بدأت محكمة الجنايات في مدينة ساري، شمال إيران، أولى جلسات محاكمة كلثوم أكبري، المتهمة بارتكاب سلسلة من جرائم القتل المتعمد طالت 11 من أزواجها خلال أكثر من عشرين عاماً، في واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة للذهول في البلاد، بحسب صحيفة «هفت صبح» الإيرانية.

التحقيقات كشفت أن المتهمة – البالغة من العمر نحو 60 عاماً – كانت تلجأ إلى أسلوب تسميم تدريجي عبر إذابة أدوية مختلفة في مشروبات الضحايا، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل بطيء، دون إثارة شكوك عائلاتهم. وكانت أكبري – بحسب ملف القضية – تقدم نفسها كامرأة حنونة، قبل أن تستحوذ على ممتلكات وأراضٍ ومهور بعد وفاة الأزواج.

قضية «أرملة الموت» خرجت إلى العلن في (سبتمبر 2023)، بعد وفاة غامضة لرجل مسن يُدعى عزیزالله بابايي، ما دفع أسرته إلى تقديم شكوى. لاحقا، قادت المصادفة إلى ظهور شاهد رئيسي نجا من محاولة قتل مماثلة على يد المتهمة، مما أدى إلى إعادة فتح ملفات قديمة وربطها ببعضها.

أكبري اعترفت خلال التحقيق بارتكاب جرائمها، وأُعيد تمثيل عدد منها ميدانيا بحضور الشرطة. وقد أُحيلت إلى المحاكمة بتهم تشمل 11 جريمة قتل عمد ومحاولة قتل فاشلة، وسط مطالبات من أسر الضحايا بتنفيذ القصاص.

عدد الشاكين في الملف تجاوز 45 شخصا، من بينهم أولياء دم وورثة ضحايا، بينما رفضت المحكمة مبدئيًا طلب فريق الدفاع بإحالة المتهمة للفحص النفسي، بعد أن ثبت استخدامها لأساليب معقدة لتجنب الكشف وتكرار الجريمة على مدى سنوات.

فيما عبّرت أسر الضحايا عن غضبها من تحويل القضية إلى مادة للسخرية في وسائل التواصل، مؤكدين أن ما جرى فاجعة حقيقية تستحق العدالة لا التندر.

هيئة المحكمة ستصدر حكمها في الجلسات المقبلة، وسط ترقّب واسع للرأي العام المحلي.