الحياة سفر كبير تقلب صفحاته فيه عبر ومواعظ ودروس وافكار وفكر ليستخلص منها المبصرون افكارا تفيدهم في استبصار الحياة، وتعينهم على الوصول الى بغيتهم بحكمة وموعظة من احداث الماضي وافكار الراحلين، ومن الذين رحلوا الى بارئهم في الاسبوع الماضي هو الاستاذ عيدان مختار البلوشي الذي ابلى بلاء حسنا في اعماله وصبره.
اعماله كثيرة في مراحل تدريسه حيث عمل في مدارس متعددة في المرحلة الابتدائية فكان مجدا مخلصا، اتذكر استاذنا عيدان عندما كان طالبا متدربا بمدرسة «الرازي» الابتدائية وهو يعد لدروسه ويصمم تقنياته ويجتهد في توصيل حقائقه وهو طالب في مقتبل عمره.
اتذكره عندما كان ثاقب البصيرة بعيد النظر عندما ينقد زملاءه في دروس النقد في فترة التربية العملية، اتذكر فقيدنا الاستاذ عيدان مختار البلوشي عندما كان معلما وذلك في عقد الستينات من القرن الماضي كان مخلصا في عمله يجد الخطى في اختيار ايسر السبل في عملية التعليم والتعلم، ولكن امر الله حق وان الموت لا ريب فيه، وان الله يبعث من في القبور.
صدق ابو ماضي:
قالت وقد سلخ ابتسامتها الاسى
صدق الذي قال الحياة غرور
كذا نموت وتنتهي اعمالنا
في لحظة والى التراب نصير
وتموج ديدان الثرى في اكبد
كانت تموج بها المنى وتمور
ايها المربي الفاضل الذي فقدناه في الاسبوع الماضي انك حقا كنت مربيا مخلصا تستنبط الفكر وتأخذ بأيدي ابنائك الذين تعتبرهم ابناءك الحقيقيين فيؤلمك اذا كاد احدهم ان يخفق فتعينه على مواصلة الدرب بابتسامة حانية لم تغادر وجهك الكريم في جميع المواقف التربوية التي مررت بها في جميع المدارس التي عملت بها.
استاذنا عيدان انك صبرت في ادائك واعطيت حقائق ومعلومات ومهارات كي تعد المواطن الصالح، وكذلك صبرت في فترة مرضك فأثابك الله على الصابرين اجزل الثواب.
حقا رأيت خلان الوفا قد تفرقوا
فبين قتيل بالردى وفقيد
شربنا شرابا واحدا غير انهم
ثملوا به من قبلنا بقليل
اللهم بارك لاستاذنا عيدان في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى، واجعل القبر له بعد فراق الدنيا خير المنازل، واخلف على اهله واصدقائه واخوانه والاسرة التربوية في هذه الديرة الحبيبة بالصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي