في إطار تنفيذ توجيهات وزير التربية جلال الطبطبائي، وتأكيداً على التوجه نحو رفع كفاءة الأداء وترشيد الإنفاق، وجه الوزير إلى تطبيق خطة عمل شاملة استعداداً للعام الدراسي المقبل 2025 - 2026، تقوم على إعادة هيكلة فرق العمل الميدانية المكلفة بصيانة وتجهيز المباني المدرسية، ضمن الجهود الحثيثة التي من شأنها تأمين الجهوزية الكاملة، بما يضمن انطلاقة عام دراسي مستقر ومنظم، ويحقق في الوقت ذاته أفضل استثمار للموارد المالية والبشرية.
وذكرت الوزارة، في بيان، أنه انسجاماً مع هذا النهج، وبعد سلسلة اجتماعات بين وزير التربية والقيادات التربوية في شأن إعادة هيكلة عمل فرق الاستعداد للعام الدراسي لتكون أكثر فعالية، اعتمدت الوزارة هذا العام آلية جديدة وفق تصور أكثر كفاءة في تنظيم فرق الاستعداد للعام الدراسي، تمثلت في تشكيل 10 فرق ميدانية متخصصة تضم 100 مهندس وفني وإدارات مختصة، بالإضافة إلى فريق مركزي أساسي مكون من إدارات مختصة عدة في أعمال حصر احتياج وتجهيز وإعداد وتوفير متطلبات الإدارات المدرسية للعام الدراسي المقبل، مثل إدارة التوريدات والمخازن ونظم المعلومات والخدمات العامة. ويتولى التنسيق والمتابعة الوكيل المساعد لقطاع المنشآت التربوية والتخطيط محمد الخالدي، لتغطية ما يقارب 1000 مبنى مدرسي وإداري، على أن يستمر عمل تلك الفرق لمدة 3 أشهر كاملة، لتواصل مهامها بالتزامن مع مباشرة الإدارات المدرسية للعمل في بداية العام الدراسي المقبل.
وفرٌ مالي
وذكرت الوزارة أن توجيهات الوزير الطبطبائي، أسهمت في تحقيق وفر مالي كبير، إذ خفّضت ميزانية المكافآت لهذا البند من 1.1 مليون دينار كانت تُصرف سنوياً، على فرق موقتة تُشكّل قبل أسبوعين فقط، وتضم نحو 2000 موظف، إلى ميزانية لا تتجاوز 74250 ديناراً فقط، ولاسيما مع إطالة عمل اللجان المكلفة وتخصصها في التعرف على احتياجات الإدارات المدرسية بشكل يشمل أعمال الصيانة والاحتياجات الإدارية والخدمية، ما يعكس كفاءة في توظيف الموارد البشرية والمالية في الاستعداد المبكر للعام وفق منظومة عمل متكاملة تستثمر في الموارد بشكل مدروس ومستدام.
وفي خطوة رقابية نوعية، ذكرت وزارة التربية أن الوزير الطبطبائي، وجه في الوقت ذاته مكتب التفتيش والتدقيق التابع لمكتبه في مراجعة الأعمال المنفذة ميدانياً، من خلال زيارات تدقيقية مفاجئة، للتحقق من مطابقة ما تم تنفيذه فعلياً مع البيانات المرفوعة على البرنامج والتقارير المعتمدة، بهدف رفع كفاءة الإنجاز ومستوى جودة العمل وضمان الالتزام بالمعايير.
خطة مختلفة
وشددت الوزارة على أن خطة الاستعدادات هذا العام تختلف جذرياً عن الأعوام السابقة، حيث وجه الوزير إلى إشراك أهل الاختصاص من القطاعات المعنية من المهندسين في قطاع المنشآت، وإدارة الخدمات العامة والتوريدات والمخازن، بالإضافة إلى فرق التفتيش والتدقيق وفق منظومة عمل متكاملة ما يسهم في تلبية احتياجات الإدارات المدرسية بالإضافة إلى تفعيل أدوات الرقابة الحديثة، ما أسهم فعلياً في ترشيد المصروفات ومئات الآلاف من الدنانير التي كانت تُصرف سابقاً على لجان المناطق التعليمية، موضحة أن هذه الخطوة تُعد تحولاً نوعياً في آليات العمل داخل وزارة التربية، وتعكس توجهاً حقيقياً نحو ميكنة الإجراءات، وضمان استدامة المتابعة المباشرة من قبل القيادات التربوية.
