|كتب مدحت علام|
أحيت الزميلة الشاعرة سعدية مفرح مساء الأحد الماضي في جمعية الخريجين الأمسية التي نظمها نادي سيدات الأعمال والمهنيات - فرع الكويت، بالتعاون مع لجنة أوج الإبداعية، وأدارت الأمسية الأديبة هبة بوخمسين، وصاحب الأمسية عزف على العود للمبدع الفنان فيصل المغربي، وجاءت الأمسية تكريما للمفرح على مسيرتها الإبداعية والشعرية على مدى سنوات طويلة مضت.
في البداية، ألقت رئيسة النادي في الكويت مها البغلي كلمة عرفت فيها بالنادي وأهدافه، ثم طرحت مديرة الأمسية على الشاعرة سعدية مفرح بعض الأسئلة المتعلقة بالشعر، كي تؤكد مفرح في اجابتها عن أحد الأسئلة أن شعر النثر ربما لا يصلح للأمسيات مقارنة بشعر التفعيلة، وكذلك العمودي.
وأشارت مفرح إلى ان يوم الأمسية وهو الواحد والعشرون من مارس، يصادف الكثير من أعياد الربيع، ومنها عيد الأم، وعيد النوروز، وكذلك فهو يوافق عيد ميلادها، إلى جانب انه يصادف اليوم العالمي للشعر.
ثم قرأت للربيع قصيدة من ابداعات الشاعر الراحل محمود درويش عنوانها «ربيع سريع»، والتي يقول فيها:
مرّ الربيع سريعاً
مثل خاطرة
طارت من البال
قال الشاعر القلق
في البدء أعجبه إيقاعه
فمشى سطرا فسطرا
لعل الشكل ينبثق!
ثم ألقت قصيدة أخرى لمحمود درويش عن الحب الذي تصفه بأنه ربيع الشعراء الأول، وعنوانها «قاتل وبريء»، تلتها بقصيدة للشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف والتي يقول فيها: «أيها الشعر أنا لولاك يتيم».
وفي سياق عنوان الأمسية «حكاية الأوزة» أوضحت سعدية مفرح انها لا تحمل للجمهور - الذي جاء من أجل الاستمتاع بالأمسية - حكاية عن الأوزة، وبالتالي أشارت إلى ما قالته الشاعرة الأميركية اميلي ديكنسون: «الأصدقاء أوطان صغيرة»، كي تختلف مفرح في هذه الرؤية وترى ان «الأصدقاء أوطان كبيرة».
وقرأت مفرح آخر ما كتبت من شعر، وهي - كما تقول - قصيدة ناقصة لأنها مازالت في طور كتابتها، وبدت الشاعرة في هذه القصيدة أكثر انفتاحاً على الحكمة، وأكثر اقتراباً من رؤاها التي تكشف العديد من المضامين وتقول فيها:
هدهدتني القصيدة حتى بدايات موتي
وللموت حتى يحين فصولاً
تراوح بين الصعود وبين الهبوط اغتباطاً
وقالت كثيراً... كثيراً
وغابت طويلاً... طويلاً
وكانت بداية فصلي الأخير.
وفي حديثها عن ديوانها «مشية الأوزة» أوضحت مفرح أن العنوان جاء بالصدفة لمجموعة مكونة من ستة كتب شعرية، هي كل ما صدر لها من شعر، حتى صدر ذلك الكتاب، ولانها تنفر من صيغة الأعمال الكاملة، وبالتالي جمعتها في كتاب واحد، كي تصدر في كتاب واحد عنوانه مستمد من قصيدة تقول فيها:
في الطرق الجانبية وحدها
أحاول أن أكون
أمسد شعري
المختبي اضطراراً
أدس يدي اليمنى في جيبي
أمشي مشية الأوزة
ثم تطرقت مفرح إلى طفولتها ووجه الجدة، وتلال الذكريات، ثم استرجعت بعض القصائد النبطية التي سمعتها من الجدات البدويات، كما عرجت إلى قصائد لشاعرات عربيات في العصور القديمة كن يكتبن الشعر بسهولة ويسر، وبحرية غير موجودة في عصرنا الحالي.
ثم استرجعت ما تحتويه مكتبتها العامرة بالكتب من قصائد شعرية طارحة سؤالها: «هل كان كتابي الأول كتابا شعرياً؟»، لتجيب: «لا أتذكر على وجه الدقة، ولكنني أتوقعه كذلك».
ثم طرحت سؤالاً آخر: «لماذا الشعر؟» كي تجيب: «ربما لأنه كان حلاً بسيطاً وجميلاً وغير مكلف كثير من التعقيدات التي وجدتني أخوض خضمها منذ وقت مبكر دون أن أعي أسبابها».
كما تحدثت عن مزاجها في القراءة الذي كان يميل إلى كتب التراث، كما لم تستسغ الكتب التي كانت تفضلها صديقاتها كروايات إحسان عبدالقدوس، أو يوسف السباعي العاطفية، ولا حتى أشعار نزار قباني.
مؤكدة ان المتنبي هو الأول والأخير شعرا، وكذلك دواوين احمد شوقي وخليل مطران، والأخطل الصغير وغيرهم.
وتوقفت قليلا عند الشاعر فهد العسكر خصوصا عند قصيدته «كفى الملام» وقالت: «لم أعد أطيق أي قيود يمكن أن تحبس قصيدتي في اطارها»، وأضافت: «أريد أن أكون ذاتي دون أن أبدأ من الصفر».
ثم أشارت مفرح إلى الجانب المهني في حياتها والذي ينحصر في شارع الصحافة، منذ أكثر من عشرين سنة وحتى الآن، موضحة ان هذه الرحلة بدأت على يد الدكتور أحمد الربعي، رحمه
الله.
كما أبدت رأيها في الصحافة الثقافية بشكل عام، والذي تلخصه في أن الوضع في السابق ربما كان أفضل بقليل ليس على صعيد مستوى المادة المنشورة، ولكن على صعيد كميتها، خصوصا وان الصحافة الكويتية في الثمانينات بالذات اشتهرت بملاحقها الأدبية المتميزة.