قالت ثلاثة مصادر روسية مطلعة، إن شروط الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن الحصول على تعهد كتابي من القادة الغربيين بوقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً، وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو.
وأوضح مصدر روسي رفيع المستوى مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته، «بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن».
وذكرت المصادر الثلاثة، أن زعيم الكرملين يريد تعهداً «كتابيا» من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وأضافت أن موسكو تريد أيضاً أن تلتزم كييف، الحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل في ما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وقال المصدر الأول، إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسيسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية، أن «السلام غداً سيكون أكثر إيلاماً».
وأكد أنه إذا رأى فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية.
قمة ثلاثية
وأمس، رفض الكرملين دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى قمة ثلاثية مع ترامب بوتين، مشيراً إلى أن «اجتماعاً كهذا يجب أن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان» الروسي والأوكراني.
وكان زيلينسكي اقترح عقد اجتماع بين «ترامب، بوتين وأنا»، داعياً واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات مشددة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين.
حشود روسية
ميدانياً، أفاد زيلينسكي بأن روسيا «تحشد» أكثر من 50 ألف جندي عند خط الجبهة حول منطقة سومي الحدودية (شمال شرق) حيث سيطر الجيش الروسي على عدد من القرى، في وقت يسعى لإقامة ما وصفه بوتين بأنه «منطقة عازلة» داخل الأراضي الأوكرانية.
ويعتقد الرئيس الأوكراني، بأن روسيا تريد «منطقة عازلة» بطول نحو 10 كيلومترات.
وفي السياق، أكدت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على قرية كوستيانتينيفكا القريبة من حدودها، بعدما أعلنت الاثنين سيطرتها على قريتين في المنطقة.
كما أعلنت أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 296 مسيرة أوكرانية في 13 منطقة ليل الاثنين - الثلاثاء.
توبيخ أميركي
إلى ذلك، وبَّخ المبعوث الأميركي كيث كيلوغ، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، لإثارته مخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، بعدما حذر ترامب من أن بوتين «يلعب بالنار».
ففي تغريدة على «إكس»، شارك كيلوغ، أمس، منشوراً لميدفيديف. وكتب «إثارة مخاوف من حرب عالمية ثالثة تعليق مؤسف ومتهور... وغير مناسب لقوة عالمية». وأضاف أن «الرئيس الأميركي يعمل على وقف هذه الحرب وإنهاء القتل».
وأوضح أن واشنطن تنتظر تسلم مذكرة (ورقة الشروط) وعدت بها روسيا.
وكان الرئيس السابق لروسيا، كتب بالإنكليزية على «إكس»، «بخصوص تصريحات ترامب حول أن بوتين يلعب بالنار وإمكانية حدوث أمور سيئة حقاً لروسيا. لا أعرف سوى شيء واحد سيئ حقاً، حرب عالمية ثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا!».