كما أكدت الوزارة أن هذه الخطوة تعد نقلة نوعية في التخطيط المسبق والتنظيم المحكم، وتجسيداً حقيقياً لتوجه الوزير الطبطبائي نحو تقليص الهدر المالي، وتطوير كفاءة الأداء المؤسسي، وضمان جهوزية عالية للعام الدراسي القادم، وفق أفضل الممارسات الإدارية والهندسية.
توزيع المهام
وأوضحت وزارة التربية أن مهام فرق العمل تتوزع على عدد من الاختصاصات الأساسية، حيث تشمل متابعة سلامة كل المرافق التعليمية، والتنسيق مع الجهات الحكومية كوزارة الكهرباء والماء والمؤسسة العامة للرعاية السكنية، وتطوير برنامج إلكتروني خاص بتسجيل البلاغات وأعمال الصيانة، وكل الملاحظات الميدانية، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الأعمال من قبل الإدارات المختصة، والتأكد من جاهزية المباني، ومتطلبات الإدارات المدرسية وتقديم الدعم الفني لحل أي معوقات قد تطرأ مع بداية العام.
كما أوكلت إلى فرق العمل مهام تفصيلية، مثل الكشف على جميع المدارس والمباني التعليمية، ورصد الأعطال والمشاكل والتلفيات، وإدخال البيانات والملاحظات ضمن البرنامج الإلكتروني المعتمد للاستعدادات، وإخطار الجهات المختصة بالأعطال، فضلاً عن متابعة تنفيذ أعمال الصيانة (أجهزة التكييف، الكهرباء، الأعمال المدنية والميكانيكية)، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لتأمين البدائل والنواقص، ورفع تقارير دورية بالنتائج والتوصيات.
«بلّغ»... متابعة إلكترونية
وجه الطبطبائي إدارة نظم المعلومات بإعداد برنامج إلكتروني خاص لفرق العمل المكلفة بالاستعدادات، تحت اسم «بلّغ» لربط أعمالها إلكترونياً، ورصدها وتوثيقها ومتابعة الاستعدادات بشكل فوري ودقيق، بحيث يمكن من خلاله إدخال الملاحظات وفق قائمة مهام واضحة، وتسجيل نسب الإنجاز، ورصد المعوقات، وتوليد مؤشرات أداء واقعية تسهم في صنع القرار.
وحرص الوزير على أن يتيح برنامج «بلّغ» لوحة متابعة رقمية تفاعلية تُمكّنه من الاشراف على جميع التفاصيل التنفيذية لحظة بلحظة، والاطلاع المباشر على نسب الإنجاز، ومؤشرات الأداء وعدد البلاغات والمعوقات وتطور أعمال التنفيذ حسب قوائم المهام المدخل، لمتابعة عمل الفرق بشكل مباشر والوقوف على مستوى الإنجاز ومتابعة تقدم العمل ميدانياً.
100 موظف يستخدمون «بلّغ»
أشارت الوزارة إلى أن إدارة نظم المعلومات قد قامت بتدريب أكثر من 100 موظف من الفرق المكلفة على استخدام برنامج «بلّغ»، لضمان دقة المعلومات وجودة البيانات المدخلة، ما يعزز التكامل بين القطاعات المختلفة في الوزارة، ويسهم في متابعة تلبية الاحتياجات وفق قوائم المهام المدخلة لتسند لكل قطاع حسب اختصاصه.
مسح 900 مدرسة
أكدت وزارة التربية أن فرق العمل الميدانية أنهت المرحلة الأولى من المسح الميداني، حيث تمت تغطية ما يقارب 900 مبنى مدرسي في مختلف المناطق التعليمية، بهدف رصد الاحتياجات ووضع خطة عمل شاملة لتوفير النواقص، بناءً على قوائم المهام الموكلة لكل إدارة مختصة.
عام جديد أكثر كفاءة واستقراراً
جددت وزارة التربية التزامها بالحرص على تقديم عام دراسي جديد أكثر كفاءة واستقراراً، يؤسس لمرحلة تعليمية تركز على جودة الخدمات، وسلامة البيئة المدرسية، ويضمن حصول كل إدارة مدرسية على الدعم الكامل في الوقت المناسب، مثمنة الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق العمل الميدانية، والإدارات المختصة، في سبيل ضمان عام دراسي خالٍ من العقبات، وترسيخ ثقافة العمل المهني المستند إلى بيانات دقيقة ومتابعة شفافة.