في إطار التزامها بتعزيز ممارسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية (ESG) ورفع مستوى الوعي لدى الشركات المدرجة في سوق المال الكويتي بها، نظّمت بورصة الكويت ورشة عمل بعنوان «إعداد تقارير الاستدامة: من الامتثال إلى خلق القيمة الإستراتيجية»، الأربعاء الماضي، بالتعاون مع «Clenergize»، الشركة الاستشارية المتخصصة في مجال الاستدامة والبيئة ذي الوجود العالمي الممتد عبر الشرق الأوسط، وآسيا وأوروبا وأفريقيا، والولايات المتحدة الأميركية.

وأدار الورشة المدير الإداري لـ«Clenergize»، شايام ياديف، ومديرة تطوير الأعمال هيا كالو، اللذان سلّطا الضوء على سبل استخدام تقارير الاستدامة كأداة إستراتيجية توافر ميزة تنافسية وعاملاً محورياً في تقييم المخاطر التنظيمية والمالية، تسهم في تعزيز الوصول إلى رؤوس الأموال، وتحقيق النمو المستدام طويل الأجل، وتعزيز السمعة السوقية، إضافة إلى تحسين الأداء المؤسسي على المدى الطويل، بهدف تمكين الشركات المدرجة من مواكبة تطورات مشهد الاستدامة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.

واستعرضت الورشة أدلة واضحة تربط بين الأداء في مجال الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية وأداء الشركة بشكل عام، فضلاً عن دوره في تحسين التصنيفات الائتمانية وزيادة مرونة الشركات، مستشهدة بدراسات حال شركات عالمية عدة. كما تطرقت إلى الأدوات المالية المرتبطة بالحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية مثل القروض المرتبطة بالاستدامة، والسندات والصكوك، واستكشاف حوافز تبني ممارسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، إضافةً إلى أحدث الاتجاهات والممارسات المتبعة في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. كما أظهرت الورشة القيمة المضافة لممارسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية عبر مختلف القطاعات.

أحدث المعايير

وأشادت رئيس قطاع الأسواق في البورصة نورة عبدالكريم بالورشة، قائلة: «تؤكد بورصة الكويت التزامها المستمر بدعم المشاركين في السوق وتعزيز قدراتهم في مجال الاستدامة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، من خلال إبقائهم على اطلاع بأحدث المعايير العالمية وممارسات الإفصاح المتقدمة، بما يتوافق مع الأطر التنظيمية. وفي هذا الصدد، قامت البورصة بتحديث قواعدها وتعديل متطلبات الإفصاح، لتعزيز مستوى الشفافية والإفصاح في السوق».

وأضافت: «تحرص البورصة على تعزيز مفاهيم الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية في سوق المال الكويتي، بهدف تمكين الشركات المدرجة من مواكبة أفضل الممارسات والمعايير العالمية. وعليه، أطلقت البورصة دليلاً متكاملاً لإعداد هذه التقارير، وواصلت تنظيم ورش عمل متخصصة في هذا المجال منذ عام 2020، إيماناً منها بأهميتها الإستراتيجية وأثرها الإيجابي في تحسين نماذج أعمال الشركات المدرجة وخلق قيمة مضافة طويلة الأمد، بما يعزّز الثقة في السوق ويسهم في زيادة فرصه الاستثمارية».

الحوكمة جوهرية

من جهته، قال ياديف: «تتطور ممارسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية بشكل سريع من مجرد التزام تنظيمي إلى إستراتيجية جوهرية للأعمال، حيث أن الشركات التي تدمج اعتبارات الاستدامة في عملياتها تنجح في الحد من المخاطر، والوصول إلى مصادر تمويل جديدة، وتعزيز ثقة أصحاب المصالح من خلال مستويات أعلى من الشفافية. وهدفت هذه الجلسة إلى تسليط الضوء على دور هذه الممارسات كمحرك رئيسي لخلق قيمة مستدامة طويلة المدى وتعزيز الميزة التنافسية عبر مختلف القطاعات».

وأضاف: «يشكّل التزام بورصة الكويت بدمج مبادئ الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية في عملياتها نموذجاً يُحتذى به على مستوى المنطقة، حيث أظهرت البورصة قيادة متميزة في دفع عجلة الاستدامة ضمن القطاع المالي. كما تساهم هذه الجهود في تمهيد الطريق نحو سوق مال أكثر مرونة وشفافية وجاهزية للمستقبل. أتقدم بالشكر إلى بورصة الكويت على استضافتها لهذه الجلسة التوعوية القيّمة، وأتطلع إلى المزيد من التعاون مستقبلاً».