فقدت الرياضة الكويتية أحد أبنائها المخلصين برحيل لاعب نادي الكويت والمنتخب الوطني في عصره الذهبي وليد جاسم المبارك الشهير بـ«وليد الجاسم» عن عمر ناهز الـ65 عاماً في فرنسا.
وأمضى الجاسم مسيرته الرياضية في نادي الكويت حيث بدأ لاعباً في المراحل السنية قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول في سن مبكرة أواخر سبعينات القرن الماضي، وفي الفترة ذاتها لعب لمنتخب الشباب الذي خاض كأس آسيا 1978 في بنغلاديش ومنه اختير للمنتخب الوطني حيث لعب له قرابة العقد من الزمان كعنصر أساسي في مركز الظهير الأيسر وخياراً أول لجميع المدربين الذين قادوا «الأزرق» طوال الثمانينات.
وشارك «المُعلم»، كما لقبه المعلق الكبير خالد الحربان، في إنجازات منتخب الكويت في عصره الذهبي بدءاً من التأهل إلى أولمبياد موسكو 1980 ومروراً بالفوز بكأس أمم آسيا في العام ذاته وانتهاء بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا 1982 كأول منتخب عربي آسيوي.
كما حقق لقب كأس الخليج مرتين في 1982 و1986.
ومع نادي الكويت، حقق الجاسم العديد من الألقاب المحلية من قبيل الفوز بكأس الأمير 4 مرات والدوري العام مرة واحدة، وبلغ مع «الأبيض» المباراة النهائية لكأس الكؤوس العربية في جدة السعودية 1989.
وبعد اعتزاله، انتقل الراحل إلى مجال التدريب وكان من ضمن الجهاز الفني الذي قاد «الأبيض» للمركز الثاني في بطولة الأندية العربية في القاهرة 2003.
وكانت آخر مهامه الرياضية تزكيته لعضوية مجلس إدارة نادي الكويت في دورته الحالية.
على المستوى الشخصي عُرف «بوحمد» بشخصيته المحبوبة ورغم جديته الكبيرة في الملعب، كان خارجه ودوداً ويتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع.
ونعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري النجم الراحل.
ونقل مدير عام الهيئة بالتكليف، بشار عبدالله، تعازي الوزير المطيري إلى أسرة نادي الكويت والأسرة الرياضية بصفة عامة وأسرة الفقيد خاصة.
وأكد المطيري على أن الرياضة الكويتية فقدت أحد أبنائها المخلصين، الذين تركوا أثراً طيباً داخل وخارج الملعب.
فيما أكدت الهيئة على أن الجاسم خاض مسيرة كروية مشرّفة قدّم خلالها الكثير لناديه وللكرة الكويتية.
كما نعى الرئيس الفخري لنادي الكويت، مرزوق الغانم الفقيد قائلاً: «ببالغ الحزن، وقلوب يغمرها الأسى، أنعى رحيل الصديق العزيز، والوفي الأمين، والخلوق الصادق، الكابتن وليد جاسم المبارك (وليد الجاسم)، أحد أبناء الرياضة الكويتية المخلصين، ولاعب نادي الكويت والمنتخب الوطني في عصره الذهبي، الذي وافته المنية في فرنسا بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، صبر فيه واحتسب، وواجهه بثبات وعزيمة الكبار».
وأضاف الغانم: «رحل من كان لي سنداً لا يميل، ورفيقاً لا يُبدَّل، وصوتاً للصدق إذا خفتت الأصوات، كان خلوقاً في حضوره، نقياً في تعامله، وفياً في صداقته».
وأردف: «لقد فقدت الرياضة الكويتية فارساً من فرسانها الأوفياء، ونموذجاً للخلق والتفاني والعطاء.أعزّي نفسي أولاً، ثم أعزّي أسرته الكريمة، وعائلته الكبيرة في الوسط الرياضي، وكل من عرفه وأحبّه، وكل من لمس وفاءه وخُلقه العالي».
«الراي» التي آلمها المصاب تتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي، متضرعة إلى العزيز القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»