المخصصة التي تُقلّهم إلى مركباتهم بعد استكمال إجراءات التفتيش وختم الجوازات.

تنسيق

وقال العقيد العازمي، إنه تم التنسيق مع قطاعات الأمن العام والنجدة والمباحث، لتأمين وحماية مركبات المسافرين من أي محاولات سرقة، إذ يقوم بعض المسافرين بإيقاف مركباتهم قبل الدخول إلى منفذ العبدلي.

وأضاف أنه تم تجهيز خيمة كبيرة تتسع لنحو 2500 مسافر، إلى جانب توفير 70 حافلة تعمل على مدار الساعة لنقل المسافرين.

وأوضح أن ذلك جاء ثمرة تعاون مميز بين وزارة الداخلية، ممثلة بقطاع المنافذ ـ منفذ العبدلي، وشركة النقل العام، حيث جرى تخصيص 70 حافلة خلال فترة «زيارة الأربعين»، على أن تعود الإجراءات بعد ذلك إلى الوضع المعتاد بتسيير 10 حافلات فقط.

وأشار إلى وجود تنسيق مستمر مع مختلف الجهات العاملة في المنفذ، وتعاون كامل لإنجاح خطة خدمة المسافرين خلال فترة الزيارة، ولتذليل العقبات أمامهم.

كما لفت إلى أنه تم وضع آلية مشتركة بين منفذي النويصيب والعبدلي، عبر المسؤولين في الجانبين، لمتابعة أعداد الحملات والباصات الخليجية المتجهة من النويصيب إلى العبدلي وبالعكس، بما يتيح معرفة الأعداد مسبقاً واتخاذ الاستعدادات اللازمة قبل وصولها.

الإحصائية

وقال العقيد العازمي، إنّ الإحصائية الرسمية للمغادرين من المواطنين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي وجنسيات أخرى عبر منفذ العبدلي خلال فترة زيارة الأربعين، بلغت 78740 مسافراً من مختلف الجنسيات، حيث بلغ عدد المغادرين من الكويتيين 9110 مسافرين، فيما بلغ عدد المغادرين من الجنسيات الأخرى 69630 مسافراً.

ولفت إلى أنّ إجمالي عدد المسافرين منذ بداية العام الجاري وحتى أمس السبت، دخولاً ومغادرة عبر منفذ العبدلي، وصل إلى 511628 مسافراً، منهم 62424 من المواطنين الكويتيين، و449204 من الجنسيات الأخرى.

«البيومترية» كشفت مطلوبين ومزوّرين

- 100 حالة منع دخول... غالبيتهم مبعدون حاولوا العودة بجوازات مختلفة

شدد العقيد العازمي، على أن جميع القادمين الخليجيين عبر منفذ النويصيب يتم أخذ بصمتهم البيومترية عند الدخول، بما يمكّنهم لاحقاً من المغادرة عبر منفذ العبدلي بكل سهولة، في حين لا يُسمح للمقيمين في البلاد بالمغادرة إلا بعد استكمال إجراءات أخذ البصمة، وكذلك الحال بالنسبة للقادمين.

وذكر أنّ تطبيق نظام البصمة البيومترية كان له دور محوري في الكشف عن المطلوبين والمتهمين، سواء عند المغادرة أو الوصول، حيث تمكنت إدارة الجوازات في المنفذ من ضبط نحو 40 شخصاً من مختلف الجنسيات، بسبب وجود قضايا جنائية وجنح، إضافة إلى مطلوبين للشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول».

وأوضح أنه رغم الكثافة الكبيرة في أعداد المسافرين خلال هذه الفترة، فقد ساهمت البصمة البيومترية في ضبط مبعدين حاولوا دخول البلاد مستخدمين سمات دخول مختلفة وجوازات سفر بديلة، وقد تم رصد نحو 100 حالة منع دخول، غالبيتهم من المبعدين عن الكويت سابقاً، بينهم أشخاص مضى على إبعادهم أكثر من 30 عاماً، كانوا يحملون جوازات أوروبية بعد أن سبق إبعادهم بجوازات أخرى، إلا أن نظام البصمة البيومترية تمكن من كشف محاولاتهم وإيقاف دخولهم.

قاعات مكيّفة ومُجهّزة

بيّن العقيد وليد العازمي، أنّه ضمن حزمة التسهيلات والدعم اللوجستي المقدمة للمسافرين، تم التنسيق مع شركة النقل العام لتوفير قاعة مكيّفة لاستراحة المسافرين أثناء المغادرة أو الوصول، مزوّدة بالمشروبات الباردة والساخنة، كما جرى تجهيز قاعتين إضافيتين في جهة الجمارك مزوّدتين بأجهزة التفتيش، بحيث يتم فحص الأمتعة اليدوية بعيداً عن الحرّ.

ساحة لـ 50 ألف مركبة

قال العقيد العازمي، أنّه بتعليمات مباشرة من الشيخ فهد اليوسف، وبالتعاون والتنسيق مع وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان، تم تخصيص أرض مجاورة لمنفذ العبدلي والعمل على تجهيزها، من خلال إعادة تسويتها وسفلتتها، مع وضع بوابات خاصة لعمليات الدخول والخروج.

وأوضح أن هذه الساحة تستوعب نحو 50 ألف مركبة للمسافرين الذين يقومون بإيقاف سياراتهم بجانب المنفذ، مشيراً إلى أن الموقع بات تحت إشراف قطاعات الأمن العام والنجدة والمرور لتأمينه وحمايته من السرقات ومن أصحاب النفوس الضعيفة.

تطوير متواصل

لاحظت «الراي»، خلال الجولة، أن المنفذ يتسم بتطوير مميز، عبر إنشاء مبانٍ وصالات جديدة للمسافرين، وتوفير مسارات وكاونترات جوازات تعمل بكامل طاقتها، لتسهيل حركة المسافرين، ناهيك عن التواجد الأمني الكثيف من مختلف الإدارات والوحدات، لتأمين وحماية المسافرين والتدقيق عليهم وتفتيشهم، من قبل الإدارة العامة للجمارك، لمنع دخول الممنوعات.

مسارات خاصة للحملات الخليجية

خصصت الجهات المعنية في منفذ العبدلي، مسارات خاصة للحملات الخليجية والمركبات، مع إجراء التدقيق والتفتيش عليها بشكل كامل.

أما الحافلات التابعة لشركة النقل العام، فلا تخضع للتفتيش على المركبة نفسها، ويقتصر التدقيق على تفتيش المسافرين وأمتعتهم، نظراً لأنها لا تتجه إلى الأراضي العراقية، ويقتصر دورها على نقل الركاب من منفذ العبدلي إلى نقاط أخرى داخل المنفذ، ثم نقل المسافرين القادمين.

كفاءة عالية

يعمل في منفذ العبدلي فريق متكامل من مختلف الجهات الحكومية على مدار الساعة، لضمان سير حركة المسافرين والبضائع بسلاسة وكفاءة عالية.

باقة ورد للإعلام الأمني

باقة ورد إلى الادارة العامة للعلاقات العامة والإعلام الأمني، ولمديرها العام العميد ناصر بوصليب، ومساعده العقيد يوسف مرشد، على تسهيل جولة «الراي» في المنفذ... بُوركت جهودكم.