لليوم الثالث على التوالي من التصعيد غير المسبوق بين البلدين، واصلت إسرائيل وإيران تبادل الضربات، مع توعد الدولة العبرية، طهران بدفع «ثمن باهظ جداً» لمقتل مدنيين إسرائيليين في ضربات صاروخية، بينما هددت طهران بضربات «أكثر شدة وحسماً» وأعلنت فتح المساجد ومحطات المترو والمدارس، كملاجئ.

من جانبه، دعا دونالد ترامب، تل أبيب وطهران الى «إبرام تسوية»، مع تلميحه الى أن انخراط واشنطن في النزاع «ممكن»، غداة تحذيره طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل المنشآت أو المصالح الأميركية، بينما ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أن «تغيير النظام قد يكون نتيجة» للعملية العسكرية، ومعلقاً على تقرير لـ «رويترز» ذكر أن الرئيس الأميركي عارض خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، بالقول «لن أخوض في هذا الأمر».

وكتب ترامب عبر منصته «تروث سوشال»، «على إيران وإسرائيل إبرام تسوية، وسنبرم تسوية»، معتبراً أنّه يمكن إحلال السلام «قريباً» بين البلدين العدوين.

وفي مقابلة مع شبكة «ايه بي سي»، قال ترامب إنّه «منفتح» على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة، مضيفاً أن واشنطن «من الممكن أن تنخرط» في النزاع لكنها «ليست منخرطة» حالياً.

وأكد في الوقت نفسه أنه ليس هناك «موعد نهائي» لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات «لكنّ الإيرانيين يتحدثون. إنهم يرغبون في إبرام اتفاق».

وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان لـ «رويترز»، إن ترامب عارض خطة إسرائيلية في الأيام الأخيرة لاغتيال خامنئي.

وأضاف أحد المصدرين، وهو مسؤول رفيع المستوى «هل قتل الإيرانيون أميركياً حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية».

نتنياهو يتوعّد

من جانبه، توعّد نتنياهو طهران بدفع «ثمن باهظ جداً».

وقال خلال تفقده موقع سقوط صاروخ في بلدة بات يام قرب تل أبيب «لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية وهي تنوي تقديمها للحوثيين وغيرهم».

وأكد أن الطيارين الأميركيين يسقطون المسيرات المتجهة نحو إسرائيل.

وأبلغ نتنياهو شبكة «فوكس نيوز»، إن بلاده «دمرت المنشأة الرئيسية» في موقع ناتانز النووي. وأعلن أن إسرائيل «نالت» من رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه في غارة جوية على طهران، أمس.

كما تفقد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أماكن سقوط الصواريخ في بات يام.

وأعلن أن «طهران تحترق».

وأضاف في بيان، ان خامنئي «يحول طهران إلى بيروت وسكانها إلى رهائن من أجل بقاء النظام».

وأسفرت ضربات صاروخية اعتباراً من ليل السبت، عن مقتل 10 أشخاص وجرح أكثر من 200 في منطقة تل أبيب وبلدة طمرة في الجليل الأعلى (شمال). وبذلك، يرتفع عدد القتلى منذ بدء التصعيد إلى 13 وما يزيد على 350 جريحاً.

وتؤكد تل أبيب أن نحو 22 من أصل 270 صاروخاً بالستياً أطلقتهم طهران على مدى الليلتين السابقتين، اخترقت الدرع المضادة للصواريخ.

من جانبه، أعلن الجيش، أنه ضرب «أكثر من 80 هدفاً»، مشيراً إلى أنّ من بينها «مقر وزارة الدفاع، ومقر المشروع النووي، وأهداف إضافية كان النظام يُخفي فيها الأرشيف النووي».

كما أنذر الإيرانيين، بإخلاء كل منشآت الأسلحة، مشيراً الى أن ذلك يشمل «جميع مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها».

ومساء، أعلنت إسرائيل أنها قصفت طائرة للتزود بالوقود في مطار مدينة مشهد (شمال شرق).

وذكر في بيان مقتضب «قبل وقت قصير، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربة استهدفت طائرة إيرانية مزوِّدة للوقود جواً في مطار مشهد، في شمال شرقي إيران، على مسافة نحو 2300 كيلومتر من إسرائيل»

لكن الإعلام الرسمي، أكد أن مطار مشهد ومدرجه لم تلحق بهما أي أضرار.

وتحدث ناطق إسرائيلي، عن قصف منشأة نووية في أصفهان.

رد أكثر حسماً

وفي طهران، أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن الرد سيكون «أكثر حسماً وشدة» إذا استمرت الأعمال العدائية،

التي أوقعت أكثر من 128 قتيلاً، ومئات الجرحى.

وحض الحكومة العراقية، على منع إسرائيل من استخدام مجالها الجوي وأراضيها لشنّ هجمات على الجمهورية الإسلامية.

واعتبر وزير الخارجية عباس عراقجي، ان «جر النزاع الى منطقة الخليج هو خطأ إستراتيجي كبير».

«حلم» نتنياهو منذ 1994!

| القدس - «الراي» |

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن ضرب المشروع النووي الإيراني، «هو حلم بنيامين نتنياهو منذ توليه السلطة عام 1994».

وتابعت أن «قرار شن الحرب اتخذه رئيس الوزراء الذي عرف عنه طوال الوقت تخوفه من اتخاد قرارات عسكرية تستوجب تحمل المسؤولية عن حياة إسرائيليين».

وأضافت «ثمة أمر واحد مؤكد: لا توجد لديه إستراتيجية انسحاب، لا من قطاع غزة ولا بتجنيد الحريديم ولا من إيران. طوال حياته السياسية يطلب أفضل المأكولات مفترضاً أن آخرين هم الذين سيحاسبون عليها، وهنا تتوجب المقارنة بين تصريحاته وتصريحات الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يعتبر عبقرياً إستراتيجياً».

ووفق الصحيفة «أعطى ترامب إسرائيل ضوءاً أخضر لشن الحرب بشرط عدم إظهار الولايات المتحدة كشريكة فيها أو كمسؤولة عنها. الهدف من ذلك واضح، لقاء واشنطن، طهران ضعيفة، مفككة، واستئناف المفاوضات معها بظروف جيدة، لتحقيق الهدف النهائي: الاتفاق».

وكتبت الصحيفة «إسرائيل هي محض كلب هجومي. ترامب لا يفرق بين أوكرانيا زيلينسكي وإيران خامنئي: الإهانة هي الضمانة للتوصل للاتفاق النهائي... ترامب يبقى ترامب: إذ يتوجب عليه نسب النجاح لنفسه».

في إسرائيل أيضاً، يرون سيناريو عودة إيرانية الى المفاوضات في اطار محاولة لتقليص الاضرار - واساساً لوقف الهجمات الإسرائيلية بعد أن شطبت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، بحسب مصدر أمني.

اغتيال 14 عالماً نووياً

أعلن مصدران في الخليج، أمس، أن 14 عالماً نووياً إيرانياً على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية منذ يوم الجمعة، بعضهم في تفجيرات بسيارات ملغومة.

وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن تنفيذ اغتيال من «مسافة صفر» في طهران، بالإضافة إلى تفجير خمس سيارات مفخخة في مناطق عدة.أماكن مُحصّنة

ذكرت القناة 13 العبرية، أنه في ظل تصعيد الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية، تم نقل عائلات وزراء، إلى أماكن أمنة تحت الأرض أو إلى مساكن محصنة، خوفاً من أن يكون الإيرانيون يسعون ليس فقط للقضاء على كبار المسؤولين، بل وأيضاً المقربين منهم.

وحسب الاستخبارات العسكرية، يتواجد في «الحصن» تحت الأرض الذي تدير منه القيادة الإسرائيلية، الحرب، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار الوزراء فقط...