فيما تتوالى التحذيرات الدولية من الوضع «المأسوي» في قطاع غزة المحاصر، نتيجة العمليات العسكرية التي توقع عشرات الشهداء يومياً، إضافة إلى نقص الغذاء والدواء، أقر جنود إسرائيليون، بأن قادة في الجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين «دروعاً بشرية». وشددوا على أن «هذه الممارسة الخطيرة أصبحت إشاعة خلال الحرب».

وقال جنديان لـ «وكالة أسوشييتدبرس للأنباء»، وثالث قدم شهادة لمنظمة «كسر الصمت»، إن «القادة كانوا على علم باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل أصدر بعضهم أوامر بذلك».

كذلك أشار البعض إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية كان يُشار إليه باسم «بروتوكول الباعوض»، وإن الفلسطينيين كانوا يُطلق عليهم أيضاً اسم «الدبابير»، وغيرها من المصطلحات.

بدوره، كشف ضابط، طلب عدم الكشف عن هويته، «غالباً ما كانت الأوامر تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كان كل فصيل عسكري تقريباً يستخدم فلسطينياً لتطهير المواقع».

وأوضح ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة «كسر الصمت»، التي جمعت شهادات من داخل الجيش، أن «هذه ليست روايات معزولة، بل تُشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع».

بدورهم، كشف 7 فلسطينيين استخدامهم كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال الشاب أيمن أبوحمدان (36 عاماً) لـ «أسوشييتدبرس»، إن «الاحتلال أجبره، مرتدياً زياً عسكرياً وكاميرا مثبتة على جبهته، على دخول منازل في غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين».

وأوضح أنه «أُجبر، لمدة 17 يوماً، خلال الصيف الماضي، على تفتيش المنازل، وكل حفرة في الأرض بحثاً عن أنفاق، فيما يقف الجنود خلفه... وبمجرد اتضاح الأمور، يدخلون المباني لتدميرها أو تخريبها».

وقال الشاب مسعود أبوسعيد (36 عاماً)، إن «الاحتلال استخدمه درعاً لمدة أسبوعين في مارس 2024 في مدينة خان يونس جنوب القطاع».

وخلال إحدى العمليات، التقى أبوسعيد بأخيه، الذي استخدمته وحدة أخرى كدرع، قائلاً «ظننتُ أن جيش إسرائيل قد أعدمه».

وكشفت الفلسطينية هزار إستيتي، أن الجنود أخذوها من مخيم جنين للاجئين في نوفمبر الماضي، وأجبروها على تصوير شقق عدة وتطهيرها قبل دخول القوات.

وتابعت «كنتُ خائفةً جداً من أن يقتلوني، وأن لا أرى ابني مرةً أخرى».

كما أفاد شهود آخرون بأنهم استُخدموا كدروع في الضفة.

في المقابل، زعم جيش الاحتلال أنه يحظر تماماً استخدام المدنيين كدروع بشرية.

«عربات جدعون»

إلى ذلك، وفي سياق عملية «عربات جدعون»، أعلن الاحتلال أنه سيوسع عمليته البرية في غزة، وسيدخل آلاف الجنود لاحتلال أجزاء واسعة من القطاع المُدمّر.

ونقل موقع «واللا» عن جهات أمنية، أن العملية «ستكون كبيرة مع نيران كثيفة جداً»، في حين أصدر قائد المنطقة الجنوبية الجنرال ميشال ينكي، تعليمات لرفع مستوى الاستعدادات.

وفي اليوم الـ68 من «حرب الإبادة»، سقط 56 شهيداً وأصيب وفُقد العشرات، في موجات الغارات المتتالية على القطاع، بينما أعلن مستشفى الكويت الميداني في خان يونس، «نفاد المكملات الغذائية وأدوية الأطفال والحوامل وكبار السن».

وطالب المنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لتوفير الإمدادات الغذائية والدوائية.

غوتيريش

وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي».

وقال إن المنظمة الأممية لن تشارك في أي مخطط يتعلق بالمساعدات «لا يلتزم باحترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد».

وأشار الناطق باسم منظمة «اليونيسف» كاظم أبوخلف، إلى أن «هناك حالات إنسانية حرجة من الأطفال والنساء وكبار السن، تموت يومياً بسبب عدم القدرة على تلقى الرعاية الطبية المناسبة».

وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني، إن ما يصل من مساعدات لغزة «إبرة في كومة قش».

حرب متعددة الجبهة

من ناحية ثانية، تزيد إسرائيل من استعداداتها لاحتمال اندلاع حرب متعددة الجبهة، بحسب صحيفة «يديعوت آحرونوت».

ومساء الجمعة، أعلن الناطق العسكري أفيخاي أدرعي، انتهاء مناورة لهيئة الأركان العامة، حاكت سينايوهات حرب متعددة الجبهة، بهدف تحسين وتيرة ونوعية الاستجابة السريعة لمختلف الأحداث المتفجرة.