في اليوم الـ76 من استئناف «حرب الإبادة» في غزة، استهدفت قوات الاحتلال، فلسطينيين كانوا يتجمعون قرب نقطة توزيع مساعدات جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 35 وإصابة أكثر من 150 منهم، بينما اعتبرت حركة «حماس» أن إسرائيل حولت مواقع التوزيع إلى «مصائد موت».
كما قرر الاحتلال، رفع وتيرة العمليات العسكرية، بهدف دفع سكان الشمال للنزوح جنوباً، بعد ما اعتبرت تل أبيب والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، رد «حماس» على بنود المقترح الأميركي، بأنه «غير مقبول تماماً».
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المئات من المدنيين، أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة «غزة الإنسانية»، في مواصي رفح.
فقدان السيطرة
في غضون ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ«العربية/الحدث»، أن «حماس» فقدت السيطرة الأمنية على غزة، مشيرة إلى أن «اللصوص والعصابات بدأت تستولي على شاحنات المساعدات وتنهب المنازل وتروع السكان».
وأكدت أن الحركة تحاول الاستعانة بمخاتير العائلات ليساعدوها في ضبط الفلتان وحالات النهب، لكن من دون جدوى في ظل المجاعة الكبيرة.
وتابعت أن الحركة «في أدنى مستوياتها عسكرياً ومدنياً منذ عام 2007، وحاجز الخوف لدى سكان غزة منها قد انهار».
وأوضحت أن «الجماعات المتطرفة بدأت تستعيد صفوفها، وتضم عناصر جديدة إلى صفوفها في ظل غياب منظومة الحركة الأمنية الحكومية التي سقطت بسبب عمليات الاغتيال للمسؤولين والكوادر»، مشيرة إلى أن «الشلل التام يسود كل الوزارات والمؤسسات والبلديات».
من جانبه، أعلن الاحتلال العثور على نفق بعمق نحو 30 متراً وطول 700 متر في غزة، وتدميره.
موقف «حماس»
تفاوضياً، نقل موقع «واي نت» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن الحركة طلبت وقفاً لإطلاق النار لمدة 7 سنوات وانسحاب الجيش من كل المناطق التي دخلها منذ مارس، إضافة إلى العودة لنظام توزيع المساعدات القديم، معتبراً «انها تغلق باب التفاوض».
كما وصف ويتكوف، رد «حماس»، بأنه «غير مقبول تماماً»، وطالبها بقبول الإطار الزمني الموضوع كأساس لمحادثات غير مباشرة يمكن الشروع بها خلال أسبوع.
وفي القدس، رد السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن بلاده ملتزمة «حل الدولتين»، مقترحاً على باريس «اقتطاع جزءٍ من الريفييرا الفرنسية وإنشاء دولة فلسطينية».
وفي عمان، أكدت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، التي يترأسها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في عمان أمس، أن «إقامة دولة فلسطينية هي الطريق لتحقيق السلام». وشدد فيصل بن فرحان، على أن «المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل لا تكفي، ومن يرى أن حل الدولتين هو الخيار عليه الاعتراف بدولة فلسطين فوراً».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، والمصري بدر عبدالعاطي، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وبمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، «بحثنا مع الرئيس الفلسطيني خطة الإصلاح في السلطة الفلسطينية، ولن نقبل بحل إلا بقيام الدولة الفلسطينية».
واعتبر أن منع إسرائيل زيارة الوفد الوزاري العربي لرام الله «تجسيد لتطرف الحكومة الإسرائيلية»، منتقداً «عنجهية إسرائيل». وأكد أن «ما نراه في غزة حرب إبادة وما يحدث في الضفة الغربية تقويض للسلطة الفلسطينية